60 فعالية فنية في مهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية

الصين ضيفة الشرف... ونجومه أنغام وهاني شاكر وعلي الحجار

فرقة صينية ضمن عروض الدولة ضيفة الشرف
فرقة صينية ضمن عروض الدولة ضيفة الشرف
TT

60 فعالية فنية في مهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية

فرقة صينية ضمن عروض الدولة ضيفة الشرف
فرقة صينية ضمن عروض الدولة ضيفة الشرف

تزامناً مع احتفالات مكتبة الإسكندرية بمرور 15 عاماً على تأسيسها، ينطلق مهرجان الصيف الدولي الخامس عشر الذي ينظمه مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، يوم الاثنين الموافق 10 يوليو (تموز) الحالي، ويستمر المهرجان حتى يوم السبت الموافق 26 أغسطس (آب) المقبل.
وفي بيان صادر عن مكتبة الإسكندرية، قال مدير المكتبة الدكتور مصطفى الفقي، إن «مهرجان الصيف الخامس عشر يعتبر الأكبر على الإطلاق منذ نشأته، حيث يتضمن أكثر من 60 فعالية فنية متنوعة، ما بين موسيقى ومسرح وسينما ورقص، ويأتي ذلك تزامناً مع الاحتفال بمرور 15 عاماً على افتتاح مكتبة الإسكندرية».
وأشار الفقي إلى أن دولة الصين تحل ضيفة شرف المهرجان، وسوف تخصص احتفالية موازية للتعرف على الثقافة الصينية وفنونها، وتمتد فعالياتها حتى يوم الأربعاء 12 يوليو. وتتضمن الاحتفالية معرض صور شينغيانغ بعنوان «شينغيانغ متنوعة الألوان»، ومعرض الآلات الموسيقية القومية لشينغيانغ بعنوان «آلات الألحان العذبة من تيانشان»، إلى جانب عرض ثلاثة أفلام سينمائية: «الحب الحقيقي»، «حيث يبدأ الحلم»، «هذا ما هو المال»، بالإضافة إلى عرض الرقص القومي لشينغيانغ «تحليق الغناء والرقص».
يشارك في المهرجان من نجوم الغناء العربي الفنانة أنغام، والفنان هاني شاكر، وعلي الحجار، وحنان ماضي. ويشارك من المطربين الشباب محمد محسن، دينا الوديدي، علي الهلباوي، ومي عبد العزيز. ويستضيف المهرجان حفلات موسيقية لفنانين مصريين، مثل: الموسيقار عمر خيرت، فؤاد ومنيب، أحمد ربيع، وهشام خرما. ومن الفنانين من خارج مصر تشارك الفنانة المغربية أووم، وطارق الناصر من الأردن، وناصر المزداوي من ليبيا، وآسيا مدني من السودان.
وقد خصص المهرجان منذ انطلاقته مساحة خاصة للفرق المستقلة، وقدمها للجمهور، فساهم في نجاح عدد كبير منها وانتشارها، وهذا العام تشارك في المهرجان كثير من الفرق الموسيقية المستقلة، مثل: كايروكي، بلاك تيما، مسار إجباري، آندروميدا، إتش أو إتش، هوس، ذا سينجرز، الدور الأول، ناصر النوبي وفريق الجميزة، ثنائي العود، شوارعنا وكراكيب، سماعي، أزرق سماوي ووصلة، أقصى الوسط، المينا، ملاذ وخيال، قرار إزالة وسرور، آر تي نوبة، تربيعة، هاي دام، صفصافة ومشوار، المولوية، الحضرة، وجنوب الوادي.
وأكد المايسترو هشام جبر؛ مدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، أن مهرجان الصيف الدولي هو موسم فني كبير وتقليد أرسته مكتبة الإسكندرية ليضفي مذاقاً خاصاً بألوان متعددة لصيف الإسكندرية. وأضاف أن مركز الفنون حريص على تقديم منتج فني يوازن بين أشكال جديدة من الفنون، وبين كلاسيكيات الفن المصري المستمر في جذب مختلف طوائف الجمهور.
ويقدم أوركسترا مكتبة الإسكندرية 4 حفلات: جالا بقيادة ناير ناجي، كوكتيل موسيقي لخالد الشويخ، شباب أوركسترا مكتبة الإسكندرية بقيادة شادي عبد السلام، وذكريات 3 بقيادة محمد سعد باشا.
كما يضم برنامج المهرجان 7 عروض مسرحية؛ وهي: «جيب الجاكته» من إخراج فتحي النقيب، «مكان مع الخنازير» من إخراج محمد عبد المولى، «ولد وبنت» من إخراج إيهاب الفخراني، «ليل داخلي» من إخراج سامح الحضري، «ليلة قتل في جنين» تصميم وإخراج محمد عبد الصبور، «الماراثون» من إخراج أحمد سمير، والعرض الكوميدي ليلة اختفاء النسر أحمد عسكر.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».