سمير صالحة

سمير صالحة
اكاديمي ومحلل سياسي تركي

لمن سيصوت إيلكر باشبوغ؟

عملية الإفراج عن رئيس الأركان التركي السابق إيلكر باشبوغ الذي عرفناه دائما بـ«صقر العلمانية» في البلاد، جاءت سريعة ومفاجئة، فهو محكوم بالسجن المؤبد، لكنه أمضى 26 شهرا فقط من العقوبة بتهمة المشاركة في مؤامرة تستهدف الإطاحة بحكومة رجب طيب إردوغان. إطلاق سراحه لا يعني براءته، فمحكمة التمييز لم تقل كلمتها بعد في القضية، لكن الفضل في ذلك يعود أولا وأخيرا إلى حكومة «العدالة والتنمية» ومن خلال جملة من التعديلات الدستورية والقانونية أقرتها في العامين الأخيرين، وكان أهمها إفساح المجال أمام الأفراد لتقديم شكاواهم مباشرة إلى المحكمة الدستورية التي أعطته الأولوية في درس ملفه وإصدار قرارها بالإجماع حول مظل

خيارات تركيا في القرم

إقحام شبه جزيرة القرم في أزمة أرادتها روسيا لتعويض خسارتها السياسية في أوكرانيا بعدما فقدت حلفاءها في السلطة، مواجهة غير جديدة على الروس ودول المنطقة هناك. روسيا، وكما يبدو حتى الآن، تناور لتحريك مناصريها في القرم باتجاه إنجاز مشروع سلخ الإقليم عن أوكرانيا وضمه إلى أراضيها في أقرب وقت، لكن المجتمع الدولي والعواصم الغربية تحديدا سارعت لرفض التدخل الروسي والاستعداد لمواجهة مفتوحة على أكثر من سيناريو. 25 عاما على تجربة الدولة المستقلة في أوكرانيا يبدو أن الروس يريدون وضع نهاية لها عبر تلقين الدرس ليس فقط للأوكرانيين، بل لكل من تسول له نفسه تعريض مصالحهم في القرم للخطر والاستخفاف بالعودة الروسية إ

أهمية الانتخابات المحلية في تركيا

تركيا أمام ثلاثة استحقاقات انتخابية محلية ورئاسية وبرلمانية متلاحقة والصراع سيكون على نجاح «العدالة والتنمية» في الاحتفاظ بالسلطة أو تراجعه لصالح الأحزاب المعارضة، التي تبحث عن إزاحته حتى ولو كان الثمن ائتلافا حكوميا يعيد تركيا إلى أجواء مطلع الألفين. رجب طيب إردوغان في اليوم التالي لإعلان نتائج الانتخابات البلدية أي بعد شهر تقريبا سيكون أمام خيارين الأول هو الترشح للانتخابات الرئاسية في أغسطس (آب) 2014 التي ستنظم لأول مرة بالاقتراع العام المباشر في حال حقق حزبه انتصارا انتخابيا كبيرا على منافسيه، أو الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة عن موعدها المعلن في العام المقبل في محاولة لاسترداد ما خسره

الجنادرية: مفهوم الحرب في زمن السلم

كانت في البداية «حشرية» الجنادرية.. ما الذي يدور هناك في أرض الله الواسعة شمسا وحرا؟ ثم أصبحت «غصة» الجنادرية.. الكثير من أتراك الأناضول شاركوا في عرس الصحراء قبل خمس سنوات عندما اختيرت تركيا ضيف شرف على المهرجان، وأنا «العربي» المنسي في جزيرة البحر الكردي وسط الجغرافية التركية ومن «عظام الرقبة» لا يتذكرني أحد. وكادت تتحول إلى «عقدة» الجنادرية..

غولن ـ إردوغان.. جديد «داحس والغبراء»

هي ليست المرة الأولى التي تقع فيها مواجهات من هذا النوع بين الحركات والأحزاب الإسلامية التركية بسبب تباعد الخيارات وتضاربها والصراع على السلطة حتى بين الحلفاء، لكنها المرة الأولى التي تدخل فيها جماعة فتح الله غولن نزاعا من هذا النوع يهدف لإسقاط إردوغان وحكومته، كما يقول المواطن التركي في استطلاعات الرأي، لكنه يتحول تدريجيا إلى مواجهة بقاء على قيد الحياة في حرب تكثر فيها عبارات الفتنة والافتراء والتشهير والطعن من الخلف. انفجار 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي مهد له توتر 7 فبراير (شباط) عام 2012، لكن العديد من المتابعين يرون أن الاحتراب هذا الأسبوع سيطر عليه سيناريو تفاهم بعيد عن الأضواء يظهر إلى

تركيا: غرام وانتقام

وثائق «ويكيليكس» عام 2009، وبناء على معلومات وتقارير مصدرها أجهزة الاستخبارات والقنوات الدبلوماسية الأميركية العاملة في الشرق الأوسط، تحدثت عن خلاف يتفاعل بين حكومة رجب طيب إردوغان وجماعة فتح الله غولن الإسلامية بسبب تباعد وتضارب المواقف والخيارات بين الجانبين، وتنبأت وقتها باحتمال تحول هذا التوتر إلى مواجهة ساخنة لن تتردد الجماعة في خوضها، عندما تشعر أن الظروف باتت مواتية للإقدام على خطوة من هذا النوع تقود للإطاحة بحكومة إردوغان، وبناء شراكة سياسية جديدة مع قوى أخرى تحقق من خلالها مزيدا من التمدد والنفوذ داخل تركيا وخارجها. مسلسل « وادي الذئاب» البوليسي التركي رسم قبل أسبوعين سيناريو يتحدث عل

إردوغان في طهران لأكثر من سبب

«المواجهة الطائفية» بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في دافوس، بسبب النظرة المذهبية التي يعتمدها البعض في التعامل مع الأزمة السورية، لم تصل إلى مستوى «ون ميونيت» التي أطلقها رجب طيب إردوغان من على المنصة نفسها قبل خمس سنوات في وجه الرئيس الإسرائيلي بيريس.

الرقم الصعب في المعادلة التركية

حالة التوتر وتبادل الاتهامات بين حكومة رجب طيب إردوغان وحركة فتح الله غولن انتقلت إلى مرحلة جديدة من المواجهة، بعد أعوام من التقارب السياسي والتنسيق المشترك الذي مكنهما من الإطاحة بأهم رموز الأتاتوركية والعلمانية المتشددة في مؤسسات الدولة. التوصيفات التي أطلقها رجب طيب إردوغان أمام كتلته النيابية قبل أيام حول من يستهدف حكومته وتركيا منذ 17 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وبينها «المنظمة السرية الخائنة» و«العميلة»، ختمها بإقحام «حركة الحشاشين» في قلب المعادلة السياسية، وهي، كما هو معروف، مجموعات محسوبة على الإسماعيليين أسسها حسن الصباح في القرون الوسطى وكانت استراتيجيتها تقوم على إنزال الرعب في صف

تركيا الذاهبة إلى «جنيف2»

لا نقاش في أن حكومة العدالة والتنمية تعيش خيبة أمل كبيرة حيال تطورات ومسار الأزمة السورية، وأن أساليب التطويل والمراوغة في تقديم الحلول الإقليمية والدولية، قد تقود رجب طيب إردوغان لمراجعة مواقفه وسياسات حكومته إذا ما تأكد لها أن «جنيف2» المرتقب لن يكون سوى تكملة لـ«جنيف1» الذي اتخذ جملة من القرارات بقي معظمها حبرا على ورق. أنقرة وعلى ضوء مواقف وتصريحات داود أوغلو الأخيرة قبل وبعد لقاء باريس، تشكك في قدرة وربما رغبة «جنيف2» في إطلاق خارطة الطريق السياسية الموعودة باتجاه الحل، بل إن ما يقلق الأتراك اليوم هو التمسك بمقولة الحل السياسي التي ستحمي وتقوي النظام السوري أكثر فأكثر، وستعطيه الفرص الجدي

استراتيجية إردوغان لتفكيك «دولة الجماعة»

حادثة 17 ديسمبر (كانون الأول) التركية يصفها قيادات العدالة والتنمية بعملية استفزاز مدروس ومبرمج بتوقيع جماعة غولن تهدف لإزاحة رجب طيب إردوغان وحكومته وبناء تحالف سياسي حكومي جديد يخدم مصالح البعض في داخل تركيا وخارجها.