«يوم أن قتلوا الغناء» يتربع على عرش جوائز «المهرجان القومي للمسرح المصري»

اعتراض بعض المشاركين على حجب عدد من الجوائز

فردوس عبد الحميد تتسلم الجائزة التي تتمثل في درع المهرجان ({الشرق الأوسط})
فردوس عبد الحميد تتسلم الجائزة التي تتمثل في درع المهرجان ({الشرق الأوسط})
TT

«يوم أن قتلوا الغناء» يتربع على عرش جوائز «المهرجان القومي للمسرح المصري»

فردوس عبد الحميد تتسلم الجائزة التي تتمثل في درع المهرجان ({الشرق الأوسط})
فردوس عبد الحميد تتسلم الجائزة التي تتمثل في درع المهرجان ({الشرق الأوسط})

شهدت دار الأوبرا المصرية، أول من أمس (الخميس)، ختام الدورة العاشرة لـ«المهرجان القومي للمسرح المصري»، وذهبت الجائزة الكبرى للمهرجان لعرض «يوم أن قتلوا الغناء» لفرقة مسرح «الطليعة» الذي فاز بنصيب الأسد من الجوائز، حيث فاز أيضا بجائزة أفضل عرض مسرحي، وجوائز أفضل ديكور وأفضل إضاءة وأفضل تأليف موسيقي. وأعلنت الجائزة الفنانة القديرة فردوس عبد الحميد، في حضور وزير الثقافة المصري حلمي النمنم. والجائزة تتمثل في درع المهرجان مع مبلغ مالي قدره 35 ألف جنيه (ما يعادل 2000 دولار) يذهب إلى الجهة المنتجة للعرض المسرحي لدعم إنتاج جديد للفرقة نفسها.
العرض الفائز من إنتاج «البيت الفني للمسرح» وتأليف محمود جمال، وإخراج تامر كرم، وبطولة طارق صبري، وعلاء قوقة، وياسر صادق، وحمادة شوشة وهند عبد الحليم، مع أداء صوتي للفنان نبيل الحلفاوي.
وتدور أحداث العرض حول رحلة للبحث عن سبب الوجود وسر الكون والصراع الدائر بين روح التسامح والحب من ناحية، والتعصب والكراهية من ناحية أخرى.
في حين فازت بجائزة «أفضل ممثلة» في المهرجان مروة عيد عن دورها في عرض «واحدة حلوة»، كما حصد جائزة «أفضل ممثل» بهاء ثروت عن دوره في مسرحية «قواعد العشق الـ40» لفرقة «المسرح الحديث».
أما جائزة «أفضل نص درامي معد عن جنس غير مسرحي» فذهبت لعرض «لامبو» لفرقة «قصر ثقافة بورسعيد» وهو من تأليف محمد أمين عبد الصمد.
وقد شهد حفل الختام بعض الشغب من قبل بعض المشاركين المعترضين على حجب لجنة تحكيم المهرجان لجائزتي «أفضل نص درامي كتب خصيصاً للمسرح» و«أفضل مؤلف مسرحي صاعد» الذين أطلقوا هتافات غاضبة داخل المسرح الكبير وخارجه.
أما جوائز العروض المشاركة خارج المسابقة الرسمية، فقد فاز بجائزة «الجمهور» عرض «الجسر» لفرقة «الجامعة الألمانية»، في حين فاز بجائزة «النقاد» عرض «معتدل بهدوء غاضب» لفرقة «فكرة» المستقلة.
كما أعلن عن الفائز بجائزة مسابقة «المقال النقدي» التي استحدثها المهرجان هذه الدورة التي ذهبت للكاتب عبد الناصر حنفي عن مقال بعنوان «الدمى والوعي والعالم» نشرته مجلة الدورة الماضية لمهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر» وقدرها 25 ألف جنيه مصري.
وقال وزير الثقافة حلمي النمنم في حفل الاختتام «أود أن أشكر جميع القائمين على المهرجان، لكن الشكر الأكبر والأول يجب أن يذهب إلى الجمهور... هذا الجمهور الذي نعمل من أجله والذي لولاه لما كانت الحركة المسرحية ولما كان الإبداع».
يشار إلى أن الدورة العاشرة من المهرجان أقيمت على عدد من مسارح العاصمة المصرية شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، وحملت الدورة اسم الناقدة الكبيرة الراحلة نهاد صليحة التي توفيت في يناير (كانون الثاني) عن 71 سنة. وتميزت هذه الدورة أنها شهدت للمرة الأولى عروضا عربية خارج المسابقة الرسمية للمهرجان القومي.
كما تميزت العروض المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان بتأكيدها على الدور الثوري للمسرح، وكذلك دوره في مواجهة التخلف والإرهاب.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».