محكمة مصرية تبرئ شقيق زعيم «القاعدة» نهائياً من تشكيل خلية إرهابية

قضت بالسجن المؤبد والمشدد بحق 36 مداناً آخرين

محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة («الشرق الأوسط»)
محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة («الشرق الأوسط»)
TT

محكمة مصرية تبرئ شقيق زعيم «القاعدة» نهائياً من تشكيل خلية إرهابية

محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة («الشرق الأوسط»)
محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة («الشرق الأوسط»)

برأت محكمة النقض، أعلى جهة قضائية في مصر أمس محمد الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، من تهم تأسيس خلية إرهابية والتخطيط لمهاجمة وتدمير منشآت عامة، في حين قضت بالسجن المؤبد والمشدد بحق 36 مداناً آخرين، في القضية التي عرفت إعلاميا باسم (خلية الظواهري).
وكانت السلطات قد ألقت القبض على الظواهري و57 آخرين بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين وقدمتهم للمحاكمة بتهم تأسيس جماعة أسست على خلاف أحكام القانون وحيازة أسلحة وذخيرة ومفرقعات دون ترخيص والانخراط في أعمال عسكرية خارج البلاد.
وفي عام 2015 برأت محكمة جنايات القاهرة الظواهري و16 آخرين، وقضت بالإعدام شنقا على عشرة والسجن المؤبد والمشدد 15 سنة على 32 آخرين في القضية، لكن المحكوم عليهم طعنوا على الحكم أمام محكمة النقض، كما طعنت النيابة العامة على براءة الستة عشر متهما.
وفي حكمها النهائي أمس أيدت محكمة النقض الأحكام بالسجن المؤبد والمشدد بحق 26 مداناً، في حين خففت المحكمة عقوبات صادرة بالإعدام بحق 10 آخرين، بحيث تصبح السجن المؤبد لمدة (25 عاما).
وتضمن الحكم رفض الطعن المقدم من النيابة العامة في شأن الأحكام الصادرة بالبراءة الكلية بحق 16 متهما من بينهم محمد الظواهري، وأحكام البراءة في اتهامات إضافية والصادرة بحق المحكوم عليهم المدانين.
وتعد الأحكام الصادرة من محكمة النقض نهائية وباتة لا يجوز الطعن عليها بأي وجه من أوجه التقاضي.
وكان 36 محكوما عليهم بالإعدام والسجن المؤبد والمشدد قد تقدموا بطعون على إدانتهم أمام محكمة النقض، مطالبين بإلغاء تلك الأحكام والقضاء ببراءتهم، كما تقدمت النيابة العامة بطعن على الحكم الصادر ببراءة الـ16 متهما في القضية من بينهم الظواهري، وكذلك ما تضمنه الحكم في بنوده من تبرئة 13 متهما آخرين من بعض الاتهامات المنسوبة إليهم وإدانتهم باتهامات أخرى.
ونسب إلى المدانين، في تحقيقات النيابة العامة، إنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يهدف إلى تكفير سلطات الدولة ومواجهتها باستخدام السلاح، لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على ضباط وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستهداف الأقباط ودور عبادتهم واستحلال أموالهم، وارتكاب أعمال إرهابية بهدف نشر الفوضى في البلاد وتعريض أمن المجتمع للخطر.
وأكدت التحقيقات أنهم تولوا إعداد بقية أعضاء التنظيم الإرهابي، فكريا وحركيا، وتدريبهم عسكريا بأماكن اجتماعاتهم السرية بمنيا القمح ومزرعة بناحية العدلية ببلبيس محافظة الشرقية، وبمقر مسجد تحت الإنشاء بالمطرية، وأحد المخازن بمدينة السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، ومحال إقامة بعض أعضاء التنظيم.
وأشارت التحقيقات إلى أنهم قاموا بتقسيم التنظيم لخلايات عنقودية منفصلة هربا من الملاحقة الأمنية؛ حيث تخصصت كل خلية في تنفيذ ما أسند إليها من مهام، وهي دراسة أساليب رصد المنشآت والأفراد وطرق التخفي وكشف المراقبة، والتدريب العسكري على استخدام الأسلحة النارية وتصنيع المتفجرات وزرع القنابل، ودعم التنظيم بالأموال والسلاح والمواد الكيميائية.
من جهة أخرى، قضت محكمة جنايات قنا أمس بمعاقبة 32 متهما من عناصر جماعة الإخوان «المحظورة» بالسجن المشدد 10 سنوات وبراءة 8 متهمين آخرين في قضية محاولة اقتحام ديوان عام المحافظة بالإضافة إلى حرق جراج المحكمة الابتدائية ومحكمة الاستئناف بالمحافظة.
وتعود وقائع هذه القضية إلى 14 أغسطس (آب) من العام الماضي، حيث وجهت النيابة العامة للمتهمين تهم القتل العمد لشخصين والتعدي على قوات الأمن والتحريض على العنف وحرق مجمع المحاكم والجراجات الخاصة بها وحرق سيارة محكمة الاستئناف وسيارة المحكمة الابتدائية و15 سيارة أخرى خاصة بالمحافظة وجراج استراحة المحافظ.
وسبق أن أصدرت محاكم الجنايات مئات الأحكام بحق الآلاف من مؤيدي الرئيس الأسبق محمد مرسي، بتهم ارتكاب أعمال عنف.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.