ديفيد اغناتيوس
صحافي وروائي. وهو محرر مشارك وكاتب عمود في صحيفة "واشنطن بوست". كتب ثماني روايات، بما في ذلك "جسد الأكاذيب"

مستنقع كردستان وقانون نيوتن الثالث

في الأزمة الدائرة حالياً حول كركوك، يعاني الأكراد العراقيون من نسخة مؤلمة من قانون نيوتن الثالث، وهو أنه في سياسات الشرق الأوسط، كما هي الحال في الفيزياء، «لكل فعل رد فعل، مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه». تمثَّل الفعل الأساسي في قرار رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الشهر الماضي بالمضي قدماً في إجراء الاستفتاء على الاستقلال المثير للجدل، على الرغم من التحذيرات الشديدة اللهجة الصادرة عن الولايات المتحدة، وتركيا، وإيران، والحكومة المركزية في بغداد، بأن استفتاء 25 سبتمبر (أيلول) سيأتي بنتيجة عكسية. جاء رد الفعل المعاكس يوم الاثنين، بسيطرة القوات العراقية - بدعم من الميليشيات الشي

الاستراتيجية الجديدة ومحاولة احتواء المد الإيراني

يشتهر السيد دونالد ترمب، في عالم المال والأعمال، بصرامته الشديدة، عندما يتعلق الأمر بميعاد سداد الفواتير من الشركات الأخرى، إذ يعرض تسوية جزئية مما يدين به، ويقترح التفاوض على الباقي. ولقد فعل السيد ترمب شيئاً من ذلك، يوم الجمعة، عندما أعلن عدم انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني في الوقت الراهن، ولكنه سوف ينسحب منه إذا لم يحصل على شروط أفضل. ولقد ألقى خطاب السيد ترمب قنبلة لفظية داخل منطقة الشرق الأوسط المضطربة. وربما كان هذا هدفاً من أهداف الرئيس الأميركي الذي يصور نفسه بأنه «الممزق الكبير».

المسألة النووية ليست التحدي الإيراني الحقيقي

للثقافات المختلفة أساليب مختلفة في التعبير عن فكرة «حتمية الاختيار» أو استحالة الحصول على كل شيء. فهناك مثل ألباني يقول: «لا يمكنك السباحة من دون أن يبتل جسدك». ولدى البولنديين مثل يقول: «لا يمكن أن تأكل الكعكة وتحتفظ بها في الوقت نفسه». غير أن الإيرانيين يريدون «بلوغ سبيل الرب» وتناول «الفاكهة المحرمة» في آن واحد. كانت إدارة الرئيس ترمب تفكر في نسخة جيوسياسية معاصرة لهذه العملية الخيارية المركبة. وكان الصقور من أعضاء الإدارة يحضون الرئيس على سحب الثقة عن الاتفاق النووي الإيراني، بيد أن الرئيس ترمب يرغب في تعزيز الاتفاق وليس نقضه.

المطالبة بإعادة أمين المظالم الصحافي

كيف يمكن للمنظمات الإخبارية تفادي الفخ الذي نصبه لهم الرئيس دونالد ترمب عبر تهجماته على وسائل الإعلام بوصفها «حزباً معارضاً شديد التحيز» والتي توائم النخب المعارضة للرئيس ترمب وتحيك الأخبار المزيفة للقراء والمشاهدين؟ يكمن جزء من الإجابة في مواصلة الصحافيين القيام بأعمالهم، بكل قوة وكل نزاهة. فإننا لسنا معنيين بكسب مزيد من الأصدقاء، ولكن بمساءلة الشخصيات والمؤسسات النافذة. وفي خاتمة المطاف، هناك ذلك الصوت المشاكس المستقل الذي يحافظ على دعم الرأي العام لأدوارنا بموجب التعديل الدستوري الأول. ولكن هناك شيئاً ما يحدث.

أزمة كوريا الشمالية وحجم المأساة

عندما ينظر المؤرخون في يومنا الحالي إلى المواجهة القائمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، من المحتمل أن يسمعوا أصداء تحذيرات وتهديدات سبق وأن صاحبت صراعات في الماضي، والتي غالباً ما أسفرت عن عواقب كارثية. من ناحيته، أعرب مارك ستولر، المؤرخ الدبلوماسي والعسكري بجامعة فيرمونت، عن اعتقاده بأن «أحد الأمور المؤكدة أنك عندما تختار الحرب كسياسة، فأنت لا تدري كيف سينتهي الأمر». وينبغي أن يدفع هذا الغموض صانعي السياسات لتوخي الحذر الآن في تعاملهم مع كوريا الشمالية. في الواقع، يعلمنا التاريخ أن الحروب غالباً ما تنجم عن خطابات عدوانية ومعلومات رديئة.

تيلرسون يعمل مع الصين وروسيا بهدوء شديد

اتصف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بالرجل الصامت ضمن فريق السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترمب. ولكن بعيدا عن الأضواء السياسية، يبدو أنه يضع استراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى العمل مع الصين بغية تسوية أزمة كوريا الشمالية ومع روسيا لتحقيق الاستقرار في كل من سوريا وأوكرانيا. ويركز مسار السيد تيلرسون على الدبلوماسية الشخصية، عبر الاتصالات المباشرة مع القادة الصينيين والروس، ومن خلال القنوات الخاصة إلى كوريا الشمالية.

قرار ترمب الكبير بخصوص سوريا

في الوقت الذي يزيد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من وتيرة حملته لتدمير المعاقل المتبقية لتنظيم داعش داخل سوريا، تواجه إدارة ترمب تساؤلاً خطيراً بخصوص المستقبل: هل ترغب حقاً في الإبقاء على بعض القوات الأميركية داخل البلاد للمعاونة على تحقيق الاستقرار في سوريا بعد هزيمة من يسمون أنفسهم بـ«الجهاديين»، أم أنها تفضل إعادة الجنود إلى أرض الوطن؟ في الواقع، يبدو هذا التساؤل شبيهاً على نحو غريب بالتساؤل الذي سبق أن واجهه الرئيس باراك أوباما في العراق عام 2011.

فتاة صغيرة جاسوسة تضرب المثل في الشجاعة

توفيت الأسبوع الماضي في فرنسا، جيني روسو دي كلارينس، التي تعد أحد أبرز الجواسيس في زمن الحرب العالمية الثانية، عن عمر ناهز 98 عاماً. وشأن كثير من ضباط المخابرات، كانت جيني تتمتع بموهبة دفع الناس إلى البوح؛ لكن جيني كانت تتميز بما هو أكثر من ذلك، فقد كانت تتحلى بشجاعة منقطعة النظير في مواجهة العدو. تمكنت جيني من سرقة أحد أدقّ أسرار الحرب، وكان ذلك السر هو خطط ألمانيا لتصنيع واختبار قنابل «فاو 1» و«فاو 2» الصاروخية، بجزيرة بينيمنود الألمانية.

استراتيجية ترمب في أفغانستان.. لا هزيمة ولا انتصار

هل من شأن استراتيجية الرئيس ترمب حيال أفغانستان تغيير ديناميات أطول الحروب الأميركية وأكثرها إحباطاً؟ هل أمام القادة العسكريين فرصة حقيقية للنجاح الآن مما كان عليه الأمر عند بدء الصراع قبل 16 عاما؟ وجهت هذه التساؤلات عبر الهاتف إلى الجنرال جون «ميك» نيكولسون الابن، الذي قاد القوات الأميركية في كابل لأكثر من 18 شهرا. وتلك هي دورته العسكرية الرابعة في أفغانستان والعام السادس من خدمته في البلاد.

تفجر قضية التدخل الروسي في الانتخابات

أحياناً يتحدث ضباط الاستخبارات عن وقوع «حركة ارتدادية»، عندما تتخذ عملية سرية منحى سلبياً وينتهي الحال بتسببها في أضرار للدولة التي أطلقتها. واليوم وبعد مرور عام، من المؤكد أن هذا تحديداً الوصف المناسب للمحاولة السرية التي بذلتها روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتي أثارت بدورها سلسلة من التداعيات غير المقصودة بالنسبة لموسكو. من جانبه، لا يزال الكرملين مستمراً في إصدار بيانات متعجرفة يتهم من خلالها الولايات المتحدة بممارسة «الشيزوفرينيا السياسية»، وذلك في إطار ردها على القرصنة الروسية.