فنانون لبنانيون يستعينون بالشباب من خلال مسابقات لتطوير أعمالهم

أحدثها لمصمم الأزياء طوني ورد بهدف ابتكار شعار جديد لداره

لم يعد نجوم الفن في لبنان يكتفون بخبرات المقربين منهم كمخرجين أو مدراء أعمال لتطوير مسيرتهم الفنية وتلوينها. فالخوف من الوقوع في فخ الرتابة وتكرار الأفكار المستهلكة في هذا الإطار بشكل عام، دفعهم للاستعانة بقدرات الشباب اللبناني للحفاظ على نجاحاتهم.
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة من نوعها على الساحة الفنية، ألا وهي إطلاق مسابقات علنية من قبل بعض الفنانين لضخ دم الشباب في أعمالهم المرتقبة.
فالفنانة ميريام فارس، كانت السباقة في هذا المجال، عندما أعلنت عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك» عن مشروعها الداعم لخريجي الجامعات أصحاب المواهب في كل أنحاء العالم. فطالبتهم بتزويدها باقتراحاتهم في مجال كتابة الأغاني أو التلحين أو الإخراج أو الرقص أو الريمكس وغيرها. ونجح معها مصعب العنيزي، الذي كتب لها أغنية «تلاح حبيبي تلاح» فحققت نجاحا كبيرا. ولم تتوان أيضا عن مساندتها للمصمم الحديث العهد رامي القاضي. فأفكاره التي وصفتها بالمميزة والهائلة جعلتها تختاره ليصمم لها أكثر من زي، بينها الثوب الذي أطلت به في برنامج (أنا والعسل). كما منحت مصمم الرقص هادي عواضة فرصة عمره (21 عاما) ليدرب الراقصين الأوكرانيين في فوازير رمضان التي قدمتها منذ نحو العامين.
أما الفنانة نجوى كرم فأطلقت مسابقة تعتبر الأولى من نوعها، وتتعلق بتصميم صورة «البروفايل» الخاصة بصفحتها الإلكترونية (فيس بوك) عبر بريد إلكتروني خصص لهذه الخدمة لمدة أسبوع كامل. كما أجرت استفتاء بين معجبيها للوقوف على الأغنية التي يختارونها من ألبومها الأخير لتقوم بتصويرها والذي رسا على أغنية «شو هالليلة».
أما الفنانة نانسي عجرم وبالتعاون مع المخرج وليد ناصيف، فقد أطلقت مسابقة أيضا تصب في خانة الوقوف على أفكار شبابية جديدة وعنوانها «أفضل فكرة فيديو كليب» لأغنيتها الحديثة «أعمل عاقلة».
وقامت نانسي بنفسها بعدة إعلانات ترويجية للمسابقة، عرضت حصريا على موقع (itivi.tv).وفاز في المسابقة التي استمرت لثلاثة أشهر متتالية الشاب سيف شواف (كندي من أصل سوري)، فحصل على أعلى نسبة تصويت مما خوله الفوز ببطاقة سفر إلى لبنان ومقابلة نانسي عجرم والمشاركة في الكليب. كما حصل على فرصة القيام بعمل تصويري أو فيديو كليب يحمل توقيعه. بعده أعلنت النجمة نانسي عجرم عن مسابقة أخرى حماسية عبر صفحاتها الشخصية في «تويتر» و«فيس بوك» وهدفها أن يقوم معجبوها بإرسال تصميم جميل لغلاف وشكل ألبومها القادم للأطفال. وقالت نانسي إن المنافسة ستكون على أشدها لاختيار التصميم الأجمل وسيحصل الفائز على تذكرة (v.i.p) لحضور الحفل الرسمي لإطلاق الألبوم «Super Nancy». كل ذلك يصب في خانة تفعيل التواصل ما بين الفنان وجمهوره، وكذلك الاستفادة من حبه له على صعيد عمله مما يعزز علاقته المباشرة به بفضل مواقع التواصل الاجتماعي.
أما أحدث المنضمين إلى هذه الظاهرة فهو المصمم اللبناني العالمي طوني ورد. وبدأت القصة معه، عندما قرر هذا العام أن تحمل تصاميه والإكسسوارات التي يوقعها شعارا خاصا به. وبعد أن واجه عدة صعوبات في التعامل مع شركات الإعلان المختصة في ابتكار هذا النوع من التصاميم، قرر اللجوء إلى طلاب اختصاص الإخراج الفني من عدة جامعات لبنانية، بهدف تشجيعها وتعزيز قدراتها من خلال إطلاقه مسابقة خاصة بهذا الموضوع.
تلقى طوني ورد نحو الـ160 ابتكارا، وبعد درسها والتدقيق فيها، فازت نور عكر من جامعة (الألبا) التي قدمت تصميما حديثا ومميزا يتلاءم مع تطلعات دار طوني ورد للأزياء.
وأعرب المصمم اللبناني في مناسبة إطلاق شعار داره الجديد، عن سعادته لتعاونه مع جيل من الشباب اللبناني يستحق إعطائه الفرصة تلو الأخرى. وعن سبب إقدامه على هذه الخطوة قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لطالما رغبت في التعاون مع جيل الشباب في لبنان لا سيما وأني واحد منهم، فأنا من المؤمنين بقدراتهم وتميزهم وعلينا أن نشجعهم في جميع المجالات لا سيما وأن لديهم طريقة تفكير متجددة ومختلفة دائما»، وأضاف: «شعرت بالسعادة لاحتكاكي المباشر مع رؤيتهم المستقبلية، واخترت الشعار الفائز لأنني أحسست بأنه يشبهني وينسجم مع أفكاري».
أما نور عكر، فعبرت عن فرحها بالفوز ورأت أن تصاميم أخرى جميلة حصدتها المسابقة، ولكنها سعيدة كون دار طوني ورد اختارها شخصيا وأن هذا الفوز سيفتح لها دون شك أبواب عمل كبيرة في لبنان والعالم العربي. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «إلى جانب الأناقة التي تميز نمط أزياء طوني ورد فهناك فكرة أخرى تراودنا عندما نشاهدها ألا وهي الاستمرارية. فبرأيي أن تصاميمه باقية على مر السنين، ولذلك استخدمت شكل الدائرة رمزا لللانهاية لتحتوي الحرفين الأولين من اسمه (T.W) ولأدمجها بأسلوب فني احترمت فيه هوية طوني ورد في تصميم الأزياء. بهذه الطريقة جاء الشعار واضحا يثبت بسهولة على قطعة الثياب أو الإكسسوار الذي يحملها». وإلى جانب الجائزة المالية التي حصلت عليها نور فمن المتوقع أن ترافق المصمم اللبناني في عرض أزياء من توقيعه يقيمه خارج لبنان (إيطاليا).