روبرت فورد

روبرت فورد
السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن

بايدن يجري حساباته بخصوص إيران والانتخابات الأميركية

نعاين اليوم مأزقاً جديداً في المفاوضات حول تجديد اتفاقية 2015 التي تحد من البرنامج النووي الإيراني. ويضغط أعضاء بالكونغرس على إدارة بايدن لعدم تقديم أي تنازلات. في الواقع، لا يرغب كثير من الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس في إبرام أي اتفاق مع إيران. وأرسلت مجموعة مكونة من خمسين نائباً في مجلس النواب، بينهم 34 من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن، في الأول من سبتمبر (أيلول)، رسالة إلى الرئيس تشرح أربعة اعتراضات على الاتفاق النووي الجديد المحتمل مع إيران. -أولاً: اشتكى النواب من أن الاتفاق سيخفف القيود المفروضة على قدرات الإنتاج الإيرانية عام 2025.

واشنطن تسعى لتقليص المخاطر مع إيران إلى أقصى درجة

أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني، جون كيربي، في 24 أغسطس (آب)، أن الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي أصبح أقرب مما كان عليه في أوائل أغسطس، رغم استمرار الخلافات بين الجانبين. الواضح أن إدارة بايدن تتوخى الحذر في تصريحاتها بهذا الشأن. ويأتي ذلك في وقت يوجد بالفعل الكثير من الأصوات الناقدة للاتفاق النووي الجديد مع إيران داخل الكونغرس، من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. وعلى ما يبدو، لن ينال الاتفاق الجديد مع إيران الدعم المطلوب من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ ليصبح معاهدة رسمية لها صفة قانون في الولايات المتحدة.

الفشل الأميركي وأزمة العراق

تبدو الأزمة السياسية الحالية في بغداد بداية نهاية النظام السياسي العراقي الذي تأسس تحت المظلة الأميركية في الفترة 2003 - 2011. كنت مدير مكتب الشؤون السياسية في السفارة الأميركية معظم الوقت بين عامي 2004 و2009، وأُقر بشعور شخصي من الأسف والفشل. صحيح أن الأميركيين لم يصوغوا الدستور العراقي، وإنما صاغه العراقيون بأنفسهم، غير أن الأميركيين أصروا على انتهاء العراقيين من صياغة الدستور وفقاً لجدول زمنى أميركي حددته سلطة الاحتلال، التي كان يقودها بول بريمر. كانت سفارتنا تعلم في 2005 أن الجدول الزمني ليس واقعياً، ولكن واشنطن رفضت نصيحتنا بتغيير الجدول الزمني.

إسرائيل والحرب المستعرة داخل الحزب الديمقراطي

من الواضح أن إسرائيل ستشكل عاملاً مهماً في الانتخابات التمهيدية المقررة في الثاني من أغسطس (آب)، التي يتنافس فيها مرشحان من الحزب الديمقراطي على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ضد مرشح من الحزب الجمهوري لتمثيل دائرة الكونغرس في ميشيغان. من ناحيتها، تسعى لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، التي تمثل اللوبي الوطني الرافض لتوجيه أي انتقادات لإسرائيل، للتخلص من النائب اليهودي داخل الكونغرس آندي ليفين، الذي ترأس من قبل معبداً يهودياً، ويدافع عن حق إسرائيل في الوجود، لكنه يدافع كذلك في الوقت ذاته عن حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين. وقد حددت «إيباك» في السنو

على الغرب تحديد أولوياته في سوريا

ينبغي أن تدفع المفاوضات العاجلة في مجلس الأمن خلال الأسبوع الماضي، من يطلق عليهم «أصدقاء سوريا» نحو الاستعداد ليوم قريب لن تتمكن فيه منظمة الأمم المتحدة من الإشراف على توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال غربي سوريا، الخاضعة لسيطرة المتمردين. لقد استخدمت روسيا حق النقض بمجلس الأمن في 8 يوليو (تموز) في الاعتراض على قرار بتمديد عملية توصيل الأمم المتحدة لعام آخر، وهو ما يعرقل حركة بعض الشاحنات. ويصرّ الروس على ضرورة إرسال مزيد من المساعدات الموجهة إلى شمال غربي سوريا، من مناطق تخضع لسيطرة النظام في سوريا.

الدلالات السياسية لزيارة بايدن إلى جدة

كشف أحدث استطلاع لوكالتي «رويترز» و«إيبسوس» أن 57 في المائة من الأميركيين غير راضين عن جو بايدن. ومن السهل معاينة هذا الشعور بعدم الرضا بين الأميركيين في الشارع. فقبل أيام قليلة، اشتكى لي الجزار في السوبر ماركت من أنه أصبح بحاجة إلى 200 دولار كي يتمكن من ملء خزان الوقود في شاحنته الصغيرة. وأخبرني أحد مؤيدي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، أنه قبل بايدن كانت الولايات المتحدة تتمتع بـ«الاستقلال على صعيد الطاقة»، لكنه الآن يلقي اللوم على بايدن، وليس على بوتين أو منظمة «أوبك»، باعتباره السبب وراء ارتفاع أسعار البنزين. عام 2020، كان الوضع مختلفاً تماماً.

نهاية ترمب لا نهاية الترمبية

نتابع في الولايات المتحدة راهناً تحقيق الكونغرس الأميركي في الهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن يوم 6 يناير (كانون الثاني) 2021، عندما حاول حشد مسلح عرقلة التصديق على فوز جوزيف بايدن في الانتخابات.

أوكرانيا تزيد سوريا تعقيداً

تتضافر الصراعات في أوكرانيا وسوريا راهناً أكثر من أي وقت مضى. والحسابات في الكرملين والقصر الرئاسي التركي معقدة الآن بشكل خاص، إذ يجب على العاصمتين النظر في ثلاث زوايا مختلفة. أولاً، يجب على مجلس الأمن الدولي التصويت في غضون شهر للموافقة على استمرار إيصال المساعدات الإنسانية من تركيا إلى إدلب والمناطق شمال حلب. وتقتضي المصلحة الوطنية التركية الحيوية ألا يحاول 3 ملايين مدني سوري في تلك المنطقة دخول تركيا. وكان نائب السفير الروسي في نيويورك قد حذر قبل أسبوعين من أن موسكو قد تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد تمديد عملية المساعدات عبر الحدود، ما يهدد المدنيين.

حسابات وخطوط حمراء جديدة في سوريا

أكثر الأوقات خطورة في صراع منخفض المستوى هو عندما يتغير توازن القوى ويُفرض خط أحمر جديد. وفي سوريا الآن، وبينما تخفض روسيا قواتها، يزيد الحرس الثوري الإيراني من وجوده، وتدرك إسرائيل ازدياد التهديد الإيراني تدريجياً، سواءً من البرنامج النووي، أو من البرنامج الصاروخي الإيراني في سوريا. لا أقصد بذلك أن الحرب الشاملة ستبدأ على الأرجح في سوريا الأسبوع أو الشهر المقبل. لكن، مع ذلك، من الممكن أن تتجاوز أي من هذه البلدان الخط الأحمر عن غير قصد، وتفجير تصعيد لا تريده أي من البلدان حقاً. أولاً، لا ينبغي لنا المبالغة في الحديث عن انسحاب روسيا من سوريا.

أوكرانيا حرب بالوكالة... لكن ما النصر؟

الواضح أن الحرب في أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة، ربما لسنوات. وأكد تحليل صدر عن المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة، الشهر الماضي، أن موسكو تستعد لحرب طويلة وشاقة. في المقابل نجد أنه على هذا الجانب من المحيط الأطلسي، ثمة إجماع حول ضرورة تقديم واشنطن وحلف الناتو الدعم لأوكرانيا على كسب الحرب. ومع ذلك، لا أحد يشرح معنى «الانتصار في الحرب». من جهتهم، أعرب العديد من الخبراء هنا عن اعتقادهم بأنه يجب على واشنطن السعي نحو تمكين أوكرانيا من الدفاع عن سيادتها على أراضيها ـ لكن في أي مناطق؟