«المساعدات اليونانية» على مائدة وزراء مالية اليورو اليوم

مباحثات حول التضخم وإعادة رسملة المؤسسات الإسبانية

«المساعدات اليونانية» على مائدة وزراء مالية اليورو اليوم
TT

«المساعدات اليونانية» على مائدة وزراء مالية اليورو اليوم

«المساعدات اليونانية» على مائدة وزراء مالية اليورو اليوم

يتلقى وزراء المال في مجموعة اليورو اليوم الاثنين تقريرا حول الاتفاق الأولي الذي جرى التوصل إليه في مطلع الشهر الحالي بين اليونان من جهة، وكل من المفوضية الأوروبية وصندوق النقد الدولي والمصرف المركزي الأوروبي وآلية الاستقرار الأوروبية من جهة أخرى، وذلك بشأن مجموعة جديدة من إصلاحات السياسة العامة في إطار سياسة اليونان الاقتصادية وبتمويل من آلية الاستقرار الأوروبية.
وقال المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل إن الاتفاق هو إحدى الخطوات نحو الاستعراض الثاني لبرنامج التكيف الاقتصادي المتفق عليه بين الجانبين، وبالتالي تمهيد السبيل لصرف المساعدات المالية الجديدة لليونان، وسيركز الوزراء خلال نقاشاتهم على الأهداف المالية المتوسطة الآجل لليونان ابتداء من عام 2018 فصاعدا، والمسائل المتعلقة باستدامة الدين العام للبلاد.
أيضا، ملف إسبانيا سيكون حاضرا في النقاشات من خلال عرض تقرير بشأن النتائج الرئيسية لبعثة المراقبة لبرنامج تقييم الوضع المالي والاقتصادي الإسباني، وتقييم ما إذا كان هناك أي خطر يهدد قدرة إسبانيا على سداد القروض التي تلقتها في إطار برنامج مساعدة استفادت منه، وسوف تتوقف برامج المراقبة عندما تسدد الحكومة 75 في المائة من القروض.
والبعثة هي السابعة من نوعها، وسافرت إلى إسبانيا خلال الفترة من 24 إلى 26 أبريل (نيسان) الماضي. وكانت إسبانيا استفادت من برنامج للمساعدة المالية لإعادة رسملة مؤسساتها المالية في منتصف 2012، وجرى استكمالها بنجاح في 18 شهرا.
وبشكل عام سيناقش الوزراء الوضع الاقتصادي في منطقة العملة الأوروبية الموحدة، بما في ذلك تطورات التضخم في دول منطقة اليورو على خلفية التوقعات الاقتصادية الأوروبية لعام 2017، والتي صدرت عن المفوضية الأوروبية ونشرتها الأسبوع الماضي.
وتأتي اجتماعات وزراء المال في دول اليورو الـ19 برئاسة الهولندي جيروين ديسلبلوم، في اليوم الأول من الاجتماع الوزاري الأوروبي لوزراء المالية والاقتصاد الأوروبيين. وسيتوسع الاجتماع الثلاثاء لتشمل باقي الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد لبحث آخر المستجدات الاقتصادية والمالية في الاتحاد الأوروبي ككل، وفي مقدمتها ملف التهرب الضريبي وتقييم الإجراءات التي اتخذت في هذا الصدد خلال الفترة الماضية.
وأظهرت بيانات نشرت قبل أيام في بروكسل، عاصمة أوروبا الموحدة، أن المفوضية الأوروبية عدلت بالزيادة توقعاتها للنمو في منطقة اليورو هذا العام، وتوقعت تراجع معدل البطالة، في مؤشرات جديدة على الزخم الذي اكتسبه التعافي الاقتصادي في دول المنطقة. وقالت المفوضية إنها تتوقع نمو الاقتصاد في منطقة اليورو 1.7 في المائة العام الحالي، و1.8 بالعام المقبل، في زيادة طفيفة عن تقديراتها السابقة لنمو عند 1.6 في المائة العام الحالي، بينما ظلت توقعاتها للعام المقبل دون تغيير.
وتشير التوقعات التي تصدر ثلاث مرات في العام إلى أن كل دول منطقة اليورو ستسجل نموا هذا العام والذي يليه، وأن نمو ألمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا سيتسارع إلى 1.9 في المائة في 2018، مضيفة أن النمو في إسبانيا والبرتغال سيزيد عن المتوقع.
وخارج منطقة اليورو، عدلت المفوضية توقعاتها بالزيادة أيضا لنمو الاقتصاد البريطاني إلى 1.8 في المائة هذا العام، مقارنة بتقديراتها السابقة عند 1.5 في المائة، وإلى 1.3 في المائة في 2018 مقارنة بنسبة 1.2 في المائة في السابق، في مؤشر على أن درجة تأثر الاقتصاد بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون أقل من المتوقع. وقالت المفوضية إن خروج بريطانيا من الاتحاد يظل أحد أكبر المخاطر على النمو في الاتحاد خلال الأشهر المقبلة. ومن المتوقع بقاء معدل البطالة في منطقة اليورو مرتفعا، لكن المفوضية توقعت تراجعه إلى 9.4 في المائة العام الحالي، بالمقارنة مع عشرة في المائة العام الماضي، على أن يتراجع أكثر في 2018 إلى 8.9 في المائة، في انخفاض كبير عن التقديرات السابقة.
وقالت المفوضية إن من المتوقع تباطؤ التضخم في منطقة العملة الموحدة إلى 1.3 في المائة العام المقبل، من 1.6 بالعام الحالي. متكهنة بتضخم أقل من تقديرات البنك المركزي الأوروبي البالغة 1.7 للعام الحالي.



لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لاغارد: عملية خفض التضخم تسير على المسار الصحيح

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تعقد مؤتمراً صحافياً في فرنكفورت 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن قرار مجلس الإدارة بخفض أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة للمركزي الأوروبي بمقدار 25 نقطة أساس، يستند إلى التقييم المحدث لآفاق التضخم، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. وأشارت، في المؤتمر الصحافي عقب إصدار القرار، إلى أن عملية خفض التضخم تسير وفق المسار المخطط لها.

ويتوقع موظفو البنك أن يكون متوسط التضخم الرئيسي 2.4 في المائة خلال 2024، و2.1 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة خلال 2026، و2.1 في المائة خلال 2027، عندما يبدأ العمل بنظام تداول الانبعاثات الموسّع في الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة للتضخم، الذي يستثني الطاقة والطعام، يتوقع الموظفون متوسطاً يبلغ 2.9 في المائة خلال 2024، و2.3 في المائة خلال 2025، و1.9 في المائة في كل من 2026 و2027.

وأضافت لاغارد: «يشير معظم مقاييس التضخم الأساسي إلى أن التضخم سيستقر حول هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة بشكل مستدام. وعلى الرغم من انخفاض التضخم المحلي قليلاً، فإنه لا يزال مرتفعاً. ويرجع ذلك، في الغالب، إلى أن الأجور والأسعار في بعض القطاعات لا تزال تتكيف مع الزيادة السابقة في التضخم بتأخير ملحوظ».

وتابعت: «جرى تسهيل شروط التمويل، حيث أصبح الاقتراض الجديد أقل تكلفة للشركات والأُسر تدريجياً نتيجة خفض الفائدة الأخير. لكن هذه الشروط لا تزال مشددة؛ لأن سياستنا النقدية تظل تقييدية، والفوائد المرتفعة السابقة لا تزال تؤثر على رصيد الائتمان القائم».

ويتوقع الموظفون، الآن، تعافياً اقتصادياً أبطأ من التوقعات السابقة في سبتمبر (أيلول) الماضي. وعلى الرغم من تسارع النمو، خلال الربع الثالث من هذا العام، تشير المؤشرات إلى تباطؤه خلال الربع الحالي. ويتوقع الموظفون أن ينمو الاقتصاد بنسبة 0.7 في المائة خلال 2024، و1.1 في المائة خلال 2025، و1.4 في المائة خلال 2026، و1.3 في المائة خلال 2027.

وقالت لاغارد: «نحن ملتزمون بضمان استقرار التضخم بشكل مستدام عند هدفنا متوسط المدى البالغ 2 في المائة. سنتبع نهجاً يعتمد على البيانات ويعتمد على الاجتماع تلو الآخر لتحديد السياسة النقدية المناسبة. بشكل خاص، ستكون قراراتنا بشأن الفائدة مبنية على تقييمنا لآفاق التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسي، وقوة انتقال السياسة النقدية. نحن لا نلتزم مسبقاً بمسار معين للفائدة».

النشاط الاقتصادي

نما الاقتصاد بنسبة 0.4 في المائة، خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وكان النمو مدفوعاً أساساً بزيادة الاستهلاك، جزئياً نتيجة العوامل الفريدة التي عزّزت السياحة في الصيف، وبناء الشركات للمخزونات. لكن أحدث المعلومات يشير إلى فقدان الاقتصاد الزخمَ. وتشير الاستطلاعات إلى أن التصنيع لا يزال في حالة انكماش، وأن نمو الخدمات يتباطأ. وتُحجم الشركات عن زيادة الإنفاق على الاستثمار في ظل الطلب الضعيف وآفاق غير مؤكَّدة. كما أن الصادرات ضعيفة، مع مواجهة بعض الصناعات الأوروبية صعوبة في الحفاظ على قدرتها التنافسية.

ووفق لاغارد، لا تزال سوق العمل مرنة، حيث نما التوظيف بنسبة 0.2 في المائة خلال الربع الثالث، متجاوزاً التوقعات. وظلَّ معدل البطالة عند أدنى مستوى تاريخي له بنسبة 6.3 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وفي الوقت نفسه، لا يزال الطلب على العمل في تراجع، حيث انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة خلال الربع الثالث، وهو أقل بمقدار 0.8 نقطة مئوية من ذروته. وتشير الاستطلاعات أيضاً إلى تقليص خلق الوظائف في الربع الحالي.

تقييم المخاطر

أشارت لاغارد إلى أن المخاطر الاقتصادية تظل مائلة نحو الجانب السلبي، حيث يمكن أن تؤثر الاحتكاكات التجارية والتوترات الجيوسياسية على نمو منطقة اليورو، وتقلل من الصادرات وتضعف الاقتصاد العالمي. كما قد يعوق تراجع الثقة تعافي الاستهلاك والاستثمار. في المقابل، قد يتحسن النمو إذا أسهمت الظروف المالية الميسَّرة وانخفاض التضخم في تسريع التعافي المحلي.

وأضافت: «قد يرتفع التضخم إذا زادت الأجور أو الأرباح أكثر من المتوقع، كما أن التوترات الجيوسياسية قد تدفع أسعار الطاقة والشحن إلى الارتفاع، وتؤثر سلباً على التجارة العالمية. علاوة على ذلك، قد تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بشكل أكبر. في المقابل، قد ينخفض التضخم إذا أدى انخفاض الثقة والمخاوف الجيوسياسية إلى إبطاء تعافي الاستهلاك والاستثمار، أو إذا كانت السياسة النقدية تعوق الطلب أكثر من المتوقع، أو إذا تفاقم الوضع الاقتصادي عالمياً. كما يمكن أن تزيد التوترات التجارية من عدم اليقين بشأن آفاق التضخم في منطقة اليورو».