القوات العراقية تقتحم حي باب سنجار غرب الموصل

نازحة تروي كيف قتل قناص {داعشي} والديها أثناء الهرب

دبابة للجيش العراقي في شارع على خط المواجهة مع «داعش» في حي الزنجيلي غرب الموصل أمس (رويترز)
دبابة للجيش العراقي في شارع على خط المواجهة مع «داعش» في حي الزنجيلي غرب الموصل أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تقتحم حي باب سنجار غرب الموصل

دبابة للجيش العراقي في شارع على خط المواجهة مع «داعش» في حي الزنجيلي غرب الموصل أمس (رويترز)
دبابة للجيش العراقي في شارع على خط المواجهة مع «داعش» في حي الزنجيلي غرب الموصل أمس (رويترز)

تتنقل عناصر في الشرطة الاتحادية بين الأزقة بحذر، وينقذون المدنيين المحاصرين في المنازل والأبنية المفخخة، وأصوات اشتباكات متقطعة تدوي بين الحين والآخر، إلى جانب أصوات الانفجارات، وجثث مسلحي «داعش» متناثرة في الشوارع. هذا هو المشهد في حي الزنجيلي في غرب الموصل الذي حررته القوات العراقية أول من أمس بعد أكثر من أسبوع من المعارك المتواصلة ضد مسلحي تنظيم داعش.
ونفذت كتيبة الهندسة العسكرية التابعة لقوات الشرطة الاتحادية أمس عملية موسعة لتطهير الحي من العبوات الناسفة والمتفجرات التي فخخ بها التنظيم كل أرجاء الحي، بينما مشطت قطعات أخرى من القوات نفسها هذه الأزقة بحثاً عن جيوب «داعش». وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، لـ«الشرق الأوسط»: «استكملت قطعاتنا أمس عمليات تطهير حي الزنجيلي من جيوب (داعش) المتبقية، ولاحقت الفارين منهم باتجاه حي باب سنجار والمدينة القديمة».
في غضون ذلك، واصلت وحدات من الشرطة الاتحادية توغلها في حي الشفاء الذي شهد معارك أزقة وشوارع عنيفة بين القوات الأمنية ومسلحي التنظيم، وبحسب مصادر مطلعة في الشرطة الاتحادية، فإن قواتها قتلت العشرات من المسلحين في هذا الحي، مؤكدة أن التنظيم كعادته يعتمد على القناصة والانتحاريين لإعاقة القوات العراقية. ويُعتبر حي الشفاء من الأحياء الاستراتيجية في الجانب الأيمن من الموصل الذي تسعى القوات الأمنية إلى استعادته للسيطرة على المحور الشمالي للمدينة القديمة، استعداداً لاقتحامها من اتجاه باب سنجار.
وبالتزامن مع تقدم الشرطة الاتحادية في حي الشفاء، اقتحمت أمس قطعات الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي حي باب سنجار، وخاضت معارك ضارية ضد مسلحي التنظيم فيها، ومع سيطرة القوات الأمنية على حي باب سنجار لن يبقى من أيمن الموصل أمام القوات الأمنية سوى بعض الأزقة في المدينة القديمة التي مع تحريرها ستنتهي معركة تحرير مركز مدينة الموصل بجانبيه الأيسر والأيمن.
ورغم فتح عدد من الممرات الآمنة من قبل القوات الأمنية لخروج المدنيين من المدينة القديمة، فإنها ما زالت مكتظة بالمدنيين، ويخرج يومياً العشرات منهم متخذين طرقاً خطرة لحين وصولهم إلى الممرات الآمنة. فالتنظيم لا يتوانى في قنص كل مدني يهرب من المناطق الخاضعة لسيطرته.
مروة فلاح، فتاة موصلية لم تتجاوز بعد 16 عاماً من عمرها تسير مع اثنين من إخوتها الأطفال، وهي تحمل على كتفها حقيبة متوسطة الحجم، والدموع تنهال من عينيها، بعد أن فقدت والديها أثناء محاولة العائلة الهروب من حي الشفاء باتجاه القوات الأمنية. وتقول مروة لـ«الشرق الأوسط»: «تمكنا من قطع نصف الطريق بنجاح، لكن سرعان ما سمعنا صوت إطلاق الرصاص ووقع أبي على الأرض بعد أن أصابه قناص (داعش) في رأسه، وحاولت والدتي أن تجر جثته زحفاً على الأرض، لكنها هي الأخرى أصيبت برصاصة القناص الداعشي وقُتلت». وأضافت باكية وهي تواصل سيرها: «الله ينتقم من (داعش)».
وفي مكان آخر قريب، كان محمود الجبوري يحمل حقيبة ويسير مع أطفاله الخمسة، خارجاً من حي الزنجيلي الذي يصفه بغير الآمن رغم تحريره من المسلحين، ويقول: «تخلصنا من مسلحي (داعش)، لكن الحي ما زال خطراً، لوجود كميات كبيرة من المتفجرات فيه، وكذلك (داعش) ما زال موجوداً في حي الشفاء وفي الموصل القديمة، لذا اخترت النزوح إلى أن تهدأ الأوضاع».


مقالات ذات صلة

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري (الثاني من اليمين) يتفقد شارع بوربون في الحي الفرنسي بنيو أورليانز بعد هجوم إرهابي في 1 يناير (أ.ف.ب)

منفذ هجوم الدهس في نيو أورليانز امتلك مواد تستخدم لصنع قنابل

أفاد مسؤولون في أجهزة الأمن بأن الرجل الذي صدم حشدا من المحتفلين برأس السنة في نيو أورليانز كان يمتلك في منزله مواد يشتبه في استخدامها لصنع قنابل.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز)
أفريقيا وزير الدفاع التونسي خالد السهيلي بجلسة عمل مع ممثل البنتاغون في سياق التنسيق الأمني والعسكري بين سلطات البلدين (من موقع وزارة الدفاع التونسية)

تونس: إيقاف متهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي»

كشفت مصادر أمنية رسمية تونسية عن أن قوات مكافحة الإرهاب والحرس الوطني أوقفت مؤخراً مجموعة من المتهمين بالانتماء إلى «تنظيم إرهابي» في محافظات تونسية عدة.

كمال بن يونس (تونس)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.