أنتوني بلينكن
نائب وزير الخارجية الأميركي

قصة «داعش» لم تنته بعد

يشكل تحرير الموصل – عاصمة الأمر الواقع لخلافة «داعش» الموهومة في العراق – نقطة تحول مهمة في مسار الحرب ضد أخطر تنظيم إرهابي في العصر الحاضر. ولم يعد تنظيم داعش، وهو الاسم الموسوم به التنظيم الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط، يسيطر على أي أراضٍ مهمة في العراق يمكنه من خلالها تأمين الملاذ الآمن للمقاتلين الأجانب، أو استغلال الموارد المتاحة هناك مثل النفط. ولقد تمزقت دعاوى التنظيم الإرهابي – التي بنيت على الوجود الفعلي لخلافته المزعومة – شرَّ ممزق.

ماذا تعني أميركا بلا نفوذ؟

في فبراير (شباط) عام 1945، في خضم الحرب العالمية الثانية، اجتمع كل من فرانكلين روزفلت، وجوزيف ستالين، وونستون تشرشل في يالطا، المنتجع الروسي في شبه جزيرة القرم، للتشاور بشأن اتجاه الحرب القائمة، والسلام التالي عليها. ولقد وافقوا على نظام ما بعد الحرب الذي طرحه الرئيس روزفلت وحمل عنوان «رجال الشرطة الأربعة»، الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وروسيا، والصين. وكان روزفلت على قناعة بمقدرته على إقناع ستالين أن يُبقي التزاماته في مؤتمر يالطا عند حدود الأمن الجماعي وأوروبا غير المجزأة. ولكن كانت لدى ستالين رؤية مختلفة تماما، وهي العالم الذي تشكله مجالات النفوذ، حيث تسود إرادة الأقوى من خلالها.