رمزي عز الدين رمزي

رمزي عز الدين رمزي
سفير مصري ومسؤول أممي سابق

أزمة «كورونا» والنظام الدولي

منذ الانهيار المفاجئ لجدار برلين في عام 1989، دخل النظام الدولي في مرحلة انتقالية. وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية مر العالم بفترة اضطراب وتوتر وقلق، وقبل كل شيء عدم يقين بشأن المستقبل، حيث شاهدنا خلال تلك الفترة الانتقالية اتجاهات متضاربة عدة وفي آن واحد، مثل: العولمة والقومية الانعزالية، السياسات الاقتصادية الليبرالية وزيادة نفوذ وتدخل الدولة، التجارة الحرة وإقامة الحواجز الحمائية، زيادة حركة البشر عبر الحدود الدولية وظهور الحواجز للحد من تلك التدفقات، الانسياب الحر للمعلومات والتلاعبات الخبيثة بها، إضافة إلى تحقيق ثروات هائلة غير مسبوقة مقترنة بتوزيع للدخل ربما يكون من الأسوأ في التاريخ.

أسباب قوة بوتين وضعف إردوغان

تتجه الأنظار إلى القمة المرتقبة اليوم (الخميس)، في موسكو، بين الرئيسين بوتين وإردوغان، وبصفة خاصة إلى من سيستطيع تحقيق أكبر قدر من النجاح بالمقارنة بالآخر. في تقديري أنَّه سيكون الرئيس بوتين، ليس فقط لأنَّه في الموقف الأقوى، وإنَّما لأنَّ الرئيس إردوغان لم يبقَ لديه إلا عدد قليل من الحلفاء والأصدقاء الذين لن يتعدَّى دعمهم له، سوى إصدار البيانات وتقديم التعاون الاستخباراتي، وحتى ذلك ليس بهدف إحداث تغيير نوعي على الأوضاع في إدلب، وإنما لمجرد تعقيد الأمور أمام دمشق وموسكو، إضافةً إلى ذلك لم تعد أحلام إردوغان التوسعية العثمانية الجديدة في الشرق الأوسط تسيطر على مخيلة غالبية الشعب التركي، خصوصاً بع

«صفقة القرن» والعقلانية الفلسطينية

قيل وكُتب الكثير حول «صفقة القرن»: أنها تتعامل بتعالٍ مع الفلسطينيين، وأنها مخالفة للقانون الدولي، وأنها تمنح التيار اليميني الإسرائيلي المتشدد كل ما كان يحلم به، إلى جانب أن ما تقدمه من حزمة اقتصادية يعد بمثابة رشوة تستخدم أموال الغير لعقد صفقة مجحفة في حق الفلسطينيين، إلخ. وعلى عكس بعض التصريحات السلبية التي تم إطلاقها مؤخراً، فإن الفلسطينيين تصرفوا بوجه عام بعقلانية في ظل أصعب الظروف، وهذا لا يعني أنهم لم يقترفوا أخطاء في الماضي، فجَلَّ من لا يخطئ، لكن من المؤكد أنهم كانوا دوماً في وضع لا يُحسدون عليه ولا أتخيل أن هناك مَن يقبل تبادل الموقع معهم.

سوريا ساحة اختبار للنفوذ الروسي في المنطقة

نجح الاتحاد الروسي خلال السنوات القليلة الماضية في أن يصبح اللاعب الخارجي الرئيسي والوسيط الأهم في الشرق الأوسط، الأمر الذي تمكن معه من استعادة المكانة والتأثير اللذين فقدهما بشكل تدريجي منذ مغادرة المستشارين العسكريين السوفيات من مصر عام 1972. ولا شك أن هذا إنجاز مهم، ولكن تحويله إلى مكسب استراتيجي هو التحدي الأكبر.

سبعة تحديات تواجه الدور الأوروبي

من المفترض - ولو من الناحية النظرية - أن القرب الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط من أوروبا يجعل التكامل والترابط في مجالات عدة مصلحة مشتركة لدول المنطقتين، ومن ثم فمن المتوقع أن يكون هناك اهتمام من قبل الاتحاد الأوروبي بالاضطلاع بدور بارز في مساعدة بلدان الشرق الأوسط في التغلب على الأزمات والمشكلات المتفاقمة التي أعاقت - لفترات طويلة - عملية التنمية والتقدم في المنطقة. ومع ظهور قيادة جديدة في الاتحاد الأوروبي في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بدأت تظهر بوادر في أوروبا على اهتمام متزايد للقيام بدور أكثر نشاطاً على الساحة العالمية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.

نحو مبادرة عربية لحل الأزمة السورية

حملت الفترة الأخيرة بعض المؤشرات بخصوص التفاعلات الدبلوماسية العربية، المتعلقة ببعض الصراعات والخلافات المشتعلة بمنطقة الشرق الأوسط، على امتداد السنوات القليلة الماضية. بالتأكيد هذا في مجمله تطور إيجابي، ذلك أنه أخيراً يبدو أن هناك إدراكاً لفكرة أن الحوار، وليست المواجهة، السبيل الوحيد الفاعل لتناول الخلافات السياسية، بجانب كونها سبيلاً أفضل لضمان المصالح الوطنية، سواء الدول العربية فيما بينها أو بين الدول العربية وجيرانها. للأسف، تغيب سوريا عما يبدو أنه صورة متفائلة بعض الشيء على مستوى المنطقة، ذلك أنه من الصعب رصد أي اهتمام عربي واضح بالاضطلاع بدور جماعي نشط في تحقيق تسوية سياسية داخل هذا ال

كيف نتعاطى مع الموجة الثانية للثورات العربية

يشهد عدد من الدول العربية، بدءاً من تونس والجزائر إلى السودان والعراق نهايةً بلبنان، خلال عام 2019، أحداثاً مهمة، إضافة إلى التطورات المستمرة منذ عام 2011 بما فيها محاولات تحديثية وإصلاحية اجتماعية واقتصادية أقدم عليها بعض الدول العربية الأخرى. كلها تطورات تأتي في سياق تاريخي واحد ونتيجة ضغوط شعبية بشكل مباشر أو غير مباشر، خصوصاً طموح الشباب من أجل تحقيق مستقبل أفضل للمواطن العربي. تعيد هذه الأحداث إلى الذاكرة الجدال الدائر منذ عام 2011؛ هل نحن أمام ثورة، مجرد انتفاضة أم مؤامرة؟ التاريخ وحده هو الذي سيقرر.