يلف الغموض مستقبل الموصل، ثانية كبرى مدن العراق، في ظل صراعات إقليمية وأخرى سياسية وتحديات أمنية وعمرانية، مع وجود أكثر من 900 ألف نازح وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، بينما أشارت أطراف سياسية وحكومية في المدينة إلى أن المرحلة المقبلة ستكون أصعب في ظل كل هذه التحديات، وأن المدينة فوق فوهة بركان.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى، نور الدين قبلان: «المرحلة المقبلة تضع تحديات كبيرة أمام الحكومة المحلية للمحافظة والحكومة الاتحادية في بغداد، لوجود كثير من الملفات التي تجب معالجتها بشكل صحيح وعلى أساس متين كي لا نعود إلى ما كنا عليه». وأضاف: «إعادة الخدمات الأساسية إلى المدينة وعودة النازحين، إضافة إلى ضبط الملف الأمني، ومعالجة الآثار السلبية لفكر (داعش)، كل هذه تحديات بارزة ستواجهها الحكومة في الفترة المقبلة، لكن بتعاون الجميع وتضافر الجهود سنتمكن من تذليل كل العقبات التي تقف في طريقنا». وشدد على أن «تعاون الحكومة الاتحادية في المرحلة المقبلة سيكون له تأثير كبير في إعادة الخدمات والنازحين إلى المدينة»، مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة لن تكون صعبة على سكان الموصل لوجود خطط من قبل الحكومة المحلية.
وبحسب إحصاءات للأمم المتحدة، يحتاج أكثر من 5500 مبنى في المدينة القديمة بالموصل إلى إعادة الإعمار بعد أن دُمر أغلبها جراء التفجيرات التي نفذها مسلحو التنظيم المحاصرون فيها وإثر القصف والاشتباكات العنيفة التي شهدتها خلال نحو 5 أشهر من المعارك المتواصلة في الجانب الأيمن من الموصل.
وهناك جدل حول من يجب أن يتولى إدارة المدينة، وفي هذا السياق، يقول عبد الكريم العبيدي، الضابط في الجيش العراقي السابق، إن «المعلومات متضاربة حول من سيحكم المدينة بعد التحرير وما إذا كان عسكريا أم مدنيا، لكن نحن الموصليين نسعى إلى أن يكون الحاكم رجلا حكيما من كل الجوانب، وأن تكون علاقته جيدة مع الحكومة في بغداد ومع حكومة إقليم كردستان، حتى لا تكون هناك خلافات تنعكس على مواطني المدينة، وأن يؤدي مهامه بشكل كامل في الحفاظ على الأمن والوحدة الوطنية وإعادة البناء والإعمار في المدينة».
ويؤكد العبيدي أن الوضع الأمني من أبرز التحديات التي ستواجهها المدينة في مرحلة ما بعد التحرير، ويضيف: «يجب أن نحافظ على النصر في المرحلة المقبلة، وهذا سيكون من خلال ضبط الوضع الأمني بشكل كامل، وإلا سينقلب النصر العسكري إلى خسارة كبيرة وبالتالي إلى انهيار داخل المدينة، ومن ثم نسمع أنه قد ظهرت العصابات من جديد للاختطاف والسلب وربما سيظهر لنا (داعش) باسم آخر وبشكل آخر».
بدورها، تحذر قيادة إقليم كردستان من أن عدم العمل بالخطط السياسية والإدارية والعسكرية لإدارة الموصل في مرحلة ما بعد «داعش»، سيقود المنطقة إلى صراعات جديدة، وقال رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال اجتماعه مؤخرا في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان مع أكثر من 150 رئيس قبيلة وعشيرة عربية وشخصية من محافظة نينوى: «تمرُ منطقتنا بمرحلة حساسة ودقيقة جدا، خصوصا محافظة نينوى، وبالأخص مدينة الموصل، أنا قلق من الأحداث والتطورات المقبلة. قبل نحو سنتين من الآن عقدنا اجتماعات مع الجهات المعنية في الحكومة العراقية وقوات التحالف الدولي حول وضع خطة لتحرير الموصل، أكدت حينها أننا يجب أن تكون لدينا خطتان؛ خطة للتحرير وخطة لما بعد التحرير. في البداية كان هناك حماس واهتمام بالخطتين، لكن في المراحل الأخيرة لاحظت أن هناك اهتماما بالجانب العسكري فقط».
من جهته، حذر زهير الجبوري، المتحدث الرسمي باسم «قوات حرس نينوى» التي يقودها محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، من انهيار الوضع الأمني في مرحلة ما بعد التحرير في 5 مناطق. وقال: «إذا لم يكن هناك تصرف عقلاني وحكومة مركزية تستطيع أن تتصرف بعقلانية مع أبنائها، فإن الوضع في المناطق التالية معرض للانفجار في أي لحظة وستسقط الموصل مرة أخرى بيد (داعش)، وهذه المناطق هي: سنجار التي تشهد كثيرا من المشكلات بين كل الأطراف فيها إضافة إلى وجود مسلحي حزب العمال الكردستاني و(وحدات حماية الشعب)، (الجناح السوري لحزب العمال)، فيها. أما المنطقة الثانية فهي تلعفر التي تتكون من 68 في المائة من التركمان السنّة و32 في المائة من التركمان الشيعة، والآن تلعفر محاصرة من ميليشيات تابعة لنظام ولاية الفقيه في إيران، بينما تعد تركيا سكان تلعفر من رعاياها». وتابع الجبوري: «المنطقة الثالثة هي منطقة سهل نينوى حيث هناك كثير من المشكلات بين العرب والمكونات الأخرى في هذه المنطقة»، مضيفا أن مدينة الموصل نفسها هي المنطقة الخامسة «التي تحولت ساحة لصراعات داخلية وإقليمية».
وكشف الجبوري عن أحدث إحصاءات النازحين الموصليين منذ انطلاقة معارك تحرير الموصل في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال: «بلغت أعداد النازحين 950 ألف نازح حتى الآن، منتشرين في مخيمات النزوح الواقعة في جنوب الموصل وفي إقليم كردستان»، لافتا إلى أن أعداد الضحايا المدنيين جراء المعارك بلغت حتى الآن أكثر من 50 ألف شخص ما بين قتيل وجريح، إضافة إلى وجود أعداد كبيرة أخرى من المدنيين الذين ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة.
7:49 دقيقة
الموصل أمام تحديات أصعب بعد نفض غبار «داعش»
https://aawsat.com/home/article/970786/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B5%D8%B9%D8%A8-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%86%D9%81%D8%B6-%D8%BA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB
الموصل أمام تحديات أصعب بعد نفض غبار «داعش»
المدينة مدمرة وباتت فوق فوهة بركان
الموصل أمام تحديات أصعب بعد نفض غبار «داعش»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة