لنَقُلْ إن شعوراً يتزايد بين اللبنانيين بأن وطنهم الذي عرفوه قد انتهى وأن ما من شيء سيعيدهم إلى ما قبل نكبتهم الحالية. الشعور هذا تعززه متوالية من الانهيارات بدأت مع القطاع المصرفي ووصلت إلى مؤسسات التعليم العالي الخاصة وإدارات الدولة وقدرة هذه الأخيرة على تسيير الشأن المعيشي اليومي للمواطنين.
يختلف خبراء الاقتصاد والاجتماع حول موعد «الارتطام» أي اللحظة التي تتفكك فيها آليات الضبط والرقابة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ويعود فيها البلد إلى «الحالة الطبيعية»، حيث يعمل كل فرد للحفاظ على نفسه وحياته ولو على حساب الأفراد الآخرين سواء باستخدام القوة أم كل أشكال القهر والإخضاع.