دانا ميلبانك

رحيل هيغل والحرب على {داعش}

عندما ينظر الرئيس أوباما في المرآة هذه الأيام لا بد له أن يرى صورة مفزعة تحدق إليه: إنها صورة جورج بوش الابن. وفي انعكاس قاسٍ للتاريخ يتحول أوباما إلى الرئيس الذي قامت حملته الانتخابية على معارضة سياسته الخارجية.

تشيني وقرعه طبول الحرب

الأمر كان يشبه تماما الأيام الجميلة الماضية. كان سكوتر ليبي يجلس في الصف الأول، بينما كان بول وولفويتز في الصف الثاني، وكان ديك تشيني على المسرح يقرع طبول الحرب. أعلن نائب الرئيس السابق، في نقد استباقي لخطاب وقت الذروة للرئيس أوباما بشأن محاربة «داعش»: «الوضع يعد خطيرا، وإلحاق الهزيمة بهؤلاء الإرهابيين سوف يتطلب اتخاذ خطوات عاجلة ومستدامة وفورية عبر عدة جبهات». وقال تشيني أمام مركز الأبحاث المحافظ «أميركان إنتربرايز إنستيتيوت»: «يتعين علينا ضربهم على الفور في معاقلهم، وأماكن تجمعهم، ومراكز قيادتهم، وخطوط اتصالاتهم أينما وُجدوا». وأضاف: «إننا في حالة حرب..

يجب ألا تفلت «سي آي إيه» من المحاسبة

إذا كانت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) تبذل نصف طاقتها التي تضيعها في محاربة الكونغرس في البحث عن الإرهابيين، فسوف نشعر بأمان كبير. بدأ عملاء الاستخبارات، الذين حصلوا على راحة من الأعمال المملة التي تقتضيها حماية الدولة، التحول أخيرا بتوجيه أنشطتهم الاستخباراتية ضد المشرعين، الذين من المفترض أن يتولوا الإشراف عليهم.

عدالة صماء بكماء

العدالة عمياء، ولنحو عشر دقائق يوم الأربعاء الماضي كانت صماء وبكماء أيضا. جلس أحمد أبو ختالة، المتهم بتدبير هجمات بنغازي، على طاولته في جلسة احتجازه ووضع سماعة الرأس. ولكن ما إن بدأت الإجراءات حتى قال الإرهابي المتهم إنه لا يسمع الترجمة من الإنجليزية إلى العربية. وأخذ المترجم يحاول قائلا: «واحد اثنان.. واحد اثنان»، وهو رجل صغير الحجم له حواجب كثة، يجلس على طاولة خلف أبو ختالة. وسألت المحامية العامة ميشيل بيترسون المترجم: «هل تتحدث الإنجليزية؟»، فأجاب المترجم باللغة الإنجليزية: «أنا أتحدث العربية». وذهب كاتب ليتحقق من الأمر.

الجمهوريون عازمون على مقاضاة أوباما

قرر الجمهوريون عقب سنوات من الشجار مع الرئيس باراك أوباما حل خلافاتهم معه، وفقا للتقاليد الأميركية العريقة. إنهم يمضون في طريق مقاضاته. صرح جون بوينر رئيس مجلس النواب (جمهوري من ولاية أوهايو) يوم الأربعاء الماضي قائلا: «ما شاهدناه بوضوح على مدى السنوات الخمس الماضية هو محاولة لتقويض السلطة التشريعية»، مؤكدا اعتزامه مقاضاة أوباما. «أعتقد أن الرئيس لا يطبق قوانين بلادنا بأمانة، وبالنيابة عن المؤسسة وعن دستورنا، فإن النهوض والقتال من أجل هذا في صميم مصلحة الكونغرس على المدى الطويل». إن «أمير أورانج» محق إلى درجة كبيرة بشأن المشكلة، وإن لم يأتِ ذلك في الوقت المناسب.

تيد كروز وحديثه عن استغلال السلطة

قدم النائب الجمهوري من ولاية تكساس تيد كروز في حديثه إلى زميل من المحافظين في جمعية الفيدراليين هذا الأسبوع، شهادة مفصلة لما يطلق عليه اليمين «الفوضى» في إدارة أوباما. وذكر أن لديه قائمة تشمل «76 حالة من حالات الفوضى وعدم الالتزام بالقانون، وغيرها من حالات استغلال السلطة». ومما يحمد له نشره قائمته، ولكن ربما لم يكن عليه فعل ذلك. ذلك أن فحص الاتهامات يشير إلى قدر أقل من الفوضى، بقدر ما يكشف عن إهمال من يوجه الاتهام.

كيف ساعد البيت الأبيض الجمهوريين حول بنغازي؟

إن نجح الجمهوريون في تحويل «فضيحة» بنغازي من قضية صغيرة إلى كبيرة، فعلى البيت الأبيض إلقاء اللوم على سياسته في السرية والتحكم المهووس في المعلومات.

مشاريع أوباما الخارجية هل لها طائل؟

وصل الرئيس أوباما إلى اليابان يوم الأربعاء 23 أبريل (نيسان) الحالي، وألقى خطابا مهما نيابة عن الشعب الأميركي. وقال: «إنه (سوشي) ممتاز». وكان كذلك حقا، فالرئيس أوباما كان تناول العشاء لتوه في مطعم «سوكياباشي جيرو»، حيث الشيف المختص في أطباق السوشي من ثلاث نجوم جيرو أونو، والذي ظهر في الفيلم الوثائقي «أحلام جيرو بالسوشي». ولنأمل أن أوباما لم يفرط في تناول الطعام خلال الوجبة التي استغرقت 90 دقيقة. وكان هناك ثلاث حفلات عشاء رسمية على شرفه خلال الرحلة. وتبشر رحلة الأيام السبعة التي تشمل أربعة بلدان آسيوية بأن تكون مغامرة ممتازة للرئيس.

إخفاقة بنغازي أخرى

عقد الجمهوريون الأربعاء جلسة استماع بنغازي رقم 1.372.569 من الأخذ والعطاء، وكانوا مصممين هذه المرة على الوصول إلى إثبات ما استعصى عليهم في المرات الـ1.372.568 الماضية، وهو أن مسؤولي إدارة أوباما وضعوا السياسة قبل الأمن القومي. ولحسرة المتهمين كانت الجلسة مثل سابقاتها. وصب المشرعون القانونيون جام غضبهم مرة أخرى على مايكل موريل، النائب السابق ومدير وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) بالإنابة، والرجل الذي راجع محاور النقاش السيئة السمعة التي تقول إن هجمات سبتمبر (أيلول) 2012 على المرافق الأميركية في بنغازي كانت نتيجة احتجاج.