حسام عيتاني

حسام عيتاني
كاتب وصحافي لبناني لديه عدد من المؤلفات؛ منها: «الفتوحات العربية في روايات المغلوبين»، إضافة إلى ترجمات ومساهمات في دوريات عربية مختلفة. انضم إلى كتّاب «الشرق الأوسط» في عام 2018.

أربعون عاماً كأنها لم تكن

لو ظَهر شخص في صيف 1982 وقال للبنانيين، إن أوضاع بلدكم بعد أربعين عاماً ستكون أسوأ مما هي عليه في ذلك اليوم، لما صدقه أحد ولرُمي بالحجارة وطرد كالمشعوذين الدجالين. شهد ذاك الصيف الاحتلال الإسرائيلي لبيروت وبدايات الاستقطاب الطائفي الذي أفضى إلى حرب الجبل بعد عام، وانهيار مشاريع اليسار والمسلمين مع هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية وخروجها من لبنان، وانتكاسة كبرى لليمين والمسيحيين بعد اغتيال الرئيس المنتخب بشير الجميّل (مع ما في تصنيفات من نوع اليسار واليمين والمسلمين والمسيحيين من اختزال). وتأسس في تلك الأيام «حزب الله» الذي ظل قوة هامشية حتى أواخر الثمانينات.

كربلاء درّة السياسة وكنز السياسيين

مراسم إحياء ذكرى عاشوراء تميزت هذه السنة، في لبنان والعراق على الأقل، بتضخم واضح في جانبها السياسي.

انتظارات اللبنانيين بين الرغيف والحرب

ينتظر اللبنانيون أشياء كثيرة هذه الأيام: ينتظرون أمام الأفران للحصول على بعض الخبز. ينتظرون اندلاع حرب ضد إسرائيل يظهر على الشاشات كل بضعة أيام من يُبشّر بها كمنقذ من النكبة المتمادية في البلد. ينتظرون مجيء مغتربيهم الذين يحملون مالاً هم في أمسّ الحاجة إليه لتحريك ما تبقّى من اقتصاد ومؤسسات سياحية. ينتظرون عودة موظفي القطاع العام عن إضرابهم المفتوح لإنجاز معاملاتهم المعلقة. ينتظرون الإفراج عن جوازات سفر مُنعت عنهم لأسباب غير مفهومة. ينتظرون حصتهم من كهرباء لا تزيد على الساعة والنصف يومياً. ينتظرون دواء لمرضاهم. كل من مواطني لبنان ينتظر أملاً يتغير شكله حسب حاجة المنتظر.

صور المنظار «ويب» ورسائلها إلى إنسان اليوم

بعد الذهول الذي يولده جمال صور منظار جيمس ويب الفضائي، يأتي الخشوع. تُذكّر الصور التي نشرتها وكالة الفضاء الأميركية الإنسان بتواضع قدراته وعلمه، وحدود ما بلغته البشرية في رحلتها لاستكشاف الكون وسبر أسراره. ليست هذه المرة الأولى التي تُدهش صور فضائية سكان كوكب الأرض. بل يمكن القول إن هؤلاء لم تخفت دهشتهم منذ أن نظروا للمرة الأولى إلى السماء في ليلة صافية. صورة «النقطة الزرقاء الشاحبة»، التي أقنع العالم كارل ساغان المشرفين على برنامج مسبار «فويجير» بالتقاطها للأرض من بين حلقات كوكب زُحل عند وصول المركبة الفضائية إلى مداره في 1990.

الثنائيات العربية بعد الحروب الطائفية

سقوط الموصل وهزيمة تنظيم «داعش» في العراق بعد خسارته «عاصمته» مدينة الرقة السورية، شكلا نهاية حقبة لمحاولات إقامة سلطات بديلة عن تلك القائمة، بواسطة العنف، بعدما فشلت الإطاحة بالقوة المسلحة بحكم بشار الأسد في سوريا. الوصول إلى السلطة، أو تأسيس دول موازية بتوسل العنف ومن خارج أنظمة الحكم، أخفق في سوريا والعراق، ونجح في ليبيا بفضل التدخل الغربي الذي حسم الصراع بين المعارضة المسلحة والموالين للعقيد معمر القذافي. وفي مرحلة لاحقة، لم تفلح الموجة الثانية من الثورات العربية التي شهدها السودان ولبنان والجزائر والعراق في إدخال تغيير حقيقي على النظام السياسي في تلك البلدان.

انتصار لبناني جديد...

انتصر لبنان، إذن، وفَرَض على العدو الإسرائيلي القبول بوجهة النظر القائلة إن الخط البحري 23 هو الحدود الجنوبية للمنطقة الاقتصادية اللبنانية الخاصة. الانتصار اللبناني ينقصه حتى الآن تفصيل صغير ليدخل لائحة الإنجازات الكبرى للعهد ورئيسه ومقاومته: أن تعترف إسرائيل به. تثير السأم رواية تبدل مطالب لبنان الناتجة عن قلة كفاءة ممثليه ودخول الانتهازية عنصراً مقرراً لمساحة منطقته الاقتصادية ومحاولات مقايضة تأييد الموقف الأميركي للمطالب اللبنانية بمكاسب سياسية داخلية لهذا الفريق أو ذاك.

العدالة... ذلك الطائر الناري

مرات عديدة دوّت كلمة «العدالة» في الجلسة الأولى لمجلس النواب اللبناني المنتخب أخيراً، لتتبعها على الفور صرخة «ملغاة» يطلقها رئيس المجلس، الممثل حينها لتحالف السلطة الحاكم. وكأن الممسكين بخناق بلدنا لا يستطيعون سماع كلمات من نوع «العدالة لضحايا تفجير مرفأ بيروت» الذين يجلس بعض المتهمين بالتسبب في قتلهم وجرحهم وتشريدهم على مقاعد النواب، و«العدالة للقمان سليم» الذي تتمثل الجهة المسؤولة عن اغتياله بكتلة نيابية لا يُستهان بها، أو «العدالة للمودعين» الذين خسروا أموالهم بتواطؤ فاضح بين السلطة ومجلسها النيابي وأصحاب المصارف. وسريعاً ما لاحظ رواد منصات التواصل الاجتماعي ذاك التتابع بين طلب «العدالة» وإ

ثلاثة مسارات بعد الانتخابات اللبنانية

حدث جلل شهدته الانتخابات النيابية اللبنانية. لا تنحصر أهميته في وصول عدد من النواب «التغييريين» الذين يعلنون الانتماء إلى انتفاضة 17 تشرين 2019 فحسب، ولا في تسجيله الخسارة الأولى منذ ثلاثين عاماً في قوائم الثنائي الشيعي الجاهزة والمعلبة، بل أيضاً في وضعه المشهد اللبناني بمجمله أمام امتحان عسير. يُعبّر عن الامتحان هذا على مستويات عدة. أولها موقف «نواب الثورة» كما يُطلق عليهم من مسألة «حزب الله» وسلاحه ومغامراته الخارجية. أكثرية النواب الجدد الآتين من ساحات التظاهر والاحتجاج تعترض على ما يمثله الحزب من خروج على حصرية حق الدولة في ممارسة الأدوار العسكرية والأمنية.

انتخابات لبنان: الارتباط بـ«محور المقاومة» أو الإلغاء

هدف الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان لا يقل عن تشديد ارتباطه بـ«محور المقاومة» ومشروعه للمنطقة.

صعوبات تحول دون الالتزام بـ«عيد النصر»

لا يزال «التاسع من مايو (أيار)» الموعد المرتقب لإعلان موسكو إحراز تقدم كبير في الحرب على أوكرانيا، وذلك في الذكرى السنوية للنصر على ألمانيا النازية الذي تحتفل به روسيا في العادة بعرض عسكري ضخم وكلمة للرئيس فلاديمير بوتين. بيد أن اقتراب الموعد لم يحمل تبدلات ميدانية تُذكر في إقليم دونباس الذي أعلنت روسيا أن «تحريره» هو هدفها من هذه الحرب.