حقيبة بها بقايا غبار من القمر تعرض للبيع بملايين الدولارات في نيويورك

استخدمها رائد الفضاء نيل أرمسترونغ ضمن مزاد «سوذبيز» في الذكرى 48 لرحلة «أبولو 11»

الحقيبة التي حمل فيها نيل أرمسترونغ عينات من تراب القمر (إ.ب.أ) - صورة رائد الفضاء الأميركي باز ألدرين إلى جانب علم بلده على سطح القمر (إ.ب.أ) - بدلة فضاء معروضة في دار «سوذبيز» (رويترز)
الحقيبة التي حمل فيها نيل أرمسترونغ عينات من تراب القمر (إ.ب.أ) - صورة رائد الفضاء الأميركي باز ألدرين إلى جانب علم بلده على سطح القمر (إ.ب.أ) - بدلة فضاء معروضة في دار «سوذبيز» (رويترز)
TT

حقيبة بها بقايا غبار من القمر تعرض للبيع بملايين الدولارات في نيويورك

الحقيبة التي حمل فيها نيل أرمسترونغ عينات من تراب القمر (إ.ب.أ) - صورة رائد الفضاء الأميركي باز ألدرين إلى جانب علم بلده على سطح القمر (إ.ب.أ) - بدلة فضاء معروضة في دار «سوذبيز» (رويترز)
الحقيبة التي حمل فيها نيل أرمسترونغ عينات من تراب القمر (إ.ب.أ) - صورة رائد الفضاء الأميركي باز ألدرين إلى جانب علم بلده على سطح القمر (إ.ب.أ) - بدلة فضاء معروضة في دار «سوذبيز» (رويترز)

48 عاما مرّت على هبوط المركبة الفضائية «أبولو 11» على القمر، لتطأ بذلك، قدم أوّل إنسان سطحه. بيد أنّ الوقت لم يُفقد تلك اللحظة التاريخية سحرها ووقعها، ولم يقلّل من اهتمام الناس بالفضاء وما يمثّله من أسرار وألغاز. وتأتي فرصة رؤية وشراء بعض من المتعلقات التي صاحبت رواد الفضاء على ظهر «أبولو 11» في يوليو (تموز) 1969، في المزاد الذي تقيمه دار «سوذبيز» بنيويورك يوم 20 من الشهر الحالي، لتعيد للأذهان تلك اللقطات التاريخية. تقول كساندرا هاتون نائبة مدير دار «سوذبيز» تعليقا على المزاد: «الفضاء واحد من بضعة موضوعات أعتقد أنها لا تتقيد بثقافة معينة. لا يهم دينك ولا مكان مولدك أو اللغة التي تتكلمها». وأضافت: «لدينا جميعا التجربة المشتركة في التحديق في السماء والتساؤل عما يحصل بين النجوم».
نجمة المزاد هي بلا شك الحقيبة التي حمل فيها نيل أرمسترونغ عينات من تراب القمر، والوحيدة الموجودة في عهدة ملكية خاصة. والمعروف أن معظم القطع المتعلقة برحلة «أبولو 11» محفوظة في متحف «سميثونيان» وهو ما يفسر سعر الحقيبة البسيطة المظهر، إذ من المتوقع أن تباع بأربعة ملايين دولار حسب تقدير خبراء الدار.
وللحقيبة قصة تفسر وجودها خارج المتحف الأميركي، فهي قد اختفت لعقود بعد عودة طاقم الرحلة الفضائية، وحسب ما ذكرت كساندرا هاتون، نائبة مدير دار «سوذبيز» لوكالة «رويترز» حفظت الحقيبة بعد ذلك في علبة في مركز جونسون للفضاء في هيوستون.
وظهرت في النهاية في مرأب مدير متحف بكانساس الذي أدين بسرقتها عام 2014، وفقا لوثائق المحكمة.
وتذكر «رويترز» أن السلطات الأميركية عرضت الحقيبة في مزاد علني ثلاث مرات، لكن أحدا لم يزايد عليها إلى أن ابتاعتها محامية أميركية من شيكاغو تدعى نانسي لي كارلسون عام 2015 بمبلغ 995 دولارا.
وأرسلت المحامية الحقيبة إلى «ناسا» لفحصها، وعندما تبين أنها الحقيبة التي استخدمها أرمسترونغ وأنها ما زالت تحتوي على بقايا غبار من القمر، قررت «ناسا» الاحتفاظ بها. ورفعت كارلسون دعوى ضد «ناسا» لاستعادة الحقيبة ونجحت في استعادتها قبل أن تقرر عرضها في مزاد لدى «سوذبيز».
ومن القطع الأخرى في المزاد المتعلقة برحلة «أبولو 11» يقدم المزاد وثيقتين من جدول الطيران الخاص بالرحلة، وعليه ملاحظات بخط نيل أرمسترونغ وباز ألدرين حول تفاصيل يومهم الأخير على المركبة قبل عودتهم للأرض، إلى جانب خطاب بخط يد ألدرين وصور التقطها أرمسترونغ له على سطح القمر في موقع هبوط «أبولو 11»، قاعدة الهدوء (ترانكويليتي بيز).
المزاد إلى جانب صفته التجارية هو لا شك فرصة للتعرف على جوانب من مجهودات الإنسان لاستكشاف الفضاء والكواكب الأخرى، وخاصة أن الدار جمعت من خلاله عددا من المقتنيات والوثائق والصور التي تسجل رحلة أول رائد فضاء، الروسي يوري غاغارين في أبريل (نيسان) 1961، وتقرير مترجم من الروسية للإنجليزية كتبه غاغارين يصف فيه الفضاء وملاحظاته حول الأرض. وجاء في التقرير المفصل: «للأرض هالة محددة زرقاء يمكن رؤيتها بوضوح إذا نظرنا للأفق. يتحول لونها بنعومة من الأزرق الفاتح للأزرق ثم إلى الأزرق الغامق حتى الأسود العنيف».
في المزاد أيضا سجلات الطيران التي تحمل ملاحظات بخط رواد فضاء المركبة الفضائية «أبولو 13»، وهي الرحلة الاستطلاعية للقمر التي اضطرت للعودة من دون إتمام المهمة بعد حدوث انفجار في خزان الأكسجين في وحدة الخدمة لمركبة الفضاء.
ويضم المزاد أيضا مجموعة من الصور الفوتوغرافية للقمر، التقط بعضها عبر كاميرات ملحقة بمركبات فضائية أطلقتها «ناسا» في الستينات، تصور الجانبين القريب والبعيد من القمر، وقد تمت الاستفادة منها في التخطيط لرحلات أخرى هبطت على سطح القمر بعد التقاطها بعامين.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».