حمد الماجد

حمد الماجد
كاتب سعودي وهو عضو مؤسس لـ«الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان السعودية». أستاذ التربية في «جامعة الإمام». عضو مجلس إدارة «مركز الملك عبد الله العالمي لحوار الأديان والثقافات». المدير العام السابق لـ«المركز الثقافي الإسلامي» في لندن. حاصل على الدكتوراه من جامعة «Hull» في بريطانيا. رئيس مجلس أمناء «مركز التراث الإسلامي البريطاني». رئيس تحرير سابق لمجلة «Islamic Quarterly» - لندن. سبق أن كتب في صحيفة «الوطن» السعودية، ومجلة «الثقافية» التي تصدر عن الملحقية الثقافية السعودية في لندن.

نيران الصراع الديني ومراكز الإطفاء

لم يرُق له انفتاح مركز التراث الإسلامي البريطاني في مدينة مانشستر، الذي أتشرف بعضوية مجلس أمنائه، على كل شرائح المجتمع البريطاني الدينية والمذهبية والاجتماعية والتربوية والفكرية، وحتى المجموعات التي لا تدين بدين ولا تتعبد بمذهب، ولم يعجبه أن رؤية المركز تقوم على هذا الانفتاح، قلت له: لنا مع كل هؤلاء الأصناف من الملل والنحل والمذاهب ومن لا يتمذهب مشتركاتٌ يمكن العمل عليها، ولا يمس هذا التواصل والتعاون شعرة من نسيج ديننا. أنا أعرف أن كثيراً ممن يقرأ مقدمة المقال عن هذه اللقاءات التعايشية سيقول: وما ثمرة ترتيب مثل هذه اللقاءات والحوارات والانفتاحات؟

هل يترك الإخوان السياسة؟

أثارت تصريحات إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر جدلاً، بعد أن قال إن الجماعة لن تخوض صراعاً جديداً على السلطة. بعض المحللين يرى أن هذا التصريح لا يعدو أن يكون مناورة ومراوغة، إذ لا يمكن تصديق أن جماعة تتربع على قمة الإسلام السياسي وتتنفس السياسة، وتشرب وتأكل سياسة أن تترك المنافسة على السلطة السياسية، وهي إحدى غاياتها الكبرى وأس أدبياتها.

عش الشعبوية اللاسعة

ثمة أنواع من العصب لا يليق بعاقل، أن يلامسها إلا بحذر شديد ولغة راقية ذكية مهذبة تمر على الجرح لمعالجته ولا تسبب وجعاً: العصب العرقي والعصب الديني والعصب المناطقي والعصب القبلي والعصب الفكري والعصب الطائفي وأعصاب أخرى، ومن لامس واحداً منها برعونة فليتحمل لسع الدبابير الذي حشر نفسه في عشها وليتحمل أعراضها الجانبية. والناس لا تلوم أحداً أحب دينه أو وطنه أو طائفته أو بلدته أو عرقه أو قبيلته أو عشيرته أو لغته أو لهجته أو تراثه، ولو بالغ في الفخر كما كان يفعل الشعراء قديماً وحديثاً ولا تثريب عليهم، لكن حين يطال الفخر انتقاص «الغير» القبلي والعشائري والمناطقي والعرقي والتراثي بالتوبيخ والازدراء والت

وراء أكمة البوركيني ما وراءها

دعونا نبدأ الحديث عن هذا الموضوع الشائك المقلق بحادثة ظريفة، فقد حاولت مدينة غرونوبل الفرنسية الإمساك بعصا الحريات الفرنسية من الوسط، فسمحت للمسلمات الفرنسيات بارتداء البوركيني (بدلة سباحة تغطي كامل الجسم ما عدا الوجه واليدين والقدمين)، وسمحت أيضاً لغيرهن بالسباحة عاريات الصدر، لكن مسؤولاً حكومياً فرنسياً بارزاً عن منطقة غرونوبل أزاح اليد التي تمسك بالعصا من الوسط وأمسكها من طرفها «العريان»، فمنع المسلمات من لبس البوركيني وسمح لغيرهن بكشف الثديين. قلق مسلمي فرنسا ومن يساندهم من معتدلي الغربيين ودعاة حقوق الإنسان، هو ليس بسبب قرار أعلى محكمة إدارية فرنسية الأسبوع المنصرم بحظر هذا النوع من لباس

المؤسسات الخيرية الغربية... بين البراغماتية والمرجعية

تلقى أحد المراكز الإسلامية الكبيرة في دولة غربية طلباً من مؤسسة داعمة للمثليين لاستئجار قاعة في المركز لتقديم ما وصفته المؤسسة «المثلية» بأنها تهدف إلى عقد جلسات استشارات ونصائح إرشادية، كما طالبوا بالسماح برفع أعلامهم «القزحية»، وانطلقوا في مبررات طلبهم من أن إحدى مسؤوليات المؤسسات الخيرية الغربية، أياً كان انتماؤها العرقي أو الديني أو المذهبي أو الآيديولوجي، هي في إتاحة مرافق هذه المؤسسات لفئات المجتمع المختلفة، أيضاً بغض النظر عن انتماءاتهم أو قناعاتهم أو ممارساتهم.

ما الغايات الخفية للإساءات الدينية «الممنهجة»؟

ما الذي يجنيه حزب «بهاراتيا جاناتا» اليميني المتشدد الحاكم في دلهي، من تدوين تغريدات مسيئة مستفزة لملياري مسلم، أي حوالي ربع سكان العالم؟ بل ويهدّد بفوضى طائفية، وأحداث عنف دينية دموية في الهند التي اشتهر مسلموها بحبهم الجارف والعاطفي جداً للنبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وعُرف متطرفوها الهندوس بالاستمتاع باستفزاز مسلمي الهند، وما الهجوم على مسجد البابري التاريخي وهدمه، وإقامة معبد هندوسي على أنقاضه عنا ببعيد؟

مستفزون في خدمة المتشددين

في عالمنا العربي يوجد عدد محدود من الإعلاميين والمثقفين يُعتبرون الأشد حرباً على المتطرفين والإرهابيين، وهذا مطلوب، ولكن أقول إنَّ الأساليب العنيفة والكتابات الاستفزازية تساهم في تعزيز وتقوية التطرف والإرهاب، فالطروحات المثيرة للجدل المستفزة للشريحة الواسعة المعتدلة من عامة الناس نموذج لهذا الصنف. المتطرفون والإرهابيون و«الدواعش» و«القاعديون»، وكل من دار في فلكهم، أو تأثر بفكرهم في القديم والحديث، يأخذون من الدين ومن تعاليمه وتشريعاته وحلاله وحرامه وسننه وواجباته مثلما يأخذ عامة الناس، ولكن عندهم تشوهات خطيرة في فهم النصوص والأحكام، ومصادر التلقي، وخلل في إنزال الأحكام الشرعية على الواقع، ما ي

رياح الحوارات العربية

كوة صغيرة من الأمل في آخر النفق العربي فتحتها دعوات للحوار الوطني الشامل في كل من مصر والجزائر وتونس، والعدد «العربي» مرشح للزيادة. وفي تقديري أن الفرصة مواتية والتوقيت مناسب بعد أن انطفأ لهيب الثورات العربية، وانقشع دخانها وتفتت بعدها كيانات وخارت أنظمة، وتحول بعضها إلى دول «فاشلة» لا هي من الأحياء فتُرجى ولا من الأموات فتُنعى، وأدركت الشعوب «الثائرة» وبالحقائق على الأرض والأرقام والإحصائيات أن تكلفة الثورات باهظة الثمن، بل كارثية المآلات والنتائج، قتلت مئات الآلاف وشردت الملايين ودمرت اقتصادات وضُرب بعضها في مقتل.

أبو عاقلة والجنون الإسرائيلي

حول الهجوم الإسرائيلي الهمجي المستفز على جنازة الأيقونة النضالية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، اتصلت بحاخام يهودي من الوزن الثقيل في بني قومه، يدفعني الفضول لمعرفة المبرر الإسرائيلي لهجوم مقزز على كفن ميت اتفقت كل الشرائع السماوية والأرضية على تقديره واحترام هيبته ووقاره، وكيف بلغت الوقاحة الصهيونية الفجة حد الهجوم على حاملي الكفن بالركل والرفس والدفع، يد تحمل الكفن والأخرى تتوقى شدة الركلات وألم اللكمات حتى كاد الكفن يسقط أرضاً، فما الحجج التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية للرأي العام العالمي لتبرير هذا الهجوم الشنيع الفظيع على كفن شيرين أبو عاقلة وحامليه؟ ورأيك أنت أيها الحاخام؟

خطأ وتثبيت قناعة

أعترف بأنني أخطأت في صياغة عنوان المقال الذي أثار جدلاً يكاد يتساوى فيه عدد المنتقدين مع عدد المؤيدين، وهو المقال الذي اعترضت فيه على استخدام الأقليات المسلمة للميادين الرئيسية للصلوات وخطب الجمعة والعيدين والتراويح، وأخطأت لأن العنوان كان مستفزاً «تراويح تايمز سكوير...»، وقد اعترض البعض على تخطئة الصلاة، كأنني أحكم ببطلانها وهذا ما لم أقصده، وكنتُ بغنى عن هذا العنوان «المثير» وكان المفروض أن أصيغه بعبارة أخرى، كأن يأتي بصيغة سؤال مثلاً «هل تراويح تايمز سكوير...؟»، فالتساؤل يجمع بين الجذب الصحافي والموضوعية في الطرح، وهذه إحدى الإشكالات التي يقع فيها كُتَّاب المقالات، فالإثارة والجذب في العنوا