محمد بن راشد يوجه بتحويل دبي إلى متحف مفتوح باستضافة الأعمال الفنية في المشاريع العمرانية

خلال إطلاق مشروع «دبي تتحدث إليك» التابع لبرنامج العلامة التجارية للإمارة

الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح عن «دبي تتحدث إليك» خلال تدشينه للمشروع («الشرق الأوسط»)
الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح عن «دبي تتحدث إليك» خلال تدشينه للمشروع («الشرق الأوسط»)
TT

محمد بن راشد يوجه بتحويل دبي إلى متحف مفتوح باستضافة الأعمال الفنية في المشاريع العمرانية

الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح عن «دبي تتحدث إليك» خلال تدشينه للمشروع («الشرق الأوسط»)
الشيخ محمد بن راشد يستمع لشرح عن «دبي تتحدث إليك» خلال تدشينه للمشروع («الشرق الأوسط»)

وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل إمارة دبي إلى متحف مفتوح يبرز التجربة الإنسانية التي تقف وراء الإنجازات الكثيرة المتحققة فيها.
ويأتي ذلك في خطوة لتأكيد الاهتمام الذي يوليه الشيخ محمد بن راشد لعنصر الإبداع الذي يميز مبادرات ومشاريع دبي، والذي يمنح المدينة طابعها الخاص الذي تتفرد به بين أكثر مدن العالم تطورا، وعنايته الدائمة بفتح المجال رحبا أمام أصحاب الطاقات المبدعة للمشاركة في مختلف المبادرات والمشاريع التي تتبناها دبي في شتى القطاعات.
وقال الشيخ محمد بن راشد إن «دولة الإمارات تمكنت من ترسيخ مكانة مرموقة كمركز حضاري وثقافي متميز في قلب منطقة واسعة يقطنها قرابة الملياري نسمة، وذلك في إطار النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وما تضمنتها من مبادرات نوعية طالت كل الميادين واتسمت بقدر كبير من الإبداع والابتكار في مضمونها وأهدافها، لتصبح الإمارات بتوفيق من الله وبعزيمة أبنائها المخلصين مصدر إلهام في دروب التطوير والتنمية الإنسانية بمفهومها الأشمل».
وأشار إلى أن سجل إنجازات دولة الإمارات يحفل بالكثير من المشاريع المواكبة لمتطلبات المسيرة التنموية الطموحة التي تخوضها الدولة بإصرار على مزيد من التميز، منوها بضرورة الاهتمام بتحويل المشاريع العقارية إلى مشاريع حضارية في مظهرها ومضمونها تماشيا مع المكانة التي تتمتع بها البلاد كمركز ثقافي وحضاري.
وأكد حاكم دبي أن البيئة الداعمة للإبداع التي توفرها وترعاها دولة الإمارات جعلت منها نقطة جذب قوية للطاقات المبدعة في مختلف القطاعات بما في ذلك مجال الفنون والتصميم، وقال «إن دولتنا تحظى بأفضل المبدعين في المنطقة»، موجها الدعوة لكل المبدعين في مختلف أنحائها للمساهمة بأفكارهم وإبداعاتهم في تحويل دبي إلى متحف مفتوح، تأكيدا لدعمه لكل المبادرات التي تعلي قيم الجمال والإبداع في تجربة إنسانية رائعة تقف وراء باقة الإنجازات المتميزة المتحققة على أرض الإمارة.
وجاء ذلك خلال إطلاق الشيخ محمد بن راشد بحضور الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، مشروع «دبي تتحدث إليك»، باكورة مشاريع «براند دبي» التابع للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، والمعني بطرح مجموعة من المشاريع والمبادرات النوعية المميزة التي من شأنها إبراز البعد الإنساني الإبداعي والطابع الفريد واللغة الخاصة التي تتفرد بها دبي بين أكثر مدن العالم تطورا وأسرعها نموا وأثراها تنوعا في بنيتها الثقافية.
واطلع الشيخ محمد خلال إطلاق المشروع بمقر المكتب الإعلامي على المواقع التي تم اختيارها لاستضافة الأعمال الفنية، التي سيتضمنها المشروع في عدد من المناطق والأحياء المهمة في دبي، وضمن المشاريع العمرانية الكبرى في المدينة، في سياق الخطة الموضوعة لمشروع «دبي تتحدث إليك».
وأشاد بالدور الذي تضطلع به شركات التطوير العقاري في دعم مسيرة البناء والتطوير في البلاد، ومناطق عدة من العالم، وطالبهم بضرورة توفير كل أشكال الدعم المتاحة لتمكين المبدعين والفنانين المشاركين في هذا.
حضر إطلاق مشروع «دبي تتحدث إليك» محمد عبد الله القرقاوي، رئيس مجلس إدارة دبي القابضة، ومطر الطاير، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، والمهندس حسين ناصر لوتاه، مدير عام بلدية دبي، واللواء خميس مطر المزينة، القائد العام لشرطة دبي، وخليفة سعيد سليمان، المدير العام لدائرة التشريفات والضيافة في دبي، وعلي راشد لوتاه، رئيس مجلس إدارة «نخيل العقارية»، وسعيد حميد الطاير رئيس مجلس إدارة «ميدان»، إلى جانب عدد المبدعين والفنانين الشباب ومسؤولي كبرى مؤسسات التطوير العقاري في دبي.
وتقوم فكرة مشروع «دبي تتحدث إليك» على تعاون مجموعة من أهم شركات التطوير العقاري الكبرى في دبي وتضم كلا من: «نخيل»، «ميدان»، «إعمار»، «مجموعة دبي العقارية» ذراع التطوير العقارية التابعة إلى دبي القابضة، و«مراس» بالإضافة إلى «بلدية دبي» و«هيئة الطرق والمواصلات»، مع عدد من الفنانين والمصممين التشكيليين ستمنحهم حق استخدام مجموعة من المواقع المتميزة في محيط مشاريعها العقارية الأبرز في دبي والتي سيتم استخدامها في عدد من الأعمال الفنية المتميزة من رسوم جدارية ومنحوتات، وأعمال تشكيلية عصرية تعكس روح دبي بكل ما تتفرد به من قيم الجمال والحداثة والإبداع والإلهام، والتقارب الفكري، والتعايش الإنساني وغيرها من القيم الرائعة التي تمنح دبي طابعا خاصا تساهم تلك الأعمال في بلورتها في رسالة جمالية بديعة.
من جهته أكدت منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي أن «براند دبي» سيقوم باتخاذ الخطوات اللازمة لوضع توجيهات الشيخ محمد بن راشد موضع التنفيذ الفوري بالتعاون مع المطورين العقارين والمبدعين والفنانين والمصممين، وكل القطاعات الأخرى ذات الصلة، بما يضمن تحقيق التصور الذي يريده لإمارة دبي في أقرب فرصة ممكنة كي تكون دائما نموذجا حيا يحتذى إبداعا وتميزا.
وأوضحت المري أن الهدف من وراء مشروع «دبي تتحدث إليك» وما سيليه من مشاريع إبداعية نوعية هو تعزيز رسالة دبي إلى العالم، وقالت: «تجتذب دبي سنويا ملايين السياح من مختلف دول العالم، وتقطنها جاليات عربية وأجنبية عدة تساهم في بناء فسيفساء ثقافية بالغة الثراء، وهذا المشروع الطموح يهدف إلى توصيل صوت دبي ورسالتها المحملة بقيم السلام والمحبة والوئام إلى كافة شعوب الأرض، ووجدنا أن الإبداع هو جل ما يميز حياتنا في دبي ودولة الإمارات، لذا كان اختيار القالب الفني والابتكاري كلغة خاصة تتفرد بها دبي وتخاطب بها العالم، لإبراز قيم نبيلة وتجربة إنسانية رائعة نابضة بالحياة في خلفية مشهد الإنجازات الاقتصادية والعمرانية الضخمة في بلادنا».
وأضافت: «نريد لزوار دبي، ومنذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم أرضها، أن يكونوا طرفا في حديث من نوع خاص مع دبي بلغة جديدة تكشف المدينة من خلال مفرداتها لضيوفها وكذلك قاطنيها عن مكنونها الحضاري والإبداعي، وتشركهم في ديناميكيتها التي لا تهدأ وتعرفهم على تنوعها الثقافي الغني، وتطلعهم على جوانب ربما لم تنل ذات القدر من الظهور مقارنة بجوانب أخرى للحياة في مدينتنا، كانت أوفر حظا في الوصول بسهولة إلى الناس لكونها ظاهرة للعيان ومنها على سبيل المثال التطوير العمراني».
وعن آلية العمل في تنفيذ المشروع، أوضحت منى المري أن «براند دبي» سيتولى مسألة التنسيق بين شركات التطوير العقاري والمبدعين المشاركين من أجل تحديد المواقع التي سيتم الاستفادة منها كمقار للأعمال الفنية المقترحة - والتي تم بالفعل الانتهاء مع تصميم تصورات مبدئية لعدد منها - ومن ثم دراسة سلسلة من المعايير التي سيتم أخذها في الاعتبار قبيل اتخاذ القرار النهائي في شأن تنفيذ أي من الأعمال المقترحة وذلك لتأكيد تحقق الأهداف المنشودة من وراء المشروع؛ ومن بين تلك المعايير مدى موائمة الموقع لفكرة العمل، ومدى اتساقها مع الطابع العام للمكان، ومراعاة أرقى ضمانات الراحة والسلامة للجمهور، وغيرها من المعايير وذلك بالتنسيق مع الإدارات المختصة لدى المطورين العقاريين المشاركين في المبادرة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».