الداخلية التونسية تؤكد تحسن الأمن

الداخلية التونسية تؤكد تحسن الأمن
TT

الداخلية التونسية تؤكد تحسن الأمن

الداخلية التونسية تؤكد تحسن الأمن

بعث هادي المجدوب وزير الداخلية التونسية برسالة طمأنة إلى التونسيين قبل أيام من حلول شهر رمضان، وأكد يوم أمس في تصريح إعلامي أن الوضع الأمني في تونس في تحسن مستمر وأن كل الهياكل المتدخلة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة تعمل على أن يتحسن أكثر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المجدوب قوله خلال مرافقته لرئيس الحكومة يوسف الشاهد في زيارة إلى معبد الغريبة اليهودي بجزيرة جربة (جنوب شرقي تونس): «هناك عودة للاستقرار بصفة تدريجية إلا أن اليقظة تبقى مهمة ومطلوبة»، واعتبر أن التونسيين يمثلون النواة الأولى للمحافظة على الأمن والاستقرار، في إشارة إلى ضرورة التبليغ عن التحركات المشبوهة للعناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال الغربية في تونس.
وانطلقت احتفالات موسم حج اليهود بمعبد الغريبة منذ يوم الجمعة الماضي في ظل إجراءات أمنية مشددة وعمليات تفتيش على مستوى مداخل جزيرة جربة، وسجل اليوم الأول من الزيارة حضور مئات من اليهود وقدر عدد الزائرين يوم أمس بنحو ثلاثة آلاف زائر، قدم أغلبهم من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا والكيان الصهيوني.
وكانت قوات الحرس التونسي المختصة في مكافحة الإرهاب، قد قضت يوم 30 أبريل (نيسان) الماضي على عنصرين إرهابيين في مدينة سيدي بوزيد (وسط) وأكدت وزارة الداخلية التونسية أن المجموعة الإرهابية التي نزلت إلى المدينة من جبل السلوم (وسط غربي تونس) قبل يومين من الكشف عن تحركاتها الإرهابية، كانت تخطط لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية خلال شهر رمضان، غير أن العملية الأمنية الاستباقية التي نفذتها قوات مكافحة الإرهاب أجهضت مخططها الإرهابي.
وتخشى تونس من تجدد الهجمات الإرهابية التي نفذتها عناصر إرهابية متحصنة في جبال القصرين وسيدي بوزيد والكاف وتزامنت خلال سنتي 2014 و2015 مع شهر رمضان.
في غضون ذلك، قال سفيان السليطي المتحدث باسم القطب القضائي لمكافحة الإرهاب،، «إن احترام مبادئ حقوق الإنسان في قضايا الإرهاب، من صلاحيات السلط القضائية».
وأوضح السليطي خلال مؤتمر حول «واقع حقوق الإنسان في تونس»، أن مسائل الاحتفاظ وطرق التحري الخاصة، أصبحت بإذن قضائي، وأشار إلى فتح تحقيق قضائي السلطة القضائية في الحالات التي عاينت فيها وجود شبهات تعذيب.
وأكد على أن «مناهضة الإرهاب لا تعني التعدّي على حقوق الإنسان، وأن القضاء يسعى إلى تحقيق المعادلة المنشودة بين حماية حقوق الإنسان وحفظ الحق العام».
وفي سياق على ارتباط بالاحتجاجات الاجتماعية التي عرفتها العاصمة التونسية لأحزاب ومنظمات رافضة لقانون المصالحة مع رموز النظام السابق، قال المجدوب أن عدد المشاركين في المسيرة المناهضة لقانون المصالحة الاقتصادية والمالية قدرته مصالح وزارة الداخلية بنحو 1200 محتج.
إلا أن الأطراف المعارضة لقانون المصالحة المكونة من 7 أحزاب ونحو 35 منظمة حقوقية شاركت في تلك المسيرة، أكدت على أن العدد أضعاف ما ذكرته وزارة الداخلية التونسية، ورأت في الأرقام التي قدمتها محاولة للتأثير على الرافضين لقانون المصالحة وتوجيه رسالة إلى الرأي العام التونسي بأن المعارضين فئة قليلة لا تأثير لها على الشارع التونسي.
وأضاف المجدوب أن المسيرة جرت بطريقة سليمة ولم يتم تسجيل أي التحام أو تدافع مع قوات الأمن التي اتخذت جميع الاحتياطات لتجنب المواجهات مع المحتجين وحرصت على حماية المشاركين في المسيرة المرخص لها.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.