يبدو أن الروح الكرنفالية والمشاهد الراقصة لن تغيب عن مقار الاقتراع في الانتخابات الرئاسية في مصر، والمقرر إجراؤها يومي 26 و27 مايو (أيار) الحالي، لتعيد إلى الأذهان المشاهد نفسها التي رافقت الاستفتاء على دستور البلاد الجديد في يناير (كانون الثاني) الماضي، لكن هذه المرة على أنغام أغنية جديدة هي «بشرة خير».
وحققت أغنية «بشرة خير» التي تحث المصريين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية انتشارا لافتا، مماثلا للانتشار الذي حققته أغنية «تسلم الأيادي» في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران)، التي أنهت عاما من حكم الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وشكلت أغنية «تسلم الأيادي» التي تمتدح الجيش المصري، عنوانا للمرحلة التي أعقبت عزل مرسي، وكرست إلى حد بعيد شعبية وزير الدفاع المستقيل المشير عبد الفتاح السيسي، المرشح الأوفر حظا في حسم الانتخابات المقبلة لصالحه.
وخلال يومي الاستفتاء على الدستور الجديد في يناير الماضي، تصدرت صور سيدات مصريات رقصن أمام لجان الاستفتاء المشهد السياسي على وقع أنغام «تسلم الأيادي» حينها، وأثارت استياء القوى الإسلامية المتحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي أبرزتها للمقارنة بين ذلك المشهد وصور الاستحقاقات التي سبقتها. لكن بدا أن المشهد لخص الصراع بين القوى الأكثر تشددا في البلاد، وطبيعة المزاج المصري المعادي للتشدد بحسب مراقبين.
وعقب عزل مرسي تشكل رأي عام عالمي متشكك بشأن حقيقة ما جرى في القاهرة في يوليو (تموز)، لكن نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور خففت إلى حد بعيد من هذه الحالة، وتتوقع السلطات المصرية أن تؤسس لشرعية جديدة مقبولة دوليا بانتهاء الانتخابات الرئاسية.
مشهد مشابه يتوقعه المصريون خلال يومي الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، لكن على أنغام الأغنية الجديدة «بشرة خير»، بصوت المطرب الإماراتي حسين الجاسمي، الذي تداخل مع المشهد السياسي في مصر منذ الإطاحة بمرسي، بأغنية عن المشير السيسي بعنوان «تسلم إيدينك»، وهو ما عكس أيضا التوتر الذي خيم على علاقات القاهرة بعواصم خليجية خلال حكم جماعة الإخوان. ولعبت الأغنية الوطنية دورا بارزا في مسار الثورات المصرية منذ عام 1919 على يد فنان الشعب سيد درويش، لكنها دشنت عصرها الذهبي مع فترة رئاسة جمال عبد الناصر خلال خمسينات وستينات القرن الماضي.
وخلال ثورة 25 يناير 2011، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، بدا لافتا هيمنة أغنيات الستينات بصوت عبد الحليم حافظ التي احتضنتها مؤسسات الدولة، جنبا إلى جنب مع أغنيات الشيخ إمام عيسى الذي أقصي عن تلك المؤسسات حتى وفاته.
لكن المشهد تبدل بعد 3 يوليو، حين أعلن الفريق أول السيسي (رقي فيما بعد إلى رتبة المشير) عزل مرسي، وإقرار خارطة المستقبل التي تضمنت إجراء تعديلات دستورية، وانتخابات رئاسية وبرلمانية، حيث غدت أغنية «تسلم الأيادي» بمثابة نشيد المؤيدين لثورة 30 يونيو.
وتسببت أغنية «تسلم الأيادي» في إشعال اشتباكات بين أنصار الإخوان ومؤيدي عزل مرسي، مما دفع أنصار الجماعة للرد بمعارضة الأغنية، بكلمات مناهضة لقائد الجيش السابق، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان أنصار الإخوان سيعارضون أيضا الأغنية الجديدة، لكن ما يبدو مؤكدا أن «بشرة خير» ستصبح أغنية الانتخابات الرئاسية بلا منازع.
7:26 دقيقه
بعد أغنية «تسلم الأيادي».. المصريون يعتمدون «بشرة خير» لانتخابات الرئاسة
https://aawsat.com/home/article/98601
بعد أغنية «تسلم الأيادي».. المصريون يعتمدون «بشرة خير» لانتخابات الرئاسة
انتشرت في البيوت والمقاهي.. وتوقعات بأن تهيمن خلال يومي الاقتراع
بعد أغنية «تسلم الأيادي».. المصريون يعتمدون «بشرة خير» لانتخابات الرئاسة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

