منذ الانهيار المفاجئ لجدار برلين في عام 1989، دخل النظام الدولي في مرحلة انتقالية. وعلى مدار الثلاثين عاماً الماضية مر العالم بفترة اضطراب وتوتر وقلق، وقبل كل شيء عدم يقين بشأن المستقبل، حيث شاهدنا خلال تلك الفترة الانتقالية اتجاهات متضاربة عدة وفي آن واحد، مثل: العولمة والقومية الانعزالية، السياسات الاقتصادية الليبرالية وزيادة نفوذ وتدخل الدولة، التجارة الحرة وإقامة الحواجز الحمائية، زيادة حركة البشر عبر الحدود الدولية وظهور الحواجز للحد من تلك التدفقات، الانسياب الحر للمعلومات والتلاعبات الخبيثة بها، إضافة إلى تحقيق ثروات هائلة غير مسبوقة مقترنة بتوزيع للدخل ربما يكون من الأسوأ في التاريخ.