روبرت فورد
السفير الأميركي السابق لدى سوريا والجزائر والباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن

الطيب والشرير والأمل في العراق

كل من يتابع الشأن العراقي عبر وسائل الإعلام سيتولد بداخله انطباع بأن الاقتصاد يعايش وضعاً كارثياً، بينما يثير «داعش» وميليشيات أخرى الفوضى في أجزاء من البلاد، بل تهدد رئيس الوزراء. وكثيراً ما نسمع أن النظام السياسي في حالة من الفوضى. على سبيل المثال، قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، في مؤتمر بالجامعة الأميركية في كردستان في مدينة دهوك، إنه كردي أُجبر على العيش في العراق.

«تحذير إيجابي» من بايدن إلى إردوغان

أخيراً، نال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد الماضي، بعد أن أرجأ الأميركيون هذا الاجتماع لأيام عدة. وكان إردوغان قد أقر في سبتمبر (أيلول)، بأنه لا تجمعه علاقات جيدة مع بايدن، وأن العلاقات الثنائية بين البلدين ليست صحية. ومع أن بايدن لم يجعل الحديث إلى إردوغان أولوية في الماضي، فإن مسؤولاً في البيت الأبيض أعلن أن محادثات 31 أكتوبر (تشرين الأول) كانت «بناءة».

هل جوزيف بايدن هو جيمي كارتر الجديد؟

كانت الأنباء في الولايات المتحدة سيئة بالنسبة للرئيس جو بايدن منذ أسابيع. لقد وعد بإعادة بناء أميركا، وجلب الخبراء إلى إدارته ممن يعرفون كيفية إدارة الوزارات الحكومية بحكمة، على عكس فريق الرئيس السابق دونالد ترمب الذي جلب الفوضى طوال الوقت. غير أن ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة هو فوضى الانسحاب من أفغانستان. وهنا في الولايات المتحدة، قال بايدن في يوليو (تموز) الماضي، إنَّ أميركا قد تجاوزت وباء فيروس كورونا، لكن الآن في أكتوبر (تشرين الأول) لا تزال هذه مشكلة كبيرة للغاية.

الجنود باقون... لكن لا حل أميركياً لسوريا

زار وفدان سوريان واشنطن الأسبوع الماضي، لكنهما لا يتشاركان معاً في رؤية واحدة لحل أزمة الحرب السورية. ورغم لقائهما مسؤولين أميركيين، فإنه لم يلتقِ كل منهما الآخر. وفي وقت لاحق، ذكر رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، سالم المسلط، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه يوجد تمييز في أسلوب تعامل الولايات المتحدة مع طرفي المعارضة. في واقع الأمر، لطالما شعر الأميركيون على مدار سنوات بعدم ارتياح تجاه الإسلاميين في «الائتلاف» والدعم التركي لهم.

انقسامات في صفوف الديمقراطيين حول سوريا

في واشنطن، تتزايد الانقسامات داخل صفوف الحزب الديمقراطي فيما يخص السياسات الخارجية، وشكلت قضية الوجود العسكري الأميركي في سوريا، الأسبوع الماضي، دليلاً واضحاً على ذلك. كان من الغريب الاستماع للرئيس جو بايدن وهو يقول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 سبتمبر (أيلول) إن الولايات المتحدة، وللمرة الأولى منذ 20 عاماً، ليست في حالة حرب. ويأتي ذلك رغم أنه في اليوم السابق أصدر أوامره بتوجيه ضربة جوية ضد هدف إرهابي في شمال غربي سوريا. إضافة لذلك، أمر بايدن بتوجيه ضربات جوية ضد ميليشيات إيرانية في شرق سوريا في فبراير (شباط)، ومن جديد في يونيو (حزيران).

لا بد من القلق من الإرهاب الداخلي في أميركا

يرجع السببُ وراءَ ضعفِ الولايات المتحدة، خصوصاً في الشرق الأوسط، إلى إحجامها عن استخدام القوة العسكرية في المنطقة. ورغم أن الحرب في أفغانستان كانت مهمة فاشلة من عدة نواحٍ، فإنَّ السبب وراء ضعف رغبة الأميركيين في استخدام القوة العسكرية في الشرق الأوسط، يرجع جزئياً إلى النجاح الذي حققته في «الحرب ضد الإرهاب». أعلم أن استنتاجي سيفاجئ بعض القراء، لكن من المهم أن نتذكر أنه خلال العشرين عاماً الماضية لم يشهد الأميركيون داخل الولايات المتحدة موجة جديدة من هجمات الإرهابيين الأجانب، وهذا في حد ذاته نجاح.

قصة مروحيتين

لا أعرف الكثير عن أفغانستان، وهناك أشخاص لديهم معرفة أكثر يمكنهم تفسير أسباب الانهيار المفاجئ للحكومة الأفغانية. وأستطيع أن أقول إن صورة طائرة مروحية عسكرية أميركية تجلي موظفين من السفارة الأميركية في كابل ذكّرتني على الفور وكثيرين من الأميركيين بصور إخلاء السفارة الأميركية في سايغون؛ العاصمة السابقة لفيتنام الجنوبية. وقد أقر المسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمفاجأتهم لفشل الجيش الأفغاني التام. وكان بايدن صرح في 8 يوليو (تموز) الماضي بأن «طالبان» ليست الجيش الفيتنامي الشمالي، وبأنه لن يتم إخلاء سقف السفارة الأميركية في كابل.

بايدن واليسار الديمقراطي والاختبار المصري

كتبتُ، قبل بضعة أشهر، عن الحركة المتنامية داخل الحزب الديمقراطي الأميركي، وبخاصة بين جناح اليسار، لانتقاد إسرائيل. وهناك أيضاً حركة بين الديمقراطيين لانتقاد مصر بسبب التساؤلات حول حقوق الإنسان. وشاهدنا في الأسبوع الماضي عندما طالب عضو بارز في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، الذي يرأس اللجنة الفرعية حول الشرق الأوسط، بخفض المساعدات العسكرية لمصر بمقدار ثلاثمائة مليون دولار. بيد أن هذا الانتقاد من جانب الديمقراطيين ليس بالأمر الجديد.

من سيقرر التدخل المقبل في واشنطن؟

يراقب الكثيرون الانسحاب الأميركي من أفغانستان، لكن هناك جدلاً أكبر تدور رحاه في واشنطن بشأن مستقبل التدخلات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط. واستجابة للرأي العام؛ يريد الديمقراطيون، وحتى بعض الجمهوريين في الكونغرس، أن يزيدوا صعوبة بدء حرب جديدة في المنطقة.

روسيا وتركيا والتصويت حول سوريا في نيويورك

يعتبر الخميس الموافق الـ8 من يوليو (تموز) يوماً محورياً في حياة ملايين المدنيين السوريين في شمال غربي البلاد. ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على تمديد العملية الإنسانية للأمم المتحدة التي توصل المساعدات عبر الحدود التركية في إدلب عند باب الهوى إلى داخل محافظة إدلب. وبطبيعة الحال، يعتبر الصوت المحوري في هذا التصويت صوت روسيا. ويعد هذا مثالاً على مدى المهارة والضراوة التي يمكن أن تتسم بها الدبلوماسية الروسية.