عدنان حسين
* كاتب عراقي

اقرأ ثم اقرأ وغامر... لتكون صحافياً

- «الشرق الأوسط» تعيد نشر مقال الراحل في زاوية «قصتي مع الإعلام» بتاريخ 7 مايو (أيار) 2018. لو تمسكّتُ بخياري الأول لكنت الآن، على الأرجح، شاعراً من الدرجة العاشرة. في مرحلتَي الدراسة المتوسطة والإعدادية أقبلتُ بنهم على قراءة القصص الرومانسية وحفظ الشعر، قديمه من أصحاب المعلقات إلى المتنبي، وحديثه بشعرائه الكُثر، بيد أن الأخطل الصغير والسيّاب كانا الأثيرين. جرّبتُ حظي في نظم أبيات ومقطوعات، وانكببتُ على قراءة «ميزان الذهب» ظنّاً أنه مفتاح جنة الشعر.

فساد العراق... المهمة المستحيلة

هل سيمرّ يوم على العراق ولا يكون فيه شحاذ أو حرامٍ محتال من النوع الذي يُضجّ بهم الآن من كل صنف في السنين الأخيرة؟ هذا السؤال له ما يبرّر طرحه، فالعراق من أكثر الدول العربية فساداً، ويبدو ضرباً من الأوهام البعيدة والتمنيات العزيزة للغاية ألا نرى وزيراً أو وكيلاً أو مديراً فاسداً، فالعراق يتربّع الآن على رأس الدول الأكثر فساداً في العالم، في الميادين المختلفة. وفي العراق لا فرق بين فاسد بعمامة وآخر من دونها... الكل مشارك في لعبة المسافات الطويلة من أجل المال والامتيازات! وسيحتاج العراق إلى وقت طويل ليكون بين الدول الأقل فساداً.

تكتيك إيراني آخر يفشل في العراق

تراجعت في الأسبوعين الأخيرين حدّة حملة إيرانية انخرطت فيها أطراف عراقية ظلّت تدعو إلى السحب العاجل لقوات التحالف العاملة في العراق، في إطار الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي.

طائرة بغداد ـ العلا... رحلة ناجحة في المدار العربي

هي مجموعة من صور «السيلفي» التذكارية العادية التي يُلتقط مثلها يومياً عشرات الآلاف على متون الطائرات لمختلف شركات الطيران عابرة الأجواء والحدود فوق القارات... هذه الصور المنشورة في صفحات التواصل الاجتماعي لعراقيين في الأيام الأخيرة مُلتَقطة داخل طائرة مدنية خاصة أثناء رحلة غير مألوفة. العراقيون الظاهرون في الصور عددهم يزيد على عشرين، نساءً ورجالاً، وقد طفحت وجوههم بعلامات البِشر. هم جميعاً ليسوا مسافرين عاديين...

العراقيون لا يريدون مكافحة الفساد!

في إحدى المظاهرات المتكرّرة أسبوعياً، وأحياناً يومياً، في مدن العراق الرئيسية، من البصرة في أقصى الجنوب إلى العاصمة بغداد، اختار متظاهر شاب أن يحمل شعاراً مختلفاً ومتميّزاً عن سائر الشعارات المُطالبة بالإصلاح السياسي والإداري ومكافحة الفساد والفقر والبطالة وبتوفير الخدمات العامة الأساس (الكهرباء، الماء، الصحة، التعليم، السكن...) التي انهار نظامها على نحو غير مسبوق في السنين الأخيرة بسبب الفساد الإداري والمالي المتفشّي بمستويات غير مسبوقة أيضأ. مكافحة الفساد تصدّرت شعارات المظاهرات كلّها منذ انطلاقها في 2010، لكنّ ذلك الشاب العشريني الذي خرج ضمن متظاهري ساحة التحرير في قلب بغداد منذ بضعة أسابيع

لماذا فشل عراق ما بعد صدام؟

كيف حصل أن يفشل العراق، بعد ستَ عشرةَ سنةً من إطاحة نظام صدام، في إقامة دولة مستقرَّة ونامية، فيما لديه أهم العناصر المطلوبة، وبخاصة الثروة المادية (النفط والغاز والماء) والثروة البشرية (المتعلّمة والمُدرَّبة)؟ هذا السؤال يواجهه كثير من العراقيين العائشين في الخارج أو الذين يزورون بلدان الخارج. بل كثير من العراقيين في الداخل يوجّهونه إلى أنفسهم وبعضهم إلى بعض يومياً في المقاهي والمطاعم ووسائل النقل العام.

العراقيون يصوّتون للمدنية

سجّلت بغداد لنفسها عشيّة العام الجديد أنها العاصمة الأكثر احتفالاً بمقدمه. الذين نزلوا إلى شوارعها تلك الليلة قُدّروا بأربعة ملايين نسمة. هذا يزيد على نصف عدد سكانها، فيما - للمقارنة - قُدّر عدد المحتفلين على ضفتي نهر التيمز في لندن بمائة ألف نسمة. ربما كانت ثمة مبالغة في التقدير، لكنّ المؤكد أن الاحتفال البغدادي كان مليونياً، وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ هذه المدينة بالمناسبة إيّاها. غصَّت شوارع الأحياء الرئيسية، الكرادة والجادرية والمنصور وزيونة والأعظمية، بالمحتفلين من الجنسين وكل الأعمار، بل امتدّت الاحتفالات إلى بعض الأحياء الشعبية المزدحمة.

الإيراني في «حديقته» العراقية الخلفية!

عذر أقبح من الفعل... يحصل هذا، لكن من النادر للغاية أن يكون التمسّك بالعذر والدفاع عنه بالطريقة المثيرة للسخط والسخرية، في آن، من عدد غفير من الناس، مثلما حصل مع واقعة انسحاب السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي من احتفالية رسمية نُظّمت منتصف الشهر الحالي لمناسبة مرور سنة على إعلان الانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي بطرده من العراق، ما أكّد أن الفعل بذاته يدخل في قلب السياسة وليست الغفلة، والمعني هنا السياسة الإيرانية حيال العراق. كانت الاحتفالية منقولة على الهواء مباشرة من قاعة واحد من أفخم فنادق العاصمة العراقية، بحضور أكبر مسؤولي الدولة العراقية والسلك الدبلوماسي الأجنبي.

كيف تجاوز «داعش» الخط الأحمر مُجدّداً في العراق؟

لمناسبة مرور سنة على هزيمة تنظيم داعش في العراق وطرده منه، أعلنت الحكومة العراقية المناسبة التي تصادف اليوم، العاشر من ديسمبر (كانون الأول)، عيداً وطنياً تتعطّل فيه المؤسسات الحكومية.

بارزاني يفتح صفحة جديدة في بغداد

لو كان رئيس الحكومة العراقية الحالية شخصاً آخر غير عادل عبد المهدي لغدا من الصعب تصوّر أن رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني سيزور بغداد في هذا التوقيت، بعد أخطر وأحدّ أزمة في العلاقات بين العاصمة الاتحادية بغداد وعاصمة إقليم كردستان العراق، أربيل، منذ 2003 على خلفية الاستفتاء الذي نظّمه الإقليم في سبتمبر (أيلول) 2017 لمعرفة مدى التأييد بين الكرد لحقّ تقرير المصير، وتداعياته التي أفضت إلى ما يشبه القطيعة بين أكبر الأحزاب الكردية وحكومة بغداد، ومعظم القوى السياسية المتنفّذة في البلاد على مدى سنة كاملة. كلا الطرفين، في بغداد وأربيل، استثمر في واقع أن لعبد المهدي علاقة وثيقة مع الأحزا