جميل جلال مطوف الرؤساء والزعماء لأكثر من 6 عقود

أحدهم وعده بتعيينه جنرالاً في بلده والآخر أنهى السعي في الشوط الثاني

جميل جلال مطوف الرؤساء والزعماء في المسجد الحرام (تصوير: أحمد حشاد) - مشاهد وذكريات كثيرة عاصرها جميل جلال (تصوير: أحمد هشام)
جميل جلال مطوف الرؤساء والزعماء في المسجد الحرام (تصوير: أحمد حشاد) - مشاهد وذكريات كثيرة عاصرها جميل جلال (تصوير: أحمد هشام)
TT

جميل جلال مطوف الرؤساء والزعماء لأكثر من 6 عقود

جميل جلال مطوف الرؤساء والزعماء في المسجد الحرام (تصوير: أحمد حشاد) - مشاهد وذكريات كثيرة عاصرها جميل جلال (تصوير: أحمد هشام)
جميل جلال مطوف الرؤساء والزعماء في المسجد الحرام (تصوير: أحمد حشاد) - مشاهد وذكريات كثيرة عاصرها جميل جلال (تصوير: أحمد هشام)

لم يكن يعلم الشاب جميل جلال عندما دلف من أحد أبواب المسجد الحرام لينضم في اختبارات اختيار المطوفين من قبل مشايخ الحرم قبل نحو 60 عاماً، أن يصبح مطوف الرؤساء والزعماء في كل الدول الإسلامية، بل إن البعض منهم يشترط وجوده أثناء تأديتهم مناسك عمرتهم.
مشاهد وذكريات كثيرة عاصرها الشيخ جميل جلال طوال 6 عقود، خرج منها بتعلمه 9 لغات حية، اكتسبها من خلال احتكاكه المباشر بكثير من المعتمرين والحجاج طوال مسيرته في مهنة طوافة الحرم.
يقول الشيخ جميل جلال: «بدأت مهنة الطواف وأنا لم أتجاوز الرابعة عشرة من عمري، وكان أول رئيس أقوم بتطويفه هو الملك حسين ملك الأردن، وكنت في بداياتي عندما أكلف بتطويف رئيس أو زعيم إحدى الدول الإسلامية، كان يتولد لدي نوع من مشاعر الرهبة، ولكن ما إن دلفوا من أبواب الحرم وبدأت معهم مراسم الطواف حول الكعبة إلا وتنهمر دموعهم، عندما ينظرون إلى عظمة الكعبة وهيبتها، وقتها تنزاح مني مشاعر الرهبة منهم، لأنهم يصبحون أشخاصاً آخرين تكسوهم المشاعر الإيمانية والتقرب إلى الله».
ويروي الشيخ جميل جلال بعض المواقف والذكريات التي حدثت له مع الرؤساء والزعماء، يقول: «عندما قدم الرئيس الباكستاني ضياء الحق لأداء عمرته في عام 1391هـ، وبعد أن رافقته مطوّفاً طلب أن يزور الأماكن ذات العلاقة بظهور الإسلام، فرافقته إلى غار حراء الذي صعدناه مع مرافقين له ومرافقين من الخارجية والأمن لدينا، كان مجموعنا 87 شخصاً صعدنا غار حراء، حيث كان المصطفى سيّد البشر عليه الصلاة والسلام يتعبّد، التفت إلي ومن معنا من كل ذلك العدد 14 رجلاً فقط من صحبه، وقال لي: إذا جئتني إلى باكستان، فسأعيّنك جنرالاً عليهم)».
وموقف آخر طريف، «أذكر أن مسؤولاً من دولة أفريقية، وكان بديناً، وكنا في فصل الصيف، وعندما انتهينا من الطواف وبدأنا في السعي، فوجئت به عند الشوط الثاني يسألني: هل انتهينا من السعي؟ فقلت له: لا، باقٍ خمسة أشواط، وكان وقت صلاة التراويح قد اقترب، فطلب مني التوقف، وقال: كفاية، وإن شاء الله المرة المقبلة نكمل الأشواط الخمسة. حاولت أن أقنعه بضرورة إكمال الأشواط، وعرضت عليه إحضار عربة لتكملة الأشواط، لكن للأسف لم نجد عربة على مقاسه، وللأسف لم يكمل الأشواط، وقال إنه سوف يضحّي عنها».
ولمهنة مطوف ضيوف الدولة، شروط وواجبات لا بد أن تتوفر لدى المطوف لكي يكون مؤهلاً لمرافقة الضيوف أثناء الطواف والسعي، يقول الشيخ جميل: «ينبغي لمن يمتهن هذه المهنة أن يلم بالأمور الفقهية والشرعية واللغوية، وأن يكون مظهره يتناسب مع هذه المهنة، فهو سيمثل هذه البلاد لأداء هذه المهنة، فالموضوع لا يقتصر على التطويف والدعاء فقط، بل يمتد إلى الثقافة العامة، والسؤال من قبل الضيوف عن بعض الأماكن الفاضلة في الحرم، خصوصاً، ومكة المكرمة عموماً، فينبغي للمطوّف أن يتحلى بكثير من الأمور التي تجعل الضيف يعود بانطباع جيّد عمن يمتهن هذه المهنة. كما ينبغي أن يكون المطوّف ملمّاً باللهجات واللغات، وذلك لإيصال المعلومة لمن يرغبها في أحسن صورة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.