{روتانا} تلغي حفلات صيف قطر... ونبيل شعيل رفض الغناء فيها منذ 15 عاماً

اعتذارات نجوم الأغنية العربية عن المشاركة تصيب الحركة الفنية في الدوحة بالشلل

سالم الهندي - نوال الكويتية - محمد عبده
سالم الهندي - نوال الكويتية - محمد عبده
TT

{روتانا} تلغي حفلات صيف قطر... ونبيل شعيل رفض الغناء فيها منذ 15 عاماً

سالم الهندي - نوال الكويتية - محمد عبده
سالم الهندي - نوال الكويتية - محمد عبده

يبدو أن الحركة الفنية في الدوحة ستشهد شللا كبيرا في الفترة المقبلة وستعاني كثيرا فنيا وثقافيا، فمن الطبيعي أن يتفاعل نجوم الفن الخليجي والعربي مع قرارات بلادهم بقطع العلاقات مع قطر.
قطر التي أقامت مهرجانات غنائية سنوية طيلة عشرين عاما مضت، واستقطبت نجوم الفن الخليجي والعربي وأنشأت الإذاعات الموسيقية وشركات الإنتاج ستواجه اعتذارات النجوم عن إحياء سهرات فيها أو المشاركة في برامجها وهذا هو الحال الطبيعي فالفنان هو في الأول والأخير مواطن يتفاعل حبا لوطنه.
فيما أكد سالم الهندي مدير شركة روتانا للصوتيات والمرئيات عن إلغائه إقامة مهرجان «صيف قطر» بعد أن أعلن ذلك في مؤتمر صحافي أقيم بالدوحة في 23 مايو (أيار) من الشهر الماضي وأعلن من خلاله عن إقامة مهرجان صيف قطر وسيحييه نخبة من نجوم الخليج حيث كان من المفترض إقامة الشركة حفلا في 18 أغسطس (آب) ونجماه: فنان العرب «محمد عبده»، وقيثارة الأغنية الخليجية نوال الكويتية، وقال سالم الهندي لـ«الشرق الأوسط»: «تم إلغاء الحفل وأبلغناهم بذلك». وسيواجه صيف قطر وسوق واقف وغيرها من المهرجانات القطرية صعوبة كبيرة في إقامة مناسباتها. تفاعل نجوم الأغنية العربية وخاصة السعودية كان طبيعيا ومتوقعا في إلغاء حفلاتهم ومشاركاتهم في قطر فالدوحة كان تعتمد كثيرا في العقدين الماضيين على الجانب السعودي في إنجاح الحركة الفنية والثقافية لديها باستقطاب الفنانين السعوديين والإعلاميين والشعراء والملحنين حيث كانت تقيم عدة مناسبات فنية وثقافية تحت مسمى مثلا «ليلة شعبية سعودية» وغيرها من المسميات وتستقطب نجوما كبارا لهم وزنهم في الوطن العربي لجذب الجمهور القطري والجمهور السعودي، وفي الوقت نفسه كانت تفتح منصاتها الإعلامية للهجوم على السعودية واستقطاب المعارضين والمرتزقة بدعم من النظام القطري ماديا وإعلاميا لزعزعة الأمن في السعودية وممارستها تلك لم تكن على السعودية فحسب بل كانت تطعن في كل أرجاء الوطن العربي. في التاسع من يناير (كانون الثاني) من عام 2003 صرح الفنان الكويتي نبيل شعيل لـ«الشرق الأوسط» بأنه اعتذر عن المشاركة في مهرجان الدوحة الرابع للأغنية بسبب ما وصفه من تصرفات قناة «الجزيرة» وتهجمها الدائم علينا ـ حسب تعبيره ـ واستمر في حديثه أصبنا بالغيظ من تصرفاتهم وأعلن تضامنه مع الفنانين السعوديين آنذاك بعدم المشاركة.
ونبيل شعيل منذ تلك الوقت وحتى الآن لم يزر قطر ولم يغنِ فيها قرابة الـ15 عاما كان شعيل بأمانته الوطنية رافضا تلك التناقضات القطرية.



خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
TT

خالد الكمار: مقارنة الأجيال الجديدة بالكبار ظالمة

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})
لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها (حسابه على {إنستغرام})

قال الموسيقار المصري، خالد الكمار، إن التطور التكنولوجي الكبير في تقنيات الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية ساعد صُنَّاع الدراما على الاستفادة من تلك التقنيات وتوظيفها درامياً بصورة أكبر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن التعقيدات التقنية قبل نحو 3 عقود كانت تعوق تحقيق هذا الأمر، الذي انعكس بشكل إيجابي على جودة الموسيقى ودورها في الأحداث.

وقال الكمار لـ«الشرق الأوسط»: «رغم أن شارات الأعمال الدرامية لم تعد تحظى بفرص الاستماع والعرض مع العمل بالشكل الأفضل، فإن هذا لم يقلل من أهميتها».

وأضاف أن «منصات العرض الحديثة قد تؤدي لتخطي المقدمة عند مشاهدة الأعمال الدرامية على المنصات، أو عدم إذاعتها كاملة؛ بسبب الإعلانات عند العرض على شاشات التلفزيون، على عكس ما كان يحدث قبل سنوات بوصف الموسيقى التصويرية أو الأغنية الموجودة في الشارة بمنزلة جزء من العمل لا يمكن حذفه».

يسعى الكمار لإقامة حفل خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وعدَّ الكمار أن «عقد مقارنات بين جيل الشباب والكبار أمر ظالم؛ لأنه لا تصح مقارنة ما يقدِّمه الموسيقيون الشباب من أعمال في بداية حياتهم، بما قدَّمه موسيقيون عظماء على غرار عمار الشريعي بعد سنوات طويلة من خبرات اكتسبها، ونضجٍ فنيٍّ وظَّفه في أعماله».

ولفت إلى أن «الفنان يمرُّ في حياته بمراحل عدة يكتسب فيها خبرات، وتتراكم لديه مواقف حياتية، بالإضافة إلى زيادة مخزونه من المشاعر والأفكار والخبرات، وهو أمر يأتي مع كثرة التجارب والأعمال التي ينخرط فيها الفنان، يصيب أحياناً ويخطئ في أحيان أخرى».

وأضاف أن «تعدد الخيارات أمام المشاهدين، واختيار كل شخص الانحياز لذوقه شديد الخصوصية، مع التنوع الكبير المتاح اليوم، أمور تجعل من الصعب إيجاد عمل فني يحظى بتوافق كما كان يحدث حتى مطلع الألفية الحالية»، مؤكداً أن «الأمر لا يقتصر على الموسيقى التصويرية فحسب، ولكن يمتد لكل أشكال الفنون».

خالد الكمار (حسابه على {فيسبوك})

وأوضح أن فيلماً على غرار «إسماعيلية رايح جاي»، الذي عُرض في نهاية التسعينات وكان الأعلى إيراداً في شباك التذاكر «أحدث تأثيراً كبيراً في المجتمع المصري، لكن بالنظر إلى الفيلم الأعلى إيراداً خلال العام الحالي بالصالات وهو (ولاد رزق 3) فإن تأثيره لم يكن مماثلاً، لوجود تفضيلات أكثر ذاتية لدى الجمهور، وهو ما لم يكن متاحاً من قبل».

لا يخفي الكمار دور المخرج في حماسه لتقديم الموسيقى التصويرية لأعمال دون غيرها، مؤكداً أن اسم كل من المخرج والكاتب يكون له دور كبير في حماسه للتجارب الفنية، خصوصاً بعض الأسماء التي عمل معها من قبل على غرار مريم نعوم وكريم الشناوي وبيتر ميمي؛ لثقته بأن الموسيقى التي سيقدمها سيكون لها دور في الأحداث.

وذكر الكمار أنه «يفضِّل قراءة المسلسلات وليس مجرد الاستماع إلى قصتها من صُنَّاعها، لكن في النهاية يبدأ العمل وفق المتاح الاطلاع عليه سواء الحلقات كاملة أو الملفات الخاصة بالشخصيات»، مشيراً إلى أنه «يكون حريصاً على النقاش مع المخرج فيما يريده بالضبط من الموسيقى التصويرية، ورؤيته لطريقة تقديمها؛ حتى يعمل وفق التصور الذي سيخرج به العمل».

ورغم أن أحداث مسلسل «مطعم الحبايب» الذي عُرض أخيراً دارت في منطقة شعبية؛ فإن مخرج العمل أراد الموسيقى في إطار من الفانتازيا لأسباب لها علاقة بإيقاع العمل، وهو ما جرى تنفيذه بالفعل، وفق الكمار الذي أكد أنه «يلتزم برؤية المخرج في التنفيذ لكونه أكثر شخص على دراية بتفاصيل المسلسل أو الفيلم».

لا ينكر خالد الكمار وجود بعض الأعمال التي لم يجد لديه القدرة على تقديم الموسيقى الخاصة بها؛ الأمر الذي جعله يعتذر عن عدم تقديمها، في مقابل مقطوعات موسيقية قدَّمها لأعمال لم تكن مناسبة لصُنَّاعها ليحتفظ بها لديه لسنوات ويقدِّمها في أعمال أخرى وتحقق نجاحاً مع الجمهور، مؤكداً أنه يقرِّر الاعتذار عن عدم تقديم موسيقى ببعض الأعمال التي يشعر بأن الموسيقى لن تلعب دوراً فيها، ولكن ستكون من أجل الوجود لاستكمال الإطار الشكلي فحسب.

وعن الاختلاف الموجود في الموسيقى التصويرية بين الأعمال الفنية في مصر ونظيرتها في السعودية، قال الموسيقار المصري الذي قدَّم تجارب عدة بالمملكة من بينها الموسيقى التصويرية لفيلم «حوجن»: «صُنَّاع الدراما والسينما السعوديون يفضِّلون استخدام الموسيقى بشكل أكبر في الأحداث أكثر مما يحدث في مصر».

ولفت إلى حرصه على الانغماس في الثقافة الموسيقية السعودية بشكل أكبر من خلال متابعتها عن قرب، الأمر الذي انعكس على إعجاب صُنَّاع الأعمال بما يقدِّمه من أعمال معهم دون ملاحظات.

وحول تجربة الحفلات الموسيقية بعد الحفل الذي قدَّمه في أغسطس (آب) الماضي بمكتبة الإسكندرية، قال الكمار إنه يسعى لإقامة حفل كبير في القاهرة «من خلال قيادة أوركسترا كامل لتقديم الموسيقى التصويرية على المسرح مع الجمهور بشكل يمزج بين الحفل الموسيقي والمحاضرة، عبر شرح وتفصيل المقامات والآلات الموسيقية المستخدَمة في كل لحن قبل عزفه، بصورة يستطيع من خلالها المستمع فهم فلسفة الألحان».

وأوضح أن «هذه الفكرة مستوحاة من تجربة الموسيقار عمار الشريعي في برنامج (غواص في بحر النغم) الذي قدَّمه على مدار سنوات، وكان إحدى التجارب الملهمة بالنسبة له، واستفاد منه كثيراً»، مشيراً إلى أنه فكَّر في تقديم فكرته عبر «يوتيوب» لكنه وجد أن تنفيذها على المسرح بحضور الجمهور سيكون أفضل.