عدنان حسين

عدنان حسين
* كاتب عراقي

الخيارات المُهمَلة في العراق

في السياسة لا يوجد خيار واحد، ولا حتى خياران فقط. هناك دائماً ثلاثة خيارات في الأقل، فشجرة الحياة دائماً خضراء كما يقول غوته، وهذا ما يفسّر شيوع عبارة «كل الخيارات مفتوحة، أو متاحة، أو قائمة» على ألسنة السياسيين والدبلوماسيين في أوقات الأزمات خصوصاً. يمرّ العراق الآن بأخطر أزمة منذ اجتياح تنظيم داعش ثلث مناطق البلاد ووصوله إلى مشارف العاصمة بغداد. أزمة الاجتياح الداعشي هدّدت جدّياً بإطاحة نظام ما بعد صدام حسين، والأزمة الحالية تهدّد بعدم قيامة عراق ما بعد صدام حسين، العراق المستقرّ الماضي في طريق التنمية والرفاه.

الاستفتاء الكردستاني وما بعده

لم يتبقَّ سوى ثلاثة أسابيع على الموعد المحدّد للاستفتاء في إقليم كردستان العراق بشأن الحق في تقرير المصير (الاستقلال)، وما لم يحصل طارئ فإن عملية الاستفتاء جارية في موعدها، 25 الشهر الحالي... لكن ماذا عن استحقاق اليوم التالي؟ حتى الآن يبدو أي طارئ يدفع لتأجيل الاستفتاء احتمالاً ضعيفاً للغاية، فإدارة الإقليم وضعت للتأجيل شرطاً من النوع السهل الممتنع: تحديد موعد جديد والتوقيع على اتفاق بهذا الخصوص مع الحكومة الاتحادية في بغداد، مدعوماً بضمانة دولية من الأمم المتحدة أو بعض القوى العظمى.

حرب العراق الموازية

لم تنتهِ بعد حرب العراق مع تنظيم داعش، بيد أنها دخلت فصلها الأخير الشهر الماضي بتحرير مدينة الموصل التي أعلنها التنظيم الإرهابي عاصمة له، ومن المرجّح أن يستغرق تحرير ما تبقّى من مناطق في أيدي التنظيم وقتاً يُمكن أن يمتدّ حتى العام المقبل. في موازاة الفصل الأخير هذا انطلقت من بغداد حرب أخرى مع تنظيم اخترق جهاز الدولة العراقية بالطول والعرض، مُرسّخاً جذوره فيها ومُستنزفاً قواها من الداخل على مدى 13 سنة. هذه الحرب الموازية يراها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أخطر من الحرب مع «داعش».

إسلاميّو العراق يفرّون من إسلامهم السياسي!

هل هو موسم الهجرة من الإسلام السياسي في العراق؟.. وإلى ماذا أو أين؟ قد يكون الأمر كذلك، وقد تكون هذه الهجرة «فضائية»، وهذا تعبير عراقي خالص اختُرِع لوصف كلّ مَنْ تعيّن في وظيفة حكومية بمنصب ما، عالي المقام أو متواضع، تعييناً اسمياً، أي من دون دوام أو مسؤولية مباشرة، ولكن براتب كامل، ومعه في الغالب مخصصات عالية ومتنوعة قد تزيد قيمتها على قيمة الراتب الأساسي، ومعظم هؤلاء وهميون لا وجود لهم وتذهب رواتبهم ومخصصاتهم إلى جيوب المديرين والقادة.

فرصة العبادي الذهبية.. الأخيرة

لو قُدّر أن يكون موعد الانتخابات البرلمانية في العراق هذه الأيام، ولو قُدّر أن تجري الانتخابات في موعدها، فما مؤكد حصوله أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيتقدّم صفوف المرشحين بعدد الأصوات الذي سيناله..