بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تواصل منظمة الصحية العالمية جهودها مع قيادة السلطة المحلية بالضالع لمكافحة وباء الكوليرا، التي تواصل انتشارها في عموم مناطق المحافظة، وسط تدهور الخدمات، في حين اتهم محافظ الضالع الحكومة بإخفاء حالات من الوباء في وقت مبكر من العام الحالي.
ورصدت «الشرق الأوسط» في جولة ميدانية، المئات من المصابين بالكوليرا يتلقون العلاجات في عدد من المحاجر الصحية التي تم افتتاحها في عدد من مديريات المحافظة لتطويع الكوليرا والحد من توسعها. وكشف محافظ الضالع فضل الجعدي عن وفاة 57 حالة وإصابة أكثر من 12 ألف حالة بوباء الكوليرا، خلال الفترة من 23 أبريل (نيسان) وحتى 30 يونيو (حزيران).
وقال الجعدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «قيادة السلطة المحلية ومكتب الصحة بالمحافظة وبدعم منظمة الصحة وبعض المنظمات الدولية الأخرى، تمكنت من محاصرة الكوليرا، من خلال فتح 9 محاجر للعلاج في عموم مديريات المحافظة». وأضاف: «بدأنا نواجه وباء الكوليرا منذ 23 أبريل الماضي بإعلان انتشاره بالمحافظة، ولكن رد علينا نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية حينها بأنه لا توجد أي حالة مصابة بالكوليرا في المحافظات المحررة... الحكومة تخفي هذه الحالات... ولا نعرف لماذا، حيث بلغت حالات الوفاة 57 حالة والإصابة 1235 حالة إصابة وهي الحالات المسجلة التي وصلت إلى محاجر العلاجات بالمحافظة».
وأوضح أنه تم فتح 9 محاجر لعلاج الكوليرا بعموم مديريات المحافظة، حيث لا يقتصر استقبال المرضى من محافظة الضالع فقط بل من محافظتي إب وتعز، وكذا من مناطق مديرية حالمين التابعة لمحافظة لحج، مشيرا إلى أنه تم توزيع المحاليل على المديريات والعمل يسير بشكل منظم لمواجهة جائحة الكوليرا. وطالب الجعدي المنظمات الدولية بمد يد العون للمحافظة كما كان لها السبق في ذلك، ناصحا في الوقت نفسه سكان المحافظة بالتركيز على جانب النظافة باعتبارها إحدى طرق العلاج من وباء الكوليرا الفتاك، على حد قوله.
إلى ذلك، قال مدير مكتب الصحة بمحافظة الضالع الدكتور محمد علي عبد الله صالح، إن وباء الكوليرا يجتاح عموم مناطق ومديريات المحافظة، وإنه نتيجة للحرب والصراعات السابقة تفتقر الضالع إلى البنى التحتية والتجهيزات الطبية اللازمة، حيث تم فتح 9 محاجر علاجية على مستوى المديريات، وتنقصها التجهيزات الكاملة وهي مراكز فقط لاستقبال وعلاج الحالات المصابة. ولفت في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن منظمة الصحة العالمية دعمت المحافظة بـ15 سريرا، منها 10 في مركز المحافظة بمستشفى النصر، و5 أسرة في مركز السلام بمدينة قعطبة شمال الضالع. وأشار إلى أن القائمين على تلك المحاجر يعملون تطوعيا، منهم من موظفي الصحة وغيرهم من خريجي الطب والمعاهد الصحية، مضيفا أنه تم التوقيع على إضافة 3 محاجر علاجية أخرى في مديريات جحاف والشعيب والحشا.
وقال صالح إن «منظمة الإنقاذ الدولية فتحت 5 محاجر علاجية أخرى، ونحن ما زلنا بحاجة إلى عدد من المراكز العلاجية، حيث نتلقى دعما طيبا ونحن نعتبره كبيرا من منظمة الصحة العالمية ولكنه لا يغطي الحاجة الكبيرة لتلك العلاجات». وأضاف: «لا يوجد في المحافظة سوى 15 سريرا لمكافحة الكوليرا في الوقت الذي تتجاوز فيه حالات الإصابة بالكوليرا أكثر من 12 ألف حالة وتسجيل 57 حالة وفاة حتى الأول من يوليو (تموز) الحالي».
وأكد أن «معدل الإصابة وصل في الأيام الأخيرة إلى ما بين 300 و600 حالة إصابة يوميا، حيث تتركز كثرة الإصابة في الكوليرا في مناطق الضالع مركز المحافظة ومديرتي الحشا ودمت، في حين تعتبر جبن أقل المناطق إصابة». وتابع: «تم تسجيل 2427 إصابة و13 حالة وفاة في مدينة الضالع، و535 حالة إصابة، وحالتي وفاة في جحاف، و712 إصابة وحالتي وفاة في الأزارق، و395 إصابة، وحالتي وفاة في الشعيب، فيما تم تسجيل 2503 حالات إصابة و15 حالة وفاة في قعطبة، و2253 إصابة، و16 حالة وفاة في الحشا، و2072 إصابة و4 وفيات... في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة في دمت، فيما سجلت 253 حالة إصابة فقط». وتعاني الضالع من تكدس القمامة وانفجار المجاري وغياب المياه الصحية النقية وهي أكثر مسببات الإصابة بالكوليرا بحسب منظمة اليونيسيف.
الضالع تكافح لمحاصرة وباء الكوليرا ومنع انتشاره
محافظها أكد تسجيل 57 حالة وفاة و12 ألف إصابة في محافظته
الضالع تكافح لمحاصرة وباء الكوليرا ومنع انتشاره
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة