أكرم البني

أكرم البني
كاتب وصحافي سوري وناشط في مجال حقوق الإنسان وإحياء المجتمع المدني. مواليد مدينة حماة - سوريا 1956. درس الطب البشري في جامعة حلب. يكتب في الشأن السوري.

لماذا لا تنتهي ظاهرة «داعش» وأمثاله؟

تتضافر ثلاثة أسباب لتفسير حالة العجز المزمن عن القضاء، بشكل حاسم ونهائي، على جماعات الإرهاب الإسلاموي، وشيوع إحساس بأن النيل من زعيم أو أكثر من زعماء تنظيم «داعش»، كقتل زعيمه «القرشي» مؤخراً، لن يبدل كثيراً من المشهد، ومن فرص إعادة إنتاج هذا النوع من الجماعات، حتى بأسماء ورايات جديدة. السبب الأول يتعلق بطابع المعركة الدولية التي تكرست في مواجهة تنظيم «داعش» وأمثاله، واقتصرت على الخيار الأمني والعسكري، متجاهلة العوامل السياسية والمعرفية والاقتصادية المحرضة لنشوء التشدد الديني والإرهاب الإسلاموي، كالاستبداد والتخلف والجهل والفقر والتمييز والفساد، والتي من دون معالجتها لا يمكن هزيمة هذه الآفة جذر

كارثة التعليم في سوريا!

منذ أربع سنوات خصصت الأمم المتحدة يوم 24 يناير (كانون الثاني) من كل عام، يوماً عالمياً للتعليم، اعترافاً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية، ومنذ سنوات لا تزال تتواتر تقارير منظمة «يونيسيف» عن تدهور مستوى التعليم في سوريا حتى وصل إلى درك مخيف وبات يشبه الكارثة، حيث انخفضت نسبته بين السوريين عموماً بمقدار 50% عن معدلاته قبل عشرة أعوام، وبينما كانت النسبة تصل إلى 95% للأعمار بين 15 و24 سنة، ازداد عدد الأطفال السوريين الذين باتوا خارج المدارس، ليقارب ثلاثة ملايين، إنْ داخل البلاد أو خارجها، كما تجاوزت النسبة 60% ممن يغادرون نهائياً مقاعد الدراسة في سن الثالثة عشرة، لتصل إلى 80%

عن ملامح المشهد السياسي العالمي!

من المفيد، مع بداية العام الجديد، التوقف عند ثلاثة ملامح بدأت تسمُّ المشهد السياسي العالمي وتفرض تأثيرها على مسار أزمات مجتمعاتنا العربية ومفاتيح الحلول. أولاً، وضوح معالم مرحلة مختلفة من الصراع الدولي تستمد مقوماتها من مناخ الحرب الباردة، وتتجلَّى بانحسار تفرد الولايات المتحدة وقدرتها على الاحتفاظ بموقعها كقطب وحيد سيطر عالمياً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأبرز المحطات انسحابها المرتبك من أفغانستان، مقابل نجاح روسيا في استعادة بعض من وزنها السياسي وهيبتها العسكرية (سوريا، وأوكرانيا، وكازاخستان) وتسارع التقدم الذي تحرزه الصين اقتصادياً، وتنامي الأدوار الإقليمية التوسعية لدول أقل أهمية مثل إي

أطفال سوريا 2022!

«خيمة»...

ثوابت السياسة الأميركية تجاه سوريا!

بين ما رشح مؤخراً من عزم الإدارة الأميركية الجديدة بناء استراتيجية للتعامل مع الوضع السوري تتضمن البقاء عسكرياً في شمال شرقي البلاد، والتمسك بعملية السلام وفق القرار الأممي «2254»، والتقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب الصادر في السادس عشر من هذا الشهر، الذي خلص إلى تحميل النظام السوري مسؤولية العنف وقمع شعبه باسم الإرهاب، حين أطلق سراح الآلاف من المتطرفين الإسلامويين من سجونه، واستجر ميليشيات شيعية بعضها مصنفة كمنظمات إرهابية، بين هذا وذاك، وبين سنوات كثيرة كانت مترعة بمواقف أميركية مبهمة ومتناقضة واتسمت بالسلبية وعدم الاكتراث بالعنف الدموي الدائر في البلاد، ثمة ما يصح اعتباره

من حكايات فرار السوريين!

بدأت الصورة تنجلي ما أن فتح عينيه وبقربه شخصان بلباس أبيض يراقبان حركات استيقاظه، كان أحدهما يبتسم ربما ليشعره بالاطمئنان، بينما راح الآخر يتمتم بلغة أجنبية بما يشبه الأسئلة، ولكنهما لم يحتاجا إلى أي إضافة عندما كرر كلمة «سوريا»، هزا رأسيهما، وذهبا. «أنت الناجي الوحيد» سمع العبارة بعد ساعة من طبيب عراقي يعمل في المشفى ذاته... لقد انتشلكم حرس الحدود، أنت ورفاقك، من بين الثلوج عند مشارف غابة «بياوفيجا» - الغابة الممتدة على طول الحدود بين بيلاروسيا وبولونيا - وأحضروكم إلى هنا...

إيران والدرس الأفغاني!

لم يكتف دعاة محور الممانعة بالغناء والتطبيل لما اعتبروه هزيمة تاريخية مُني بها «الشيطان الأكبر» في أفغانستان، وإنما سارعوا لاستخلاص الدروس والعبر من ذاك الحدث وتعميمها، بأمل تحصين أنفسهم وفكرهم الممانع مما بات يكتنفه من هشاشة وضلال. طبعاً، لا يمكن لأي عاقل إغفال صحة ومنافع بعض تلك الدروس والعبر، لكنه ليس بعاقل، إن سار على نهج مستخلصيها، وقصرها على التجربة الأميركية فقط، قاصداً، عن حسن نية، وغالباً عن سوء نية، تبرئة حكام طهران والتجربة الإيرانية منها. صحيح أن أهم درس يمكن استخلاصه من التجربة الأفغانية وروّج له الممانعون بحماس، هو استحالة فرض نمط حياة على شعب من الشعوب بمنطق القوة والعنف والاحتل

حروب مكلفة ومؤجلة في سوريا

الحديث عن اقتراب معركة واسعة يُحضّر لها لحسم مصير إدلب، في ظل تواتر غارات الطيران الروسي، وقصف مدفعي سوري، وأنباء عن وصول تعزيزات لقوات النظام إلى المحاور الشرقية للمدينة... تزايد المؤشرات حول إطلاق عملية عسكرية تركية في الشمال السوري ضد الوجود الكردي، ربطاً بقصف مدفعي متبادل وبدء الحشود العسكرية على أكثر من محور...

أسئلة البحث عن استقرار المنطقة!

في الماضي، كان سهلاً القول إن الصراع العربي - الإسرائيلي، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني هما السبب الرئيسي وراء الاضطراب في منطقتنا، وإن استقرارها لن يتقدم بزخم وثبات ما دام المجتمع الدولي يأنف عن حل هذا الصراع، وفرض تسوية عادلة للمسألة الفلسطينية، بينما تثير التطورات والوقائع اليوم، بضعة أسئلة لا بد أن يجيب عنها كل من يبحث عن إنهاء حالة عدم الاستقرار والاضطراب التي يعيشها الإقليم، وتخميد نار الصراعات المزمنة التي تشتعل فيه منذ عقود. أليس أمراً بدهياً أن ننظر إلى استقرار المنطقة، من قناة التداعيات السلبية التي خلفتها أزمة «كورونا» على الاقتصاد العالمي، وخاصة لجهة رسم سياسة أميركية جديدة تجاه ال

اللجنة الدستورية وسؤال الجدوى!

ما أن أعلن المبعوث الدولي غير بيدرسون موعداً لانعقاد جولة سادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية، بدءاً من 18 من الشهر الحالي في مدينة جنيف السويسرية، حتى بدأ السؤال يتواتر عن جدوى هذه اللجنة وجدوى استمرار مشاركة شخصيات من المعارضة السورية والمجتمع المدني فيها، ربطاً بسخرية مريرة من أعمال تلك اللجنة التي فشلت خلال 5 جولات في تحقيق أي مردود أو تقدم، سواء على مستوى تحديد مبادئ عامة أو صياغة بعض النصوص الدستورية، ولو بالحد الأدنى، في التوافق على منهجية واضحة لبرمجة الحوارات وتثبيت النتائج. قبل عامين، وحين كان ثمة تعويل على دور دولي عموماً، وأميركي تحديداً، بدعم اللجنة الدستورية وتمكينها من تحقيق اختر