إيران تواصل العمليات الأمنية بعد هجومي طهران

اتحاد الكتاب الإيرانيين يحذر من تشديد القبضة الأمنية تحت ذريعة الهجمات

أسلحة ومعدات لمسلحين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن في محافظة هرمزجان (إيسنا)
أسلحة ومعدات لمسلحين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن في محافظة هرمزجان (إيسنا)
TT

إيران تواصل العمليات الأمنية بعد هجومي طهران

أسلحة ومعدات لمسلحين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن في محافظة هرمزجان (إيسنا)
أسلحة ومعدات لمسلحين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن في محافظة هرمزجان (إيسنا)

أعلنت الشرطة الإيرانية أمس مقتل أربعة مسلحين يحملون علم «داعش» واعتقال خمسة آخرين في محافظة هرمزجان جنوب البلاد وذلك في سياق حملة اعتقالات تشنها قوات الأمن الإيرانية ضد خلايا تابعة للتنظيم.
وجاء إعلان الشرطة غداة إعلان وزير المخابرات الإيراني محمود علوي القضاء على بقايا تنظيم داعش في إيران وفي التزامن مع العملية الأمنية أصدر اتحاد الكتاب الإيرانيين بيانا يدين هجومي الأربعاء الماضي وفي الوقت نفسه حذر من تشديد القبضة الأمنية في المجتمع تحت ذريعة الهجمات كما احتج برلماني إيراني على إقامة متاريس من أكياس أمام البرلمان الإيراني.
ونشرت وكالات إيرانية صورا من ضبط أسلحة رشاشة ومواد انفجارية إضافة إلى علم تنظيم داعش في جبال ضواحي مدينة رودان جنوب البلاد وقال عزيز الله ملكي قائد شرطة محافظة هرمزجان إن «قوات الأمن حصلت على معلومات تفيد بوجود مجموعة من الأشرار في شرق المحافظة» مضيفا أن «مواجهات جرت بين قوات الأمن وخلية من أربعة أشخاص قتلوا خلال المعارك».
وشن خمسة مسلحين يرتدون أحزمة ناسفة الأربعاء الماضي هجومين متزامنين على مقر البرلمان وسط طهران ومرقد الخميني جنوب العاصمة وأسفر الهجومان اللذان تبناهما تنظيم داعش عن مقتل 18 وجرح أكثر من 50 إيرانيا.
أول من أمس، أعلن رئيس القضاء في محافظة كردستان عن اعتقال ستة أشخاص على صلة بهجومي طهران مشددا على ملاحقة مطلوبين آخرين في المدن الكردية الحدودية.
وقبل أيام، كشفت مصادر إعلامية إيرانية أن قوات الأمن تجاهلت تحذير نشره الحزب الديمقراطي الكردستاني المعارض قبل عامين من تجاهل نشاط سبعة أشخاص يجمعون عناصر لتنظيم داعش في المناطق الكردية ومن بين الأسماء السبعة سرياس صادقي منفذ العملية الانتحارية في مرقد الخميني الأربعاء الماضي.
وأثار إعلان إيران اعتقال أكثر من ستين بتهمة الارتباط بتنظيم داعش في محافظات كردستان وكرمانشاه وأذربايجان حيث المناطق ذات الأغلبية الكردية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة تساؤلات حول تواجد عدد كبير من عناصر التنظيم في الأراضي الإيرانية.
في سياق متصل، قال وزير المخابرات الإيراني أول من أمس إن العقل المدبر للهجمات قتل خارج الأراضي الإيرانية بتعاون مع أجهزة مخابرات صديقة من دون تقديم تفاصيل.
بحسب الوزير الإيراني فإن أجهزة المخابرات اعتقلت على مدى السنوات الثلاث الماضية أكثر من 100 خلية تنتمي لتنظيم داعش وزعم علوي أن الأجهزة الأمنية اعتقلت خلايا على مدى الشهر الماضي بمعدل كل يوم خلية.
وعقد البرلمان الأحد جلسة استماع خلف الأبواب المغلقة لوزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي ووزير المخابرات محمود علوي وقالت النائبة في البرلمان الإيراني فاطمة سعيدي أمس في تصريح لوكالة «ايسنا» إن الاجتماع المغلق ناقش تقريرا موجزا حول هجومي طهران وإجراءات أجهزة الأمن لمنع أحداث مشابهة خلال الأشهر الماضية.
وأشارت سعيدي إلى أخطاء من قبل أجهزة الأمن من دون ذكر التفاصيل وقالت: «يجب أن نسعى جميعا إلى أن نرتكب أقل الأخطاء في القضايا الأمنية».
وتناقلت وسائل إعلام إيرانية خلال اليومين الماضيين انتقادات من نواب في البرلمان حول دخول المهاجمين الأربعة محملين بالسلاح وفي سياق الانتقادات قال النائب الإصلاحي عن طهران محمود صادقي «منذ الأمس بدأوا حمل أكياس مملوءة بالتراب لإقامة متاريس حول البرلمان هل هنا ميدان حرب، هذا في وقت لا يوجد جهاز إنذار في البرلمان».
وأظهرت لقطات مصورة بثتها مساء السبت القناة الرسمية الأولى خلاف ما أعلنه المساعد الأمني لوزير الداخلية حسين ذو الفقاري حول تنكر المسلحين بملابس نسائية.
وأفادت وكالة «ايسنا» نقلا عن ملكي قوله «إن اثنين من المسلحين الأربعة المقتولين من أتباع دول أجنبية ويحملون بطاقة هوية دول أخرى» من دون الكشف عن الدولة مضيفا أن الشرطة «تحقق في هوية الآخرين».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن رئيس القضاء في محافظة هرمزجان محمد صادق أكبري قوله: إنه «خلال الأيام الماضية اعتقلت قوات الأمن خمسة من المرتبطين بتنظيم داعش في ميناء جاسك ونقلتهم إلى السجن بقرار السجن المؤقت».
في سياق متصل أعربت مواقع تابعة للمعارضة الكردية عن بالغ القلق من حملة اعتقالات واسعة تشنها قوات الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية في المناطق الكردية. وقال موقع «كردبا» إن قوات الأمن تمتنع عن تقديم معلومات حول معتقلين نقلوا إلى أماكن مجهولة.
ونشر الموقع قائمة لعشرات المعتقلين في الأيام الأخيرة لافتا إلى أجواء أمنية تفرضها السلطات الإيرانية في المناطق الكردية.
وحذرت 12 شخصية بارزة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان الإيراني أول من أمس من تبعات نشر الكراهية ضد الكرد في إيران عقب هجومي طهران والذي نفذه خمسة من أعضاء تنظيم داعش يتحدرون من المناطق الكردية.
السبت الماضي، نشرت صحيفة «شرق» الإيرانية رسالة مفتوحة لمجموعة من ناشطي حقوق الإنسان والمجتمع المدني الكرد تدين هجومي طهران لكنهم بنفس الوقت حذروا من حملة الاعتقالات الواسعة التي تطلقها السلطات في مناطقهم.
في شأن متصل، أصدر اتحاد الكتاب الإيرانيين أمس بيانا يحذر فيه من تشديد القبضة الأمنية في المجتمع الإيراني تحت ذريعة هجومي طهران في الأسبوع الماضي وفق ما نقلت مواقع إيرانية من صفحات الاتحاد في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويؤكد البيان على أن «السم المضاد للأفكار الداعشية تعزيز الحرية وحرية التعبير» مشددا على أن «الرد على المطالب يجب ألا يكون بالقمع والاعتقالات».
في هذه الأثناء، حذرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية أمس من «تصاعد الأعمال القمعية ضد أهل السنة في إيران عقب هجومي طهران». وأشارت المنظمة إلى «مخاوف من إعدامات جماعية في صفوف السجناء السنة».
وضمن إدانة اعتداءي طهران، حذرت المنظمة من أي أعمال «غير قانونية كالتعذيب والاعترافات القسرية، والإعدام، وطالبت بإجراء محاكمة عادلة وعلنية للموقوفين بتهمة ارتكاب أعمال إرهابية».
وشددت المنظمة على أن «الإعدامات العشوائية والقمع والمواجهات غير القانونية على يد القوات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية القومية من شأنها أن تساعد في تنامي العنف والتطرف».
وأشارت المنظمة إلى إعدام أكثر من 25 شخصاً من أهل السنة في سجن رجائي شهر «بتهم واهية مثل المحاربة والفساد في الأرض في محكمة لم تستغرق سوى دقائق».
وذكرت المنظمة أنها حصلت على تقارير مختلفة من «سوء التعامل المنظم والمتهور ضد أهل السنة في مختلف مناطق إيران»، وفق ما أورد موقعها الإلكتروني.


مقالات ذات صلة

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

آسيا صورة غير مؤرخة لمنظر طبيعي وبحيرة في ريف كابل بأفغانستان (شاتر ستوك)

المعادلة العابرة لأفغانستان... ساحة تنافس أم مجال لمصلحة مشتركة؟

لم تعد عودة إحياء «الممر العابر لأفغانستان» مجرد مشروع نقل بديل، بل باتت مؤشراً حاسماً على الكيفية التي ستتموضع بها دول آسيا الوسطى جيوسياسياً في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل )
شؤون إقليمية أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب التركية يؤمن محيط عملية استهدفت عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)

تركيا: توقيف عشرات من المتورطين في الأنشطة المالية لـ«داعش»

أوقفت السلطات التركية عشرات من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي نشطوا ضمن هيكله المالي في عملية شملت 32 ولاية بأنحاء البلاد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا الحاخام بنيامين إلتون (يسار) يستقبل رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (يمين) لدى وصوله إلى الكنيس الكبير في سيدني بأستراليا 19 ديسمبر(رويترز)

رئيس وزراء أستراليا يعلن مخططاً لإعادة شراء الأسلحة بعد هجوم بونداي

أعلنت أستراليا، الجمعة، برنامجاً واسعاً لشراء الأسلحة النارية المتداولة بأسواقها بعد أيام من هجوم ضد تجمّع لليهود على شاطئ بونداي بسيدني، أسفر عن مقتل 15 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
أفريقيا الجيش النيجيري خلال تمشيط منطقة تنشط فيها مجموعات إرهابية (إعلام محلي)

نيجيريا: مقتل قيادي «إرهابي» في عملية للجيش

أعلن الجيش النيجيري مقتل قائد إرهابي ومصوّره وعدد من العناصر الإرهابية الأخرى، ضمن المهام التي تنفذها قوات عملية «هادين كاي» العسكرية، في ولاية بورنو.

الشيخ محمد ( نواكشوط)
آسيا تكريم ضحايا إطلاق النار في سيدني (اب)

 باكستان: «دول معادية» وراء مزاعم خاطئة تربط البلاد بحادث إطلاق النار في أستراليا

قال وزير الاعلام الباكستاني عطا الله تارار الأربعاء إن بلاده ضحية حملة تضليل منسقة على شبكة الإنترنت أعقبت إطلاق النار على شاطئ بوندي في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )

السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)
مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)
TT

السلطات التركية تحقق في تحطم مسيرة بعد أيام من إسقاط أخرى

مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)
مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار طائرة مسيرة يعتقد أنها روسية من نوع «أورلان - 10» سقطت في قوجه إيلي بشمال غرب تركيا (وكالة الأنباء التركية - أ.ف.ب)

قالت وزارة الداخلية التركية، اليوم الجمعة، إنها ‌عثرت ‌على ‌طائرة مسيّرة روسية ​المنشأ ‌من طراز «أورلان - 10» في مدينة قوجه إيلي بشمال غرب ‌البلاد.

وذكرت الوزارة أن التقييمات الأولية تشير إلى أن الطائرة المسيرة ​كانت تُستخدم لأغراض الاستطلاع والمراقبة، مضيفةً أن التحقيق في الواقعة لا يزال جارياً، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات التركية فتحت تحقيقاً، الجمعة، بشأن طائرة غير مأهولة تحطمت شمال غربي تركيا بعد أيام من إسقاط البلاد لمسيرة أخرى دخلت المجال الجوي من البحر الأسود، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وأوضحت قناة «إن تي في» الإخبارية أن سكان ولاية قوجه إيلي اكتشفوا طائرة غير مأهولة في أحد الحقول، مما دفع إلى فتح تحقيق رسمي بشأن الحطام.

واعترضت طائرات تركية من طراز «إف - 16»، الاثنين الماضي، ما وصفه مسؤولون بأنه مسيّرة «خارجة عن السيطرة» بعدما انتهكت المجال الجوي للبلاد.

وأفادت وزارة الدفاع بأنه جرى تدمير المسيرة في موقع آمن لحماية المدنيين والمجال الجوي. وحذرت الحكومة التركية بعد ذلك روسيا وأوكرانيا بأن عليهم الالتزام بأكبر قدر من الحذر فوق البحر الأسود.

وجاء هذا الإسقاط عقب سلسلة من الضربات الأوكرانية ضد ناقلات «أسطول الظل» الروسي قبالة الساحل التركي، مما زاد من المخاوف في تركيا بشأن خطر امتداد الحرب في أوكرانيا إلى المنطقة.


«اعترافات» أمهز… تمهيد إسرائيلي لتصعيد ضد لبنان؟

TT

«اعترافات» أمهز… تمهيد إسرائيلي لتصعيد ضد لبنان؟

«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب ما جاء في منشور على «إكس» للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي
«هيكلية القيادة في الملف البحري السري التابع لحزب الله» حسب ما جاء في منشور على «إكس» للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي

إظهار إسرائيل للبناني عماد أمهز الذي قدمته بوصفه «الضابط في الذراع العسكرية لـ(حزب الله)»، وهو يعترف بصوته وصورته بأنه قاد قوات سلاح بحرية تابعة للحزب ولإيران وتنطلق من بيروت لتنفيذ عمليات إرهاب ضد أميركا وغيرها من دول الغرب المعادية، جاء ضمن الحملة التي تروج لها السلطات الإسرائيلية لتبرير التصعيد الحربي على لبنان، ومحاولة لإقناع واشنطن وغيرها من العواصم الغربية بـ«ضرورة توجيه ضربة قاسية أخرى لـ(حزب الله) تضطره إلى نزع سلاحه».

ومع أن أمهز اعتقل قبل سنة، وتم في حينه التحقيق معه وتوثيق اعترافاته، فإن إسرائيل اختارت نشرها، قبيل اجتماع لجنة مراقبة وقف النار الدولية، التي التأمت بحضور مدنيين اثنين، لبناني وإسرائيلي في رأس الناقورة الحدودية، من جهة، وبعد الاجتماعات التي عُقدت في باريس الخميس في حضور مسؤولين لبنانيين وأميركيين وسعوديين وفرنسيين، وفيها اتفق على أن يقوم الجيش اللبناني بإجراء «توثيق جدي» للتقدم المحرز على صعيد نزع سلاح «حزب الله». فالإسرائيليون ليسوا راضين عن هذه التقييمات الإيجابية لأداء الجيش اللبناني. ويصرون على مواصلة تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في لبنان، بدعوى أنّ «حزب الله» يعيد بناء قدراته العسكرية بمساعدة إيران، ويشكّكون في فاعلية الجيش اللبناني في هذا المجال. وهم لا يخفون استعداداتهم للقيام بتصعيد أكبر ضد لبنان، علماً بأن غاراتهم اليومية تسببت بمقتل 340 لبنانياً منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار.

كان الجيش الإسرائيلي قد نشر، الجمعة، شريط فيديو يوثق اعترافات أمهز، ويكشف فيه مشروعاً بحرياً سرياً لـ«حزب الله»، واصفاً إياه بأنه أحد أكثر المشاريع حساسيةً وسريةً داخل التنظيم. ووفق المعطيات التي كُشف عنها، فإن هدف المشروع تُمثل في إنشاء بنية تحتية منظمة لتنفيذ عمليات إرهابية في البحر، تحت غطاء أنشطة مدنية، بما يتيح استهداف مصالح وأهداف إسرائيلية ودولية في المجال البحري، موجهة ضد «كل القوى المعادية وبينها الأميركية والغربية».

وحسب الجيش الإسرائيلي، فإن المشروع أُدير بشكل مباشر من قبل الأمين العام السابق لـ«حزب الله» حسن نصر الله، إلى جانب فؤاد شكر، الذي شغل منصب رئيس أركان التنظيم، وكلاهما تم اغتيالهما في شهر سبتمبر (أيلول) 2024 خلال الحرب، ويقوده المسؤول المباشر عن «الملف البحري السري»، علي عبد الحسن نور الدين، الذي تولى تنسيق وتطوير القدرات العملانية المرتبطة بهذا المشروع. وقال أمهز في هذا الشريط إن العملية التي قادت إلى تفكيك خيوط المشروع تعود إلى نحو عام، حين نفذ مقاتلو وحدة الكوماندوز البحري التابعة للجيش الإسرائيلي عملية خاصة أُطلق عليها اسم «من وراء الخطوط»، في بلدة البترون شمال لبنان، على بعد 140 كيلومتراً من الشواطئ الإسرائيلية، التي اعتقلت القوة الإسرائيلية خلالها عماد أمهز، «العنصر البارز في وحدة صواريخ الساحل التابعة لـ(حزب الله)، ويُعد إحدى الشخصيات المركزية في (الملف البحري السري)».

ووضع الجيش الإسرائيلي لائحةً لقادة «حزب الله»، الذين تم اغتيالهم وبينها صورة علي نور الدين، الذي قالوا «إنه لم يقتل بعد، لكنه تحت مرمى السهام». وقال الأسير أمهز إن الوحدة البحرية لـ«حزب الله» تمكنت من تنفيذ عشرات العمليات السرية، بينها استخدام النقل البحري المدني للجنود وتفعيل دوريات وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل وعمليات مراقبة وتجسس للبحرية الأميركية والغربية في البحر المتوسط.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن أمهز نُقل إلى إسرائيل وخضع لتحقيق أمني معمّق، تبيّن خلاله أنه تلقى تدريبات عسكرية متقدمة في إيران ولبنان، واكتسب خبرة بحرية واسعة خُصصت لتنفيذ هجمات إرهابية في البحر. كما أقر خلال التحقيق بدوره المحوري في المشروع البحري السري، وقدم معلومات استخبارية وُصفت بالحساسة، أسهمت في كشف طبيعة المشروع، هيكليته، وأهدافه العملانية. وشدد على أن هذا الكشف يسلط الضوء على سعي «حزب الله» لتوسيع ساحات المواجهة، ونقلها إلى المجال البحري، عبر استغلال واجهات مدنية، بما يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والملاحة الدولية، ويبرر، وفق البيان، مواصلة الجهود الاستخبارية والعملانية لإحباط مثل هذه المخططات.

ويرمي النشر على هذا النحو، أيضاً، لإبراز مدى فداحة خسائر «حزب الله» في هذه الحرب وإزالة الانطباع بأن قادته مقاتلون صلبون، وإظهارهم ضعفاء في الأسر الإسرائيلي يكشفون أوراقهم الأمنية. وهذه طريقة معروفة تتبعها إسرائيل منذ قيامها، بشكل خاص مع الفلسطينيين، وكذلك مع جنود مصريين وسوريين تم أسرهم في العمليات الحربية.


تركيا: توقيف عشرات من المتورطين في الأنشطة المالية لـ«داعش»

أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب التركية يؤمن محيط عملية استهدفت عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب التركية يؤمن محيط عملية استهدفت عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
TT

تركيا: توقيف عشرات من المتورطين في الأنشطة المالية لـ«داعش»

أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب التركية يؤمن محيط عملية استهدفت عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)
أحد عناصر قوات مكافحة الإرهاب التركية يؤمن محيط عملية استهدفت عناصر من «داعش» (الداخلية التركية)

أوقفت السلطات التركية عشرات من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي نشطوا ضمن هيكله المالي في عمليات نفذت في عدد من الولايات بأنحاء البلاد، بينهم عناصر نشطت في تحويل الأموال من مناطق النزاع في سوريا إلى نساء على علاقة بالتنظيم هاجرن إلى تركيا ويقمن فيها.

وكشف وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن اعتقال 170 من عناصر من المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في عمليات متزامنة في إطار مكافحة الإرهاب نفذت في 32 ولاية من ولايات تركيا الـ81.

وقال إن العمليات الأمنية، التي أجريت في وقت متزامن، نفذتها فروع مكافحة الإرهاب التابعة للمديرية العامة لاستخبارات الأمن، وإدارة مكافحة الإرهاب بمديرية الأمن العام، وجهاز المخابرات، بالتعاون مع فروع مكافحة الإرهاب التابعة لمديريات الأمن في الولايات، بالتنسيق مع النيابات العامة.

أنشطة مالية

وأضاف يرلي كايا، في بيان عبر حسابه بـ«إكس»، أن العناصر التي ألقي القبض عليها سبق لها العمل ضمن تنظيم «داعش» الإرهابي، وتقديم الدعم المالي له.

وتابع أنه تم توقيف 10 عناصر ووضع 15 آخرين تحت المراقبة القضائية، فيما لا تزال التحقيقات والإجراءات القضائية بحق باقي العناصر مستمرة.

وأكد يرلي كايا أن أجهزة الأمن تواصل جهودها على مدار الساعة طوال أيام السنة، لضمان السلام والاستقرار في جميع أنحاء بلادنا.

في الوقت ذاته، ألقت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول، الجمعة، القبض على اثنين من عناصر «داعش» في عملية نفذتها في 7 مناطق مختلفة بالمدينة.

وذكر بيان لمكتب المدعي العام في إسطنبول، أن عضوي التنظيم اللذين تم القبض عليهما من بين 3 مطلوبين في تحقيق بالأنشطة المالية لـ«داعش»، دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية، وأن البحث لا يزال جارياً عن الثالث.

وأضاف البيان أنه في إطار هذا التحقيق، تم الحصول على معلومات تُشير إلى أن شخصاً يدعى «سايفيا آنا»، يُعتقد أنه من أوزبكستان، كان يجمع أموالاً من أفراد مرتبطين مع تنظيم «داعش» في مناطق النزاع بسوريا، لصالح نساء مهاجرات على علاقة بالتنظيم قدمن إلى تركيا ويقمن في إسطنبول حالياً.

وأشار إلى أنه تبين أن عناصر التنظيم الثلاثة أجروا عديد التحويلات المالية، وتم ضبط كثير من المواد الرقمية خلال عمليات التفتيش في أماكن إقامتهم.

حملات مكثفة

وصعّدت أجهزة الأمن التركية، خلال الأشهر الأخيرة، من وتيرة عملياتها التي تستهدف كوادر التمويل والدعاية والترويج في «داعش»، ضمن حملاتها المستمرة التي تستهدف عناصر وخلايا التنظيم، والتي أسفرت عن ضبط عدد من كوادره القيادية، ومسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد.

قوات من الأمن التركي أثناء عملية استهدفت عناصر من «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية)

وألقت قوات الأمن التركية، خلال هذه العمليات، القبض على مئات من عناصر تنظيم «داعش» ممن نشطوا سابقاً في صفوفه بالعراق وسوريا، وقاموا بأنشطة للتمويل، داخل تركيا، في حملات شملت عديد الولايات في أنحاء البلاد.

وأدرجت تركيا «داعش» على لائحتها للإرهاب عام 2013، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن، أو نُسب إليه، تنفيذ هجمات إرهابية في الفترة من 2015 إلى مطلع 2017، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات.

كما رحلت السلطات التركية، أو منعت من الدخول، الآلاف من عناصر «داعش»، منذ الهجوم الإرهابي الذي نفذه الداعشي الأوزبكي، عبد القادر مشاريبوف، المكنى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي بمنطقة أورتاكوي في إسطنبول خلال احتفالات رأس السنة الجديدة في 2017، ما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة 79 آخرين، غالبيتهم أجانب.