إليسا تجسد قصة الفنانة داني بسترس في كليب «عكس اللي شايفينها»

حقق 9 ملايين مشاهدة في 3 أيام

إليسا خلال تجسيدها قصة حياة الفنانة اللبنانية الراحلة داني بسترس  -  المخرجة إنجي جمّال تمسّكت بفكرة الكليب رغم العقبات التي واجهتها  -  مشهد الانهيار الذي جسّدته إليسا باحتراف
إليسا خلال تجسيدها قصة حياة الفنانة اللبنانية الراحلة داني بسترس - المخرجة إنجي جمّال تمسّكت بفكرة الكليب رغم العقبات التي واجهتها - مشهد الانهيار الذي جسّدته إليسا باحتراف
TT

إليسا تجسد قصة الفنانة داني بسترس في كليب «عكس اللي شايفينها»

إليسا خلال تجسيدها قصة حياة الفنانة اللبنانية الراحلة داني بسترس  -  المخرجة إنجي جمّال تمسّكت بفكرة الكليب رغم العقبات التي واجهتها  -  مشهد الانهيار الذي جسّدته إليسا باحتراف
إليسا خلال تجسيدها قصة حياة الفنانة اللبنانية الراحلة داني بسترس - المخرجة إنجي جمّال تمسّكت بفكرة الكليب رغم العقبات التي واجهتها - مشهد الانهيار الذي جسّدته إليسا باحتراف

مرة جديدة شغلت الفنانة إليسا محبّيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال عملها الغنائي المصور «عكس اللي شايفينها»؛ فأحدث ردة فعل إيجابية على الساحة الفنية سواء بموضوعه أو بإخراجه، بحيث لامس مشاهده عن قريب، وقد بلغت نسبة مشاهدة الكليب خلال ثلاثة أيام من موعد طرحه على أحد التطبيقات الإلكترونية 9 ملايين شخص.
فإليسا التي أعادت إحياء نشيد عريق «موطني»، منذ نحو ثلاث سنوات، قلّة من شباب اليوم كانت تعرفه أو سمعت به، ها هي اليوم تمسح الغبار عن وجه الفنانة الراحلة داني بسترس إحدى أهم نجمات التسعينات في لبنان، بعد أن جسّدت شخصيتها في كليبها الغنائي الجديد «عكس اللي شايفينها»، بإدارة المخرجة إنجي جمّال.
«بحثت كثيراً عن معلومات يمكنها أن تساعدني في تنفيذ عملي المصوّر هذا وبالكاد وجدت بعضها على مواقع إلكترونية محليّة وأجنبية»، تقول مخرجة العمل إنجي جمّال في حديث لـ«الشرق الأوسط». وتتابع: «لم أشأ الإعلان عن الشخصية التي تجسّدها إليسا في الكليب حتى إنني لم ألمح إليها بوضوح في سياق الأحداث، لأن ذوي داني بسترس لم يبدوا أي استعداد للتعاون معنا في هذا الأمر، واكتفيتُ بالقول إنه عمل مستوحى من قصة حقيقية، وهو وعلى الرغم من ذلك حقّق نجاحاً منقطع النظير، وأتمنى أن أكون قد استطعت إنصاف هذه الفنانة برؤيتي لمعاناتها وتصوري لها، وأن تكون نفسها ترقد اليوم بسلام». منذ اللحظة الأولى لمشاهدة الكليب الذي يعود بك إلى نحو 20 سنة خلت نرى أحد الممثلين - في دوره كصحافي - يتحدث عن تفاصيل لقائه الأول والأخير بالفنانة الراحلة ابنة العائلة الأرستقراطية المعروفة في بيروت. فهي استحوذت على تفكيره بفنها وطريقة مشيتها وتصرّفاتها الراقية التي قد لا يستطيع أحد أن يتخيّل مدى المعاناة التي كانت تخفيها وراء كلّ هذا المظهر البرّاق. فتجذبك كاميرا لتطالع مشاهد حالمة ومؤثّرة مستوحاة من حياة الفنانة الراحلة وقد جسّدتها إليسا ببراعة محترفي التمثيل وبتوجيهات من مخرجة العمل إنجي جمال... «لقد استغرق التحضير لهذا العمل أكثر من ستة أشهر كنت خلالها أنفرد بالفنانة إليسا، فنتناول معاً كلّ مشهد منه على حدة، واجهتنا عقبات كثيرة في عملية تنفيذه، إلا أنه وفي نهاية المطاف ولد وحقق النجاح الذي كنت أصبو إليه».
وتضيف المخرجة التي تمسّكت بتنفيذ هذا الكليب فبقي هاجسها لفترة طويلة: «لعلّ الشكر الأكبر علي أن أوجّهه هنا لإليسا التي ساندتني في فكرته ووثقت بي، بحيث استطاعت بحنكتها المعروفة بها إقناع الجهة المنتجة (شركة روتانا) المترددة حيال تنفيذها فكان لها ما أرادت»، ويتضمن هذا العمل الغنائي المصوّر الذي تبلغ مدّته نحو 6 دقائق تفاصيل من حياة داني بسترس التي لاقت الأمرين بعد انقلابها على أرستقراطيتها وعائلتها المحافظة لتختار الرقص وجهة لها، وما عاشته من مشكلات وحالات إحباط إثر فشل زواجها وطلاقها وموت ابنها الوحيد في حادثة غرق. وكذلك يلقي الضوء على مقاومتها الرغبة في الموت لأكثر من مرة بغية الالتحاق بفلذة كبدها الذي سطّر نهاية حياتها الشخصية وبقي ملهمها الوحيد للاستمرار في حياتها الفنيّة.
«إنني أتخيّله معي وإلى جانبي يرافقني ويزوّدني بملاحظاته على أدائي ويشجّعني على إكمال مسيرتي»، هي الكلمات التي كانت ترددها بسترس أمام المقرّبين منها بعيد وفاة وحيدها، مشيرة إلى أنه محفّزها الرئيسي في حياتها الفنية. عاشت داني بسترس معلّقة بين السماء والأرض؛ تنظر إلى واقعها الأليم بعد فراق ابنها لها فبقيت تكابد وتجاهد حتى آخر نفس لتبقى النجمة المشعّة في عينيه فقط، إلا أن غصّة الفراق ومرارة الاستمرار في ظروف حياتية صعبة دفعتاها إلى اتخاذ قرارها بإنهاء حياتها مساء 26 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1998 مطلقةً رصاصة على رأسها من مسدس كان في حوزتها. كلّ هذه التفاصيل أبرزتها أنجي جمّال بحلاوتها ومرّها فقدّمت للمشاهد فيلماً سينمائياً قصيراً ومؤثّراً، غنيّاً بمادة جديدة ارتكزت على أداء فنانة تفاجأت هي نفسها بقوة تمثيلها، وعلى تقنية تصويرية خرجت عن المألوف في انسيابيتها فأسرت عيون ناظرها بمشاهد غلبت عليها الطبيعية إلى حدّ جعلها حقيقية».
وأضافت المخرجة «في أحد مشاهد الكليب تجسّد إليسا حالة انهيارها، تفاجأت بأداء إليسا وأعتقد أنها هي نفسها تفاجأت بذلك، إذ عاشت الحالة إلى آخر حدود وأطلقت صرخة يأس مدوية تمنّيت لو أني سجّلتها حينها (تقوم بعملية التصوير وتسجيل الصوت بشكل منفصل) فبقيتُ لثوانٍ قليلة لا أستطيع أن ألفظ كلمة (Cut) لأقطع المشهد وأبدأ في غيره... لقد كانت لحظات مؤثّرة جدا أسهمت في ترجمة خيالي كمخرجة والشعور نفسه تملّكني حين طالبت الولد الممثل بأن يطفو بجسده فوق المياه مجسّداً حالة غرق ابنها الوحيد (شريف)، فتحرّك شعوري كأم بصورة تلقائية، وأحسست بالوجع الذي يمكنه أن يصيب أُمّاً في حالة فقدانها وحيدها».
لم تعرف حتى اليوم ملابسات انتحار داني بسترس وبقيت معلومات كثيرة عن هذا الأمر مطمورة حتى الساعة، وهو ما جعل تنفيذ فكرة الكليب أمراً صعباً. «لقد حاولت أن أنقل الحقيقة كما هي بعيداً عن مشاهد قد تشوّه ذكراها إذ تردد أنها كانت امرأة معنّفة من قبل حبيبها الذي كان في منزلها ساعة انتحارها». استغرق تصوير الكليب نحو يومين كاملين في منزل يعود لآل بسترس (أحد أقرباء الفنانة الراحلة) في بيروت وفي باحة قصر المير أمين في الشوف. وتطلّبت عملية توضيبه (مونتاج) أكثر من شهر أشرفت عليها إنجي جمّال شخصياً لتأتي مشاهده مرتبطة بفحواه وخلفية ألوان مشاهده مع مؤثّراته الصوتية والصورية. «لا أدري لماذا انتابني الشعور بالخوف أثناء قيامي بهذا المشروع، فلقد أحببته إلى حدّ جعلني أتوقّف عند كلّ شاردة وواردة فيه بشكل دقيق، فحمّلني بموضوعه المستوحى من قصّة حقيقية مسؤولية كبيرة لم أكن أرغب بأن أفشل فيها، فهو بمثابة مشروع ضخم أخذته على عاتقي وشعرت للحظة بأنه أكبر من طاقاتي وموهبتي».
قد تكون إليسا التقت داني بسترس أو شاهدت أحد أعمالها هي التي قدّمت مسرحيات استعراضية وحلّت ضيفة مميزة على برامج المخرج سيمون أسمر التلفزيونية، إلا أن إنجي جمّال بالكاد تعرفها لكن قصّتها بقيت محفورة بذاكرتها منذ أن كانت طفلة. وعندما راحت تبحث على الإنترنت عن قصة نجمة راحلة طالعها اسم داني بسترس ليكون بمثابة الإشارة التي لحقت بها ففاضت بضوئها على مسيرتها كمخرجة، وهو الأمر الذي قد يدفعها إلى تصوير فيلم سينمائي يحكي قصة الراقصة الأرستقراطية وتتمنى إنجي أن تؤدي إليسا دور البطولة المطلقة فيه.
قد تكون أغنية «عكس اللي شايفينها» لإليسا (من كلمات أمير طعيمة وألحان وليد سعد وتوزيع أحمد إبراهيم) قد شكّلت بتصويرها كفيديو كليب عملاً تكريمياً موجّهاً إلى الفنانة الراحلة داني بسترس، ولكن ما يمكن تأكيده هو أن هذا العمل سيبقى محفوراً في أذهان محبّي إليسا تماماً كالأعمال التي تناولت قصص نجمات شهيرات رحلن في ظروف مريبة، كداليدا ومارلين مونرو ورومي شنيدر وغيرهن.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.