«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

في احتفالية كبرى بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسها

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
TT
20

«جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» تتوّج الفائزين بدورتها العاشرة

الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد الممثل الشخصي لأمير قطر خلال تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كرّمت «جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، بدولة قطر، مساء الثلاثاء، الفائزين في فئات الدورة العاشرة، وذلك خلال حفل كبير حضره الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي لأمير البلاد، وشخصيات بارزة، وأعضاء البعثات الدبلوماسية، ونخبة من الباحثين والعاملين بمجال الترجمة.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وتقدير دورهم عربياً وعالمياً في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة التميز في هذا المجال، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)
الشيخ ثاني بن حمد لدى حضوره حفل تكريم الفائزين بالجائزة (الشرق الأوسط)

كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب، ويبلغ مجمل قيمة الجائزة في مختلف فئاتها مليوني دولار أميركي.

وقال الدكتور حسن النعمة، أمين عام الجائزة، إنها «تساهم في تعزيز قيم إنسانية حضارةً وأدباً وعلماً وفناً، اقتداءً بأسلافنا الذي أسهموا في بناء هذه الحضارة وسطروا لنا في أسفار تاريخها أمجاداً ما زلنا نحن اليوم الأبناء نحتفل بل ونتيه مفتخرين بذلك الإسهام الحضاري العربي في التراث الإنساني العالمي».

وأشاد النعمة بالكتاب والعلماء الذين ترجموا وأسهموا في إنجاز هذه الجائزة، وبجهود القائمين عليها «الذين دأبوا على إنجاحها وإخراجها لنا في كل عام لتكون بهجة ومسرة لنا وهدية من هدايا الفكر التي نحن بها حريُّون بأن نرى عالمنا أجمل وأسعد وأبهج وأرقى».

الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)
الدكتور حسن النعمة أمين عام الجائزة (الشرق الأوسط)

من جانب آخر، أعربت المترجمة والأكاديمية، ستيفاني دوغول، في كلمة نيابة عن الضيوف وممثلة للمترجمين، عن شكرها لجهود دولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة في تكريم المترجمين والمثقفين من كل أنحاء العالم، موجهة التحية لجميع الفائزين، وللغة العربية.

يشار إلى أنه في عام 2024، توصلت الجائزة بمشاركات من 35 دولة حول العالم، تمثل أفراداً ومؤسسات معنية بالترجمة، من بينها 17 دولة عربية. وقد اختيرت اللغة الفرنسية لغة رئيسية ثانية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بينما اختيرت الهنغارية والبلوشية والتترية واليوربا في فئة اللغات القليلة الانتشار.

الفائزون بالدورة العاشرة

وفاز بالجائزة هذا العام «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية»، في المركز الثاني رانية سماره عن ترجمة كتاب «نجمة البحر» لإلياس خوري، والثالث إلياس أمْحَرار عن ترجمة كتاب «نكت المحصول في علم الأصول» لأبي بكر ابن العربي، والثالث (مكرر): ستيفاني دوغول عن ترجمة كتاب «سمّ في الهواء» لجبور دويهي.

وعن «فئة الترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية»، فاز بالمركز الثاني الحُسين بَنُو هاشم عن ترجمة كتاب «الإمبراطورية الخَطابية» لشاييم بيرلمان، والثاني (مكرر) محمد آيت حنا عن ترجمة كتاب «كونت مونت كريستو» لألكسندر دوما، والثالث زياد السيد محمد فروح عن ترجمة كتاب «في نظم القرآن، قراءة في نظم السور الثلاث والثلاثين الأخيرة من القرآن في ضوء منهج التحليل البلاغي» لميشيل كويبرس، والثالث (مكرر): لينا بدر عن ترجمة كتاب «صحراء» لجان ماري غوستاف لوكليزيو.

من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)
من ندوة «الترجمة من اللغة العربية وإليها... واقع وآفاق» (الشرق الأوسط)

أما (الجائزة التشجيعية)، فحصل عليها: عبد الواحد العلمي عن ترجمة كتاب «نبي الإسلام» لمحمد حميد الله. بينما فاز في «فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية»، حصلت على المركز الثالث: طاهرة قطب الدين عن ترجمة كتاب «نهج البلاغة» للشريف الرضي. وذهبت الجائزة التشجيعية إلى إميلي درومستا (EMILY DRUMSTA) عن ترجمة المجموعة الشعرية «ثورة على الشمس» لنازك الملائكة.

وفي (فئة الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية) حصل على المركز الثاني مصطفى الفقي وحسام صبري عن ترجمة كتاب «دليل أكسفورد للدراسات القرآنية» من تحرير محمد عبد الحليم ومصطفى شاه، والثاني (مكرر): علاء مصري النهر عن ترجمة كتاب «صلاح الدين وسقوط مملكة بيت المقدس» لستانلي لين بول.

وفي «فئة الإنجاز»، في قسم اللغة الفرنسية: (مؤسسة البراق)، و(دار الكتاب الجديد المتحدة)، و«في قسم اللغة الإنجليزية»: (مركز نهوض للدراسات والبحوث)، و(تشارلز بترورث (Charles E. Butterworth)، وفي لغة اليورُبا: شرف الدين باديبو راجي، ومشهود محمود جمبا. وفي «اللغة التترية»: جامعة قازان الإسلامية، و«في قسم اللغة البلوشية»: دار الضامران للنشر، و«في اللغة الهنغارية»: جامعة أوتفوش لوراند، وهيئة مسلمي المجر، وعبد الله عبد العاطي عبد السلام محمد النجار، ونافع معلا.

من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)
من ندوة «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة» (الشرق الأوسط)

عقدٌ من الإنجاز

وعقدت الجائزة في الذكرى العاشرة لتأسيسها ندوة ثقافية وفكرية، جمعت نخبة من أهم العاملين في مجال الترجمة والمثاقفة من اللغة العربية وإليها، تتناول الندوة في (الجلسة الأولى): «الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق»، بينما تتناول (الجلسة الثانية): «دور الجائزة في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور».

وخلال مشوارها في عشر سنوات، كرّمت الجائزة مئات العاملين في الترجمة من الأفراد والمؤسسات، في نحو 50 بلداً، لتفتح بذلك آفاقاً واسعة لالتقاء الثقافات، عبر التشجيع على الاهتمام بالترجمة والتعريب، ولتصبح الأكبر عالمياً في الترجمة من اللغة العربية وإليها، حيث اهتمت بها أكثر من 40 لغة، كما بلغت القيمة الإجمالية السنوية لمجموع جوائزها مليوني دولار.

ومنذ تأسيسها، كرمت الجائزة 27 مؤسسة ودار نشر من المؤسسات التي لها دور مهم في الترجمة، و157 مترجماً و30 مترجمة، حيث فاز كثيرون من مختلف اللغات الحية عبر العالم. حتى اللغات التي يتحدث بها بضعة ملايين بلغتها الجائزة وكرمت رواد الترجمة فيها من العربية وإليها. أما اللغات الكبرى في العالم فكان لها نصيب وافر من التكريم، مثل الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألانية والصينية والكورية واليابانية والتركية والفارسية والروسية.

وشملت الجائزة كذلك ميادين القواميس والمعاجم والجوائز التشجيعية للمترجمين الشباب وللمؤسسات الناشئة ذات الجهد الترجمي، وغطت مجالات الترجمة شتى التخصصات الإنسانية كاللغوية والتاريخية والدينية والأدبية والاجتماعية والجغرافية.

وتتوزع فئاتها على فئتين: «الكتب المفردة»، و«الإنجاز»، تختص الأولى بالترجمات الفردية، سواء من اللغة العربية أو إليها، وذلك ضمن اللغات الرئيسية المنصوص عليها في هذه الفئة. وتقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه، ويمكن أيضاً ترشيح الترجمات من قبل الأفراد أو المؤسسات.

أما الثانية فتختص بتكريم الجهود الطويلة الأمد المبذولة من قبل الأفراد والمؤسسات في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، في عدة لغات مختارة كل عام، وتُمنح الجائزة بناء على عدد من الأعمال المنجزة والمساهمة في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي.


مقالات ذات صلة

«النخبة الآسيوي»: السد القطري يتعادل مع الوصل الإماراتي

رياضة عربية الوصل الإماراتي تعادل مع السد القطري (نادي السد)

«النخبة الآسيوي»: السد القطري يتعادل مع الوصل الإماراتي

تعادل السد القطري مع مضيفه الوصل الإماراتي 1 – 1، الاثنين، في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال آسيا للنخبة.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية محمد بن حنزاب رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي خلال كلمته (قنا)

«الأولمبية القطرية» ملتزمة بتمكين السيدات في الرياضة

سلّطت اللجنة الأولمبية القطرية، أمس الثلاثاء، الضوء على برامجها بشأن تمكين السيدات في الرياضة ومبادراتها الهادفة إلى إزالة العوائق أمام مشاركة المرأة

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد مدينة الدوحة (وكالة الأنباء القطرية)

قطر تصدر سندات دولية بقيمة 3 مليارات دولار لشريحتين

أتمَّت قطر طرح سندات دولية بقيمة 3 مليارات دولار، ضمن برنامجها لإصدار سندات عالمية متوسطة الأجل شمل شريحتين.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية الروسي أندري روبليف يحيي الجماهير بعد تأهله إلى نهائي الدوحة (رويترز)

«دورة قطر»: روبليف إلى النهائي

بلغ الروسي أندري روبليف، المصنّف عاشراً، نهائي دورة الدوحة في كرة المضرب (500 نقطة)، بعد تخطيه بصعوبة الكندي فيليكس أوجيه ألياسيم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
شؤون إقليمية بزشكيان لدى استقباله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (الرئاسة الإيرانية)

اتفاق قطري - إيراني على فتح آفاق جديدة من التعاون

بدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زيارة رسمية إلى إيران، حيث استقبله الرئيس مسعود بزشكيان في قصر سعد آباد الرئاسي شمال العاصمة طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

رحيل الكاتب الإماراتي عبد الرحمن الصالح مؤلف «بس يا بحر» أول فيلم خليجي

الكاتب الإماراتي عبد الرحمن الصالح (الشرق الأوسط)
الكاتب الإماراتي عبد الرحمن الصالح (الشرق الأوسط)
TT
20

رحيل الكاتب الإماراتي عبد الرحمن الصالح مؤلف «بس يا بحر» أول فيلم خليجي

الكاتب الإماراتي عبد الرحمن الصالح (الشرق الأوسط)
الكاتب الإماراتي عبد الرحمن الصالح (الشرق الأوسط)

فقدت الساحة الثقافية الإماراتية والخليجية الأديب والكاتب الإماراتي عبد الرحمن الصالح الحمادي، أحد رواد الحركة المسرحية والسينمائية في الخليج، كما عمل مبكراً في الصحافة والإذاعة والتلفزيون.

وقد نعَتْه جمعية المسرحيين بدولة الإمارات العربية المتحدة، كما نعاه عدد من المثقفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكلمات عكست مدى الحزن على خسارة رائد من رواد الكتابة في الإمارات.

وكان الراحل قد دخل المستشفى كليفلاند في أبوظبي منذ أسبوع، وذلك بعد إصابته بوعكة صحية شديدة.

أسهم الحمادي في تأسيس المسرح الكويتي وإثراء الثقافة المحلية، وانضم إلى فرقة مسرح الخليج العربي. وفي الإمارات شغل منصب مدير المركز الثقافي التابع لحكومة الشارقة ومدير المراكز الثقافية التابعة للحكومة الاتحادية، وعمل مديراً في وزارة الثقافة والإعلام.

يُعرف الحمادي على نطاق واسع بأنه مؤلف فيلم «بس يا بحر» أول فيلم كويتي خليجي تمّ إنتاجه في السبعينات من القرن الماضي، ويستعرض حياة الكويتيين والخليجيين بنحو عام في فترة ما قبل النفط، في الثلاثينات والأربعينات قبل أن يتلاشى صيد اللؤلؤ مع منتصف الأربعينات، وتمّ إنتاج الفيلم، وهو من إخراج خالد الصديق، عام 1972، وحصد كثيراً من الجوائز في المهرجانات العربية والعالمية. وكان أول فيلم كويتي يُرشَّح للمنافسة ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي ضمن الدورة الخامسة والأربعين لجوائز الأوسكار، إلا أنه لم يُدرَج ضمن قائمة الأفلام الخمسة المتنافسة.

كما كتب عبد الرحمن الحمادي المسلسل الكويتي الشعبي «حبّابة»، وهو مسلسل كويتي أنتج مع نهاية عام 1977، وتم بثه في مايو (أيار) 1978. كل حلقة تروي فيها الجدة (حبابة - مريض الغضبان) على حفيدتيها (هدى حسين وإخلاص المسباح) قصة؛ حيث تدور أحداث المسلسل بين القصص التراثية التي ترويها الجدة، المقتبسة من حكايات «ألف ليلة وليلة».

وبالإضافة إلى ذلك، كتب الحمادي العديد من المسرحيات، منها «دوائر الخرس»، و«القصة التي لم تسردها شهرزاد»، التي عُرِضت في «المهرجان المسرحي الأول لدول مجلس التعاون الخليجي»، أوائل الثمانينات من القرن الماضي.