ريتشارد كوهين
صحفي أميركي

عن تنامي العنف

يشهد الأسبوع الحالي ذكرى مرور خمسمائة عام على تحدي مارتن لوثر للكنيسة الرومانية الكاثوليكية بـ95 أطروحة فكرية. بالنظر إلى روح العصر الحالي التي تتسم بالجنون ينبغي أن أهرع إلى الشوارع، وأحتفل بهذه الذكرى بتشويه الكنائس البروتستانتية بالطلاء الأحمر الذي يعبر تقليدياً عن الاحتجاج، ففي النهاية كان لوثر أكثر من مجرد مؤسس للمذهب البروتستانتي، بل كان معادياً للسامية. تم رمي الطلاء الأحمر مؤخراً على تمثال ثيودور روزفلت، الذي يوجد أمام المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في مدينة نيويورك.

الريادة الأميركية انتهت نتيجة سياسات أوباما

إذا كنا ننظر إلى السابع من ديسمبر (كانون الأول) 1941 باعتباره اليوم الذي خلد فرنكلين روزفلت في التاريخ تحت اسم «العار»، فإن 20 ديسمبر عام 2016 يحتل المركز الثاني مباشرة في قائمة أيام العار التاريخية. ورغم أن الأخير لم يشهد مقتل أميركيين مثلما حدث في الهجوم الذي وقع ضد بيرل هاربر، فإن فكرة «القرن الأميركي»، حسب وصف مؤسس مجلة «تايم» هنري لوس، منيت بنهاية مروعة. في ذلك اليوم، التقى ممثلون عن تركيا وإيران وروسيا في موسكو لتسوية القضايا العالقة بالشرق الأوسط.

أعذار أوباما بشأن سوريا مجرد هذيان

كانت لديفيد سانغر، من «نيويورك تايمز» ملاحظة مثيرة للاهتمام جاءت في أحدث مقالاته عن السياسة الخارجية الغريبة لفلاديمير بوتين. وكتب سانغر، أن روسيا «اقتصاد ينهار مع إجمالي الناتج المحلي لإيطاليا». كيف لها إذن أن تتسلط على الولايات المتحدة الأميركية، الدولة ذات الاقتصاد الأكبر في العالم، و«أكبر جيش على وجه الأرض؟» وكما قال الرئيس أوباما خلال الأسبوع الماضي؛ ذلك لأن رئيس الولايات المتحدة حذر إلى درجة التردد، وهو حريص إلى درجة يبدو معها جبانًا. الأزمة في الوقت الراهن هي سوريا وحصار حلب. لقد تم قصف مستشفيات المدينة بما يطلق عليه «القذائف المخترقة للتحصينات»، وتم استهداف مواقع مدنية أخرى.

زمن فقدان الخصوصية

قضيت الكثير من الوقت، قبل أسبوع مضى، في محادثة هاتفية مع امرأة من مانيلا. كانت تدعى كارولينا، وتعمل في شركة «مايكروسوفت»، وكانت تحاول بإصرار إقناعي بالتحديث إلى نسخة «ويندوز 10». ولقد حاولت ذلك بالفعل، ولكن لسبب لا أعلمه، النسخة الجديدة لم تعمل. فلقد تجمّد حاسوبي، ومن ثم طلبت من «مايكروسوفت» العودة مرة أخرى إلى نسخة «ويندوز 7»، وبعد ذلك بوقت قليل، حاولت شركة «مايكروسوفت» مرة أخرى في منتصف الليل، ترقية النسخة خاصتي مجددًا، ثم تجمّد حاسوبي أيضًا في عناد غريب.

سياسة «التقطير» لن تفلح مع «داعش»

إذا أمعنت النظر في المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في العراق وسوريا لفترة كافية، ستجد أن المشهد برمته يشبه إلى حد كبير فيتنام. وبإمكان الولايات المتحدة إما أن تتعلم من هذه التجربة أو تسارع بالخروج الآن. أما الرئيس أوباما، فكعادته، يبدو وكأنه يرغب في فعل الأمرين معًا. الملاحظ أن اسم فيتنام يظهر باستمرار من حين لآخر. على سبيل المثال، ذكر الجنرال أنتوني زيني، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، فيتنام منذ أيام قلائل خلال حديث له عبر برنامج «نيوز أور» على قناة «بي بي إس»، خلال مناقشته ما الذي ينبغي عمله حيال «داعش».

سوزان رايس وتراجُع القوة الأميركية

على سوزان رايس أن تبقى بعيدة عن الإعلام، فآخر مرة ظهرت فيها حرفت السبب الذي أدى إلى موت أربعة أميركيين في بنغازي في ليبيا. لكنها عادت يوم الأحد لتحرف هذه المرة منتقدي سياسة إدارة أوباما الخاصة بسوريا. في المرة السابقة لم يكن تحريفها متعمداً، ولكنه لم يكن كذلك هذه المرة، وإن كنت أفضل عندما لا تكون مدركة لما تتحدث عنه. قالت رايس في ندوة محبطة استضافها ديفيد غريغوري في البداية كل الحقائق الصحيحة عن سوريا، فوصفت الحرب بـ«المروعة»، وهي كذلك حقاً، كما قالت إن الحرب «انتشرت وامتدت إلى الدول المجاورة»، وهو ما حدث بالفعل. وأضافت أن للولايات المتحدة «كل المصلحة في محاولة إنهاء هذا الصراع». نعم..

اليزابيث وارن: الأمل والفشل

ظهرت اليزابيث وارين على غلاف عدد من مجلة «نيو ربيبلك» صدر حديثاً مع عنوان «كابوس هيلاري؟»، وهي قصة ضمن موجة من القصص المماثلة والتي تقول جميعها إن الحزب الديمقراطي يميل نحو اليسار (وبعيدأ عن هيلاري كلينتون، وأجل بعيداً عن باراك أوباما) والذي نذرت على نفسي بشأنه في صمت غير معهود «لا ليس مرةً أخرى». وارين كما يقول المثل القديم عن الزواج الثاني، قد تكون انتصار الأمل على الخبرة. مثل أوباما، قبل أن يأتي به القدر والتزلف الى الرئاسة، وارين هي نائبة لفترة اولى.

مسألة الكفاءة

أين يكون كاسي ستينغل حينما نحتاجه؟ في عام 1962، بوصفه مديرا لفريق «نيويورك ميتس» الجديد - الذي فاز 40 مرة وخسر 120 مرة - نظر إلى أعلى وأسفل مقعده في أحد الأيام الكئيبة، وتساءل: «ألا يمكن لأحد هنا أن يلعب هذه اللعبة؟». استمرت تلك العبارة تتردد أمامي مؤخرا، وأنا أشاهد الأداء الفاشل لإدارة أوباما على مستوى السياسة الخارجية والمحلية. في أحد الأيام، هذه الإدارة ستجعل «ميتس 62» يبدو جيدا. هذه مفاجأة - على الأقل بالنسبة لي. إذا كانت لدى باراك أوباما صورة، فستكون صورة القائد البارد المثقف. بوسع الرجل أن يلقي خطابا ملهبا للمشاعر، لكنه في جوهره مخطط ومثابر.

إدوارد سنودن ليس خائنا

بماذا نصف إدوارد سنودن؟ أعرف ما نعته به ذات مرة. فقد كتبت أنه لم يكن واشيا حقيقيا ولكنه شخصية «محبة للظهور بشكل سخيف» و«نرجسية» أيضا. وبمرور الوقت ثبت لي أن آرائي خاطئة خطأ جليا. أيا كانت شخصية سنودن، فهو شخص متواضع إلى حد بعيد، وحاول جاهدا المساعدة في تقليل الضرر الناجم عن نشر المعلومات التي أفصح عنها إلى أقل حد ممكن. وبالنسبة لوصفه بـ«الخائن»، فليس لديه النية والتهديد اللازمان لارتكاب الخيانة. لكن كثيرين وصفوه بالخائن كهاري ريد: «أعتقد أن سنودن خائن». وجون بينر قائلا: «إنه خائن». ووصفه النائب بيتر كينغ «هذا الفتى خائن ومارق».

أوباما: النسخة الثانية من بوش لكن من دون تحديث

لو كانت الحياة فيلما سينمائيا لتطلع باراك أوباما لنفسه في المرآة وأبصر جورج بوش. حتى لو مسح المرآة لطالعه وجه بوش، بابتسامته المصطنعة المثيرة للحنق. سوف يفهم أوباما، كونه ليس بأحمق، ذلك سريعا. هنا يقوم، مثل سابقه الذي بغضه بشدة (على حق)، مجازيا، باجتياز الصحراء العربية الشاسعة بحثا عن أسلحة دمار شامل. التاريخ وحده هو الذي يمكن أن يحدد ما إذا كان هذا الفيلم ملهاة أم مأساة. بالفعل، تتوافر في الكارثة السورية عناصر كارثة العراق نفسها. إن الأسلحة الكيماوية التي يملكها بشار الأسد في حالة تنقل، مثلما اعتقدنا من قبل بشأن أسلحة دمار صدام حسين.