كانت هولندا في القرن السابع عشر تعد جنة يتوق إليها المفكرون، وبلدا حرا يؤويهم عندما يضيق عليهم شطط السلطة في بلدانهم ويتهددهم في نفوسهم. كذلك هاجر إليها كل من الفيلسوف الفرنسي ديكارت، فرارا من جبروت رجال الكنيسة، وبادر بالفرار إليها الفيلسوف الإنجليزي جون لوك، هربا من لهيب الحرب الأهلية التي أتت على الأخضر واليابس في بريطانيا. وبفضل مناخ الحرية الذي كان يسود فيها، أمكن للفيلسوف باروخ سبينوزا أن ينتج ويذيع ما ألفه من فكر تنويري عظيم. والمؤرخون يعلمون، فضلا عما ذكرنا، أن حرية التعبير عن الرأي والقدرة على نشره، في الوقت الذي كانت حرية التعبير وكانت الصحافة جملة تعد أمرا محظورا.