كيري بعد لقاء الجربا: الائتلاف السوري «يضم كل الأطياف» و«معتدل»

مصادر أميركية: المعارضة السورية تريد صواريخ مضادة للطائرات

كيري بعد لقاء الجربا: الائتلاف السوري «يضم كل الأطياف» و«معتدل»
TT

كيري بعد لقاء الجربا: الائتلاف السوري «يضم كل الأطياف» و«معتدل»

كيري بعد لقاء الجربا: الائتلاف السوري «يضم كل الأطياف» و«معتدل»

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن زعيم الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، أحمد الجربا، يتفهم المخاطر في سوريا على نحو أفضل من أي شخص آخر.
وخلال استقبال الجربا في وزارة الخارجية، صرح كيري للمراسلين قائلا إن الائتلاف الوطني السوري «يضم كل الأطياف ومعتدل» ولديه التزام تجاه الشعب السوري. وأضاف أنه بينما كانت هناك «لحظات صعبة في الرحلة، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلتها». وتابع كيري أن استمرار الحوار مع المعارضة يهدف إلى وضع نهاية للعنف الذي يرتكبه النظام، وتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا وتشكيل حكومة مسؤولة عن توفير احتياجات الشعب السوري.
وشكر الجربا كيري و«القوى العظمي التي تلعب دورا رائدا في العالم» على دعمهم (المعارضة السورية). وقال إن هدف الائتلاف هو بناء دولة مدنية تعددية تستطيع فيها الأقلية العيش مع الأغلبية في سلام. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت أمس أن الجربا يعتزم أن يطلب من إدارة أوباما صواريخ مضادة للطائرات خلال زيارته للولايات المتحدة. وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول في الإدارة لم تذكر اسمه إن الجربا قد يلتقي أيضا الرئيس باراك أوباما.
ولا يزال الكثير من الاعتراضات والمخاوف لدى المسؤولين الأميركيين بشأن مطالب الائتلاف السوري للحصول على أسلحة متطورة ودعم عسكري للمعارضة في مواجهة قوات النظام السوري. وأشارت مصادر في وفد الائتلاف إلى أن اعتراضات الأميركيين نابعة من المخاوف من تزايد نفوذ تنظيم القاعدة في سوريا وسفر عدد كبير من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، في وقت يسعى فيه المجتمع الدولي إلى دفع سوريا لتنظيم التزاماتها بشأن تسليم وشحن وتدمير الترسانة الكيماوية. وقد عقد الجربا عدة لقاءات الكونغرس مع السيناتور الجمهوري جون ماكين، والسيناتور الجمهوري بوب كوركر، وهما من أهم الداعمين للمعارضة السورية، كما التقى رئيس لجنة الخدمات العسكرية كارل ليفن «ديمقراطي»، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بوب مانينديز «ديمقراطي»، والسيناتور جيمس إنهوف «جمهوري»، واجتمع مع قيادات من كل الحزبين في مجلسي الشيوخ والنواب مثل إريك كانتور وستيني هوير، إضافة إلى شخصيات أخرى فاعلة في لجنة الاعتمادات والعلاقات الخارجية ولقاءات مع مراكز الأبحاث الأميركية. ويرافق الجربا الذي يزور واشنطن للمرة الأولى الجنرال عبد الإله البشير قائد الجناح العسكري للمعارضة السورية.
وطرح مسؤولون في الخارجية الأميركية في الكونغرس من كلا الحزبين عدة تساؤلات حول قدرات المعارضة السورية على حسم المعركة في مواجهة النظام السوري، وما إذا كان الائتلاف السوري يمثل المعارضة والسوريين بشكل واسع، إضافة إلى القلق الأميركي من الجماعات الإرهابية ومخاطر وقوع أسلحة متطورة في الأيدي الخطأ.
وقد طالب رئيس الائتلاف السوري في لقاءاته بمساعدات قتالية للمعارضة بما يجعلها قادرة على التصدي لسلاح الجو السوري الذي يلقي البراميل الحارقة على المدنيين في المدن أو على الأقل تحييد قدراته، واعدا بأن تبقي تلك الأسلحة في الأيدي الأمينة والمدربة والمقاتلين المعروفين للمسؤولين الأميركيين تحت إشراف الائتلاف السوري. وقال الجربا «لدينا عدد من المقاتلين المدربين والموثوق بهم وأصدقائنا ونعرف من هم».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».