أحمد دياب
باحث وصحافي مصري - نائب مدير تحرير مجلة {الديمقراطية} - مؤسسة {الأهرام} - مصر

هل تصبح إيران معبرا للناتو إلى أفغانستان؟!

تاريخيا، شكل الموقع الجغرافي لأفغانستان عقبة كبيرة أمام كل القوى التي حاولت احتلال هذا البلد، فهي حبيسة في قلب اليابس الآسيوي الهائل، بعيدة عن البحار والمحيطات، بل والأنهار الكبيرة، لا يمكن الوصول إليها إلا عبر البر والجو، وهما مساران لا تجعل طبوغرافية البلد منهما أمرا ميسورا على كل حال، إذ تبدو أفغانستان معلقة في «سقف العالم» و«معتقلة» فيه، معزولة عن جيرانها (والعالم) وعازلة بينهم.

أبعاد التشدد الفرنسي في الملف النووي الإيراني

في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، كان العالم على موعد لإعلان نجاح جولة المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى حول الملف النووي في جنيف، لكن الأمور تعقدت في اليوم التالي، وتم الاتفاق على جولة جديدة من المفاوضات يومي 20 و21 من الشهر نفسه، إذ لعب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دورا أساسيا في تعطيل الاتفاق، بعدما سرّب تفاصيل تفاوضية مهمة للصحافيين عند وصوله إلى جنيف، ثم عاد وخرق البروتوكول عندما كشف في مؤتمر صحافي فشل المفاوضات، إذ أخذ فابيوس على مسودة الاتفاق أنها صيغت إيرانيا وأميركيا، وأنه لا يريد أن يصبح مجرد شاهد على الاتفاق.

الاتحاد الخليجي.. ضرورة لمواجهة التحديات

تشير الخبرة التاريخية إلى أن الشعور بخطر أمني أو عسكري وما ينتج عنه من حاجة إلى دفاع مشترك، كان أحد الأسباب الرئيسة التي نجدها في جميع التجارب والمحاولات الوحدوية، فالدفاع المشترك كان الباعث الرئيس في خلق الولايات المتحدة، والخوف من الأخيرة وحد الأقاليم الكندية، والخوف من التوسع الألماني في الباسفيك كان عنصرا موحدا في اتحاد أستراليا، والخوف من روسيا السوفياتية كان العنصر الحاسم في مسيرة الوحدة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية (سوقا وجماعة واتحادا).

حرب باردة تركية ـ إسرائيلية في شرق المتوسط

شهدت منطقة شرق المتوسط خلال السنوات القليلة الماضية عدة تطورات لافتة، تمثلت في بروز محاور للاستقطاب وملامح للتحالفات بين القوى الرئيسية فيها، قد تمهد بدورها لإعادة رسم خريطة المنطقة بصورة جذرية خلال المرحلة المقبلة، وبطريقة نوعية وغير مسبوقة في تاريخها الحديث، وهو ما يهدد بعودة نمط جديد من الخلافات والتوترات، وربما النزاعات والصراعات، بين دول المنطقة، خاصة بين تركيا وإسرائيل، الدولتين الطامحتين لتولي زعامة المنطقة وتقرير مصيرها، وهو ما يعني نشوب حرب باردة إقليمية بين الدولتين تسعيان من خلالها لاستقطاب الحلفاء واحتواء الخصوم، لكن هذه المنافسة ليست «مباراة صفرية» بينهما، ولكنها محاولة لحيازة أكب

أبعاد التصعيد الفرنسي تجاه سوريا

منذ بداية الأزمة السورية في مارس (آذار) 2011، كانت فرنسا سباقة ومبادرة في دعم المعارضة السورية إنسانيا ودبلوماسيا واقتصاديا، وبذلت الدبلوماسية الفرنسية جهودا جبارة من أجل التوصل إلى قرار دولي للتحرك ضد نظام الأسد. وكان وزير الخارجية الفرنسي السابق ألان جوبيه أول وزير أوروبي يعلن رأيه في الحكومة السورية على خلفية تعاملها مع المعارضين ويقول إنها «فقدت شرعيتها»، وكان ذلك في مايو (أيار) 2011، بل وذهب بعد ذلك إلى اعتراف بلاده بالمجلس الوطني السوري ممثلا رسميا للمعارضة.