ماذا يقرأون في الصيف؟ أي كتب يحملون في حقائب السفر؟

ماذا يقرأون في الصيف؟ أي كتب يحملون في حقائب السفر؟
TT

ماذا يقرأون في الصيف؟ أي كتب يحملون في حقائب السفر؟

ماذا يقرأون في الصيف؟ أي كتب يحملون في حقائب السفر؟

في الصيف، يحمل المثقفون كتبهم في حقائب السفر، ومع اتساع دائرة التقنية الحديثة، أصبح الكتاب الإلكتروني رفيقاً دائماً لشريحة القراء، دون تمييز، في الوسائط الرقمية يتم تخزين آلاف الكتب ودواوين الشعر، لكن ثمة كتاباً يحظى بالعناية أكثر من سواه.. يمكن أن يمثل معياراً لقيمة الكتاب نفسه، أو للفعل الثقافي الذي لا يتخلى عن عادة القراءة مهما طال السفر.
* «الذرة الرفيعة الحمراء»
يقول الروائي والأديب السعودي جبير المليحان، إن أجواء الصيف (في الخليج) بذاتها أصبحت طاردة لعادة القراءة، فحين تلامس درجة الحرارة الخمسين مع ارتفاع هائل في الرطوبة، يصبح المرء «طفراناً» يفتش عن ملاذ بارد يسكن إليه.. لكني لا أترك الذهاب إلى مكان تكون شمسه ظلا؛ وهواؤه عليلاً، مصطحبا كتاباً ممتعاً ومفيدا. في السفر، غالبا أضع بجانبي مذكرة صغيرة وقلما، أدون فيها ما تنبشه القراءة من مواقف وأحداث منسية في مخازن الذاكرة. واليوم، في حقيبتي رواية رائعة، ضخمة (620 صفحة من الحجم الكبير)، اسمها: «الذرة الرفيعة الحمراء» للكاتب الصيني مو يان، (الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 2012)، ترجمة حسانين فهمي حسين.. إنها رواية الصين بامتياز؛ تروي ذكريات طفل عن تاريخ عائلته، يحكيها وهو كبير خلال فترة الغزو الياباني للصين في ثلاثينات القرن العشرين. الرواية تكشف عوالم وأساطير، وكيف قاوم السكان المحليون الغزاة.
* «فن الشعر»
ومن البحرين، يقول الشاعر البحريني علي خليفة: «في هذا الصيف أعيد قراءة كتاب الدكتور إحسان عباس (فن الشعر) ربما للمرة الخامسة أو السادسة. قرأت هذا الكتَاب في بداياتي الأولى وأعجبت بمادته الغزيرة وأسلوبه العلمي السلس وطرحه المنسق والموفق واستطعت من خلال ما أعطاني هذا الكتَاب من ذخيرة أن افهم بالضبط ما هو الشعر؟، وكيف، ولماذا؟، كما منحني الكتاب فهماً لأن أكوّن لي فهماً خاصاً لعوالم هذا الفن الجميل. كلما أعدت القراءة اكتشف من خلال هذا الكتاب شيئا جديدا لم أفطن إليه من قبل فتتعمق لدي المعلومة وتنفتح أمامي مغلقات كانت عصية على الفتح. فهذا كتاب رائع يشمل كل ما يريده قارئه عن فن الشعر لناقد أكاديمي عربي افتقدنا ظله.
* «نظرية البلاغة»
من العراق، يتحدث الشاعر العراقي هزبر محمود، عن قراءاته هذا الصيف، قائلاً: «قبل ذهابي للجزائر يوم 2 يوليو (تموز) الجاري انتهيت من قراءة سلسلة كتب في المسرح العالمي والعربي، وبالذات المسرح الشعري لما أعتقد في المسرح من حيوية تساعد في إدارة الحياة والنفس البشرية والتحكم باستحداث حوارات داخلية على إيقاع المشكلة والحل بما فيها حبكة القصيدة.
في الجزائر اقتنيت عدة كتب أهمها كتاب (نظرية البلاغة) للدكتور عبد الملك مرتاض الذي بدأت بقراءته من بين المجموعة، وثلاثة كتب للمفكر الجزائري المعروف مالك بن نبي والتي سأبدأ بها بعد انتهائي من كتاب مرتاض وكذلك عدة كتب في الفلسفة وعلم الاجتماع سأقرأها تباعاً». يكمل هزبر قائلاً: أعتقد أن اختيار الكتاب المناسب في الوقت المناسب يخضع لأمور مهمة أهمها معرفة الإنسان بنفسه في لحظته وكذلك خضوعه لمشاغل الحياة اليومية وكذلك الكتاب والكاتب.
* أدباء مصريون يفضلون القراءات الخفيفة ومتابعة نتاج الأصدقاء
مع حلول فصل الصيف في مصر، تقل نوعاً ما حفلات التوقيع، وتقل الإصدارات الجديدة عنها في الشتاء وموسم معارض الكتاب المحلية والعربية والعالمية، لكن كثيراً من الأدباء يفضلون الاستمتاع بقضاء فصل الصيف وتخصيص قراءات محددة بعينها تخفف لهيب الطقس وهوائه الخانق ودرجات الحرارة المرتفعة التي تقلص الإنتاج الأدبي، هنا يكشف عدد من الأدباء والشعراء عن لائحة قراءاتهم لصيف 2017:
يكشف الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة عن قراءاته قائلاً: «لا يوجد تغيير في قراءات الصيف عن الشتاء؛ لأن القراءة لدي مرتبطة دائماً بالمزاج الأدبي والنفسي، والإحساس بالرغبة في التواصل مع كل الألوان الأدبية لشحن الوجدان. عادة قراءاتي متنوعة في مجالات كثيرة تجمع بين الشعر الحديث والقديم، والنثر والدراسات الأدبية والنقدية والقصة القصيرة والرواية، لكن لا أقرأ بهدف التسلية أو تمضية الوقت».
هناك كتب حالياً على مكتبي «الإشارات الإلهية» لأبي حيان التوحيدي، وديوان للشاعرة سلمى فايد، إلى جانب ديوان لإسماعيل صبري باشا، وهو من شعراء القرن التاسع عشر، كما أعكف على مجموعة قصص مترجمة من الأدب الصيني لأنني أقر وأعترف بأننا هجرنا أدب الدول الآسيوية في مقابل الأدب الغربي والأوروبي والأميركي. ويقول: «حاليا أعيد قراءة شعر طاغور وعدد من الدواوين الفارسية والتركية».
* عبد المجيد: مشغول بالأحداث السياسية
أما الروائي إبراهيم عبد المجيد فهو لا يحبذ الكتابة الأدبية في فصل الصيف، وحالياً تشغله متابعة الأحداث والشأن السياسي المصري عن متابعة النتاج الأدبي الجديد، لكنه يقول: «في فترة الشباب كنت كثير القراءة وأقرأ صيفا وشتاء كل ما يقع تحت يدي سواء كان أدبا عالميا أو مصريا وعربيا، لكن بشكل محدد كنت أحب قراءة روايات الأديب العظيم إحسان عبد القدوس في فصل الصيف».
* عتيبة: القراءة الجادة في الشتاء
ويقول الروائي منير عتيبة، وهو مشرف مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية، عادة ما يتابع كل جديد، إنه يقرأ للدكتور طه حسين كتاب بعنوان «من لغو الصيف إلى جد الشتاء» الذي يرى فيه أن «القراءة والبحث الجاد يتمان غالبا في الشتاء وليس في الصيف؛ فصل الحر الخانق والإجازات». ويضيف: «لكن بالنسبة لي لا أحدد قراءاتي بناء على فصول السنة أو المناسبات كشهر رمضان المعظم مثلا. فقد انتهيت خلال الأسابيع الماضية من قراءة عدة روايات وأعمال قصصية منها رواية الأردني جلال برجس (أفاعي النار)، ورواية (رئيس التحرير) لأحمد فضل شبلول، ورواية (المختلط) لداليا أمين أصلان. ورواية (المزين) لأحمد سمير سعد، ورواية (مدن السور) لهالة البدري، إضافة إلى مجموعتين من القصص القصيرة جدا لمحمد الحديني وطارق جابر. وأقرأ الآن كتاب حكايات كورية (ين نال ين نال) ترجمة حسن عبده، حيث أقوم بإعداد بحث للمشاركة في مؤتمر عن الأدب الكوري».
ويكشف الأديب والطبيب المصري المقيم بأميركا شريف ماهر مليكة عن قائمة قراءاته قائلاً: «في أواخر الربيع، قررت قراءة (في غرفة العنكبوت) للكاتب المصري محمد عبد النبي، الصادرة عن دار العين، لأنها كانت الرواية المصرية الوحيدة التي اشتملتها القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لعام 2017، لكن الحقيقة، وجدتني عاجزاً عن استكمالها بعد أن خضت في جزء كبير منها. السبب من وراء ذلك كان في خوضها في مسألة المثلية الجنسية، بتفاصيل أثارت اشمئزازي، وحاولت التغاضي عنها، لكنني لم أفلح. رغم قراءاتي الأدبية الكثيرة وملاقاتي للكثير من الكتابات التي تناولت المثلية الجنسية، فإنني لم أجد تفسيراً للخوض في مثل تلك التفاصيل الحميمية الزاخرة بها تلك الرواية. تساءلت عن الفرق بينها وبين رواية أحمد ناجي (استخدام الحياة) التي انتهت به إلى غياهب السجون. ورغم أنني لم أؤيد عقاب ناجي بمثل هذه القسوة والتعنت، فإني لم أجد فروقاً شاسعة بين الروايتين».
ويقول أيضاً: «قرأت أيضاً رائعة فولتير (كانديد) ربما للمرة الرابعة أو الخامسة، لأنني أعشق العمل أولا، ولسبب كتابتي لرواية جديدة بعنوان «البحث عن كانديد» أعتزم الانتهاء منها قريباً. وأقرأ في الوقت الحالي كتاب «جهاد في الفن» للأستاذ مصطفى عبد الله، عن الروائي والقاص العملاق يحيى حقي. في الحقيقة، تعرفت بين صفحات هذا العمل الرائع عن شخصية وعقل مبدعنا الراقي، وأنا حالياً أقرأ شهادات باقة من مبدعينا الكبار عنه. وبين تلك الكتابات والروايات، لا بد لي - كعادتي - أن أتصفح بضعة فصول من كتابين هما الأثيران لديَّ، فلا يمضي صيف إلا وتصفحتهما، كليّاً أو جزئيّاً، حسب الوقت المتاح؛ وهما (ملحمة الحرافيش) لنجيب محفوظ، و(مائة عام من العزلة) - الترجمة الإنجليزية-، لجابرييل غارسيا ماركيز».
* أصلان: كتب الأصدقاء
الروائي هشام أصلان يرى أن قراءات الصيف لا تختلف كثيراً عن قراءات الشتاء، بحكم عمله في الصحافة الثقافية التي تتطلب منه متابعة دقيقة لأغلب الروايات والمجموعات القصصية والدواوين الحديثة، لكنه يقول: «في فترة الإجازة المرتبطة عادة بفصل الصيف، أحرص على قراءة بعض الكتب التي أثارت ضجة أو مميزة لسبب أو لآخر، كما أن قراءات الصيف يكون فيها الانتقاء والاختيار متاحا بعيدا عن طبيعة العمل الصحافي».
ويضيف صاحب المجموعة القصصية «شبح طائرة ورقية»: «هناك بعض الكتب التي أعود إليها بشكل دائم، والتي استمتع بقراءتها تماما مثل المرة الأولى لقراءتها، ومنها: مجلد (نظر) للكاتب الكبير محيي الدين اللباد، وهو مجلد ضخم يضم مجموعة مقالات دسمة غنية بالمعلومات إلى جانب رسوم كاريكاتورية نشرت جميعها في مجلة (صباح الخير) وقد صدر عن مكتبة الأسرة، وعودتي إليه بسبب ما يتسم به أسلوب اللباد من جاذبية تعطي مذاقا خاصا لقراءته. ومن الكتب التي أعود إليها أيضاً (الجنوبي) للكاتبة عبلة الرويني وهو سيرة ذاتية عن زوجها الراحل الشاعر الكبير أمل دنقل، تروي فيه مشوار حياته وحياتهما معا وقصة مرضه، وهو من الكتب التي في مظهرها سيرة ذاتية لكنه كتب بحس ولغة روائية عالية وهو ممتع جدا. ومن الكتب الثقيلة التي أعود إليها أيضاً كتاب (ثلاثية الرواية) لميلان كونديرا، وترجمة دكتور بدر الدين عرودكي، وهو كتاب نظري عبارة عن 3 كتب في كتاب واحد».
ويضع نجل الكاتب الراحل إبراهيم أصلان قائمة للكتب التي سوف يضعها في حقيبة السفر، قائلاً: «عادة ما أصطحب معي في إجازتي كتب وإصدارات أصدقائي لمتابعة نتاجهم، ومشاركتهم نجاحات مشروعاتهم الأدبية التي عادة ما أكون شاهدا عليها، وعلى رأس هذه القائمة: رواية (حصن التراب) للكاتب أحمد عبد اللطيف، وهي صادرة عن دار العين، وتروي قصة عائلة موريسكية تعرضت لمذابح واضطهاد، وهي رواية ممتعة وتدور في سياق تاريخي مثير، أيضاً أتطلع لقراءة رواية محمد حسن علوان (موت صغير) الفائزة بالبوكر هذا العام بمزيد من التركيز، وكتاب الشاعر المصري محب جميل عن المطربة الشعبية فتحية أحمد وسيرتها ومشوارها الموسيقي الطويل، وهو صادر عن دار الجديد اللبنانية، كما أتطلع لقراءة مجموعة قصصية وحكايات للروائي طارق إمام بعنوان (مدينة الحوائط اللانهائية) وهي مجموعة قصص نشرت متسلسلة في جريدة (الدستور) لكن أود قراءتها مجمعة في كتاب سوف يصدر عن الدار المصرية اللبنانية، وأيضاً كتاب صدر مؤخرا بعنوان (ذئاب منفردة) للكاتب حسن عبد الموجود، وهو كتاب ممتع يضم صورا قلمية لعدد من كتاب وأدباء التسعينيات اقترب منهم المؤلف ويبرز عبر بورتريهات صحافية جانبهم الإنساني».
* نهلة أبو العز: «سيدة المنام»
القاصة نهلة أبو العز، تقول: «يرتبط بالقراءة كل شيء جميل، عادة ما تستطيع الكتب أن تأخذني من عالمي الصاخب لعوالم جديدة، وكان من حسن حظي في هذا الصيف أن أتمتت قراءة بعض الكتب ومنها: كتاب (سيدة المنام) للكتابة سحر الموجي الذي تعتمد فيه على لغة شعرية مختلفة في كتابة القصص وتبتعد عن الطريقة التقليدية في الحكاية، وللمجموعة رونق رشيق يخص شاعرة محترفة. قرأت أيضاً رواية حديثة صادرة عن سلسلة كتابات جديدة وهي (الدفتر السادس) للكاتب ياسر جمعة الذي استخدم كل الوسائل الحديثة في عرض حكاية تبدو متكررة وهي الحبيب والحبيبة والدخيل، هذا المثلث الذي عرفناه في قصص الحب تم استخدامه في الدفتر السادس بحرفية عالية تجعلك تشعر بأنك تقرأ للمرة الأولى عن هذه التركيبة في العلاقات الإنسانية».
وتضيف: «كما كان في رواية (الدفتر الكبير) للكتابة أغوتا كريستوف عنصر آخر من عناصر الاستمتاع والانبهار، حيث تحدثت الرواية بسلاسة غير عادية عن الحرب من دون أن تتكلف في ذلك من خلال طفلين ذهبا لجدتهما بعد سفر الأب والأم للحرب، وقد تعايشا مع حياتهما الجديدة بشكل مذهل، اعتمدت فيه الكتابة على تغير الأحداث ورسم المشاهد بلغة بسيطة وانسيابية في العرض.
كتاب آخر جذبني ودائما يجذبني هو «رولا وخوليو» للكاتب الإسباني خوان مياس القصة التي رسمها مياس في روايته تخرج عن الإطار المألوف للحكاية، فهي تعتمد على شخص منذ بداية الرواية وهو غائب ولكنه كان محركا لكل أحداث الرواية، لتكتشف أن الأبطال كانوا يرتبطون به قبل وفاته، وهو من قام بتغيير حياتهم بالشكل الذي لم يكونوا يتوقعونه. وتتميز الرواية وأدب خوان مياس بصفة عامة ببساطة العرض واستخدام تقنيات عالية في الكتابة ولكنها ليست معقدة.
* موسى: الصيف لا يشجع على القراءة
الروائي المصري صبحي موسى، يقول: «فصل الصيف لا يحفز على الإنجاز سواء القراءة أو الكتابة، فنهاره طويل وليله قصير، وعادة ما أحب قراءة الكتب الخفيفة. حاليا أقرأ مجموعة من روايات وقصص الأصدقاء، ومنها: رواية (البيت الزرق) للشاعر والروائي اللبناني عبده وازن، وهي تعالج قصة حياة شاب مثقف لكنه يعاني من التوحد ويرفض العالم من حوله، وبها قيم عن التسامح والعلاقة مع الآخر، وتحث على البعد عن الطائفية، أيضاً أقرأ مجموعة قصصية بعنوان (طريق السيدات) للكاتب خالد ثابت، وهي تضم 10 قصص مفعمة بروح فلسفية كبيرة، ورواية للصديق حسن هند تتناول الرأسمالية بشكلها البشع حول سيطرة الشركات متعددة الجنسيات وكيف تدمر مصائر البشر».



«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.