حاضنات إيداع الرضع المُتخلى عنهم سراً تثير الجدل في ألمانيا

بعد سلسلة حوادث قتل لمواليد في البلاد

حاضنات إيداع الرضع المُتخلى عنهم سراً تثير الجدل في ألمانيا
TT

حاضنات إيداع الرضع المُتخلى عنهم سراً تثير الجدل في ألمانيا

حاضنات إيداع الرضع المُتخلى عنهم سراً تثير الجدل في ألمانيا

في مكان مخفي بعناية بعيدا عن الأنظار، تم وضع حاضنة إيداع الرضع المُتخلى عنهم. وبأحرف كبيرة، تمت كتابة الهدف من وراء وضع هذه الحاضنة، أعلاها، لإعطاء الخيار للأمهات اليائسات للتخلي عن أطفالهن حديثي الولادة بطريقة لا تكشف هويتهن. وتمت تخبئة سرير دافئ بأغطية ذات ألوان مبهجة خلف الحاضنة، التي بمجرد وضع الطفل بداخلها، فإنه ليس من الممكن إعادة فتحها. ثم يقوم جهاز إنذار بإخطار الطاقم الطبي، الذي يتحقق أولا مما يوجد داخل السرير الصغير عن طريق الكاميرا.
ويقول أكسيل فون دير فينس، رئيس الأطباء في مستشفي التونا للأطفال بمدينة هامبورغ شمالي ألمانيا: «ليس هناك كاميرا في الخارج، لذا لا يتعين على أحد أن يخشى من أن تتم رؤيته بينما يترك الطفل».
ويوضح فون دير فينس، أنه لم يُترَك أي طفل هناك منذ أواخر عام 2014، وبعد سلسلة من وقائع قتل المواليد في ألمانيا، تم افتتاح أول حاضنة لإيداع الرضع المُتخلى عنهم في هامبورغ، في عام 2000. ويوجد الآن نحو 100 حاضنة في أنحاء ألمانيا، من بينها أربع في هامبورغ.
وبمجرد بدء عمل أول حاضنة للرضع المُتخلى عنهم، سريعا ما بدأ المنتقدون القول إن الحاضنات لم تمنع قتل المواليد. وفي الواقع، يقول الكثير من الخبراء، إن الحاضنات تقدم حلا بسيطا ومناسبا للآباء للتخلص من أطفالهم الرضع، دون الحاجة إلى تحمل مسؤوليتهم.
وليس هناك أي إحصاءات رسمية عن عدد المواليد الذين تم قتلهم في ألمانيا. من ناحية أخرى، يقول إنريكو إيكلر، مستشار سيناتور الشؤون الاجتماعية عن هامبورغ، ميلاني ليونارد: «بسبب عدم اعتبار قتل المواليد جريمة جنائية واضحة، كما أنها لا يتم تسجيلها إحصائيا بشكل منفصل، فإنه ليس من الممكن حصر أعداد».
وتقوم مؤسسة «تيريس ديس أومز» الخيرية للأطفال منذ سنوات بتجميع إحصاءاتها الخاصة، بناء على تحليلات تقارير وسائل الإعلام. وتقول المؤسسة إنه لم يحدث انخفاض في أعداد قتل المواليد منذ إدخال نظام حاضنات الرضع المُتخلى عنهم.
وفي محاولة لتوفير بدائل للأمهات، أصدرت ألمانيا قانونا في عام 2014، ينظم مسألة سرية الولادات. ومن المفترض أن يقدم التشريع حلا وسطا بين الحاجة لحماية الأم وحق الطفل في معرفة نسبه. وعلى عكس استخدام حاضنات الرضع المُتخلى عنهم، حيث يمكن للام أن تظل مجهولة الهوية، تعطي الولادات السرية في ألمانيا الحق للطفل في معرفة أمه البيولوجية، بمجرد أن يبلغ من العمر 16 عاما.
ووفقا لإحصاءات وزارة شؤون الأسرة في ألمانيا، هناك 308 من الولادات السرية التي تمت في ألمانيا منذ تطبيق القانون. إلا أنه في 19 حالة من بين حالات الولادات السرية، تم إلغاء الإجراء، حيث تخلت الأم في وقت لاحق عن عدم الكشف عن هويتها، بحسب ما قالته متحدثة باسم وزارة شؤون الأسرة.
وفي هامبورغ، يتاح للحبليات خيار الحصول على المشورة، وذك من مراكز تنظيم الأسرة، على سبيل المثال. وتقول مارينا نوف، وهي اختصاصية نفسية تعمل في أحد مراكز تنظيم الأسرة، إنها أشرفت على ثلاث ولادات سرية خلال الاثني عشر شهرا الماضية. وتقول نوف إنه على عكس الافتراضات واسعة الانتشار، فإنه ليس من الدقة تصنيف هؤلاء النساء على أنهن «على هامش المجتمع»، مضيفة أنهن يأتين من جميع الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية. وتضيف نوف أن الأخصائي النفسي لا يفكر كثيرا في حاضنات الرضع المُتخلى عنهم، حيث إنه «ليس هناك أطفال يتم إنقاذهم بهذه الطريقة».
ويوضح الطبيب فون دير فينس: «أعتقد أن الشخص الذي يريد أن يعرف أين يمكنه وضع طفله، دون أن يضطر إلى تحمل المسؤولية بشكل دائم، سيجد هذه الإمكانات. ولكن في الحقيقة، أعتقد أنه ليس هناك تداخل بين الأمهات اللاتي يتركن أطفالهن في حاضنة الرضع المُتخلى عنهم وهؤلاء اللاتي يرتكبن جرائم القتل». وعلاوة على ذلك، فإنه ليس من الممكن رصد من يترك الطفل، بحسب فون دير فينس. فمن الممكن أن يكون الأب أو أحد أفراد الأسرة الآخرين، وليست الأم.
من ناحية أخرى، يقول مايكل هوير، المسؤول في مؤسسة «تيريس ديس أومز»: «من المفترض أيضا أن تكون الولادات السرية حلا مؤقتا فقط، ولكن على الأقل إنها أصح من الناحية القانونية». ولكن هناك أيضا مؤيدون لفكرة حاضنات الرضع المُتخلى عنهم.
ويقول فرانز يورجن شيل، المتحدث الطبي باسم مستشفي أسكليبيوس كلينيك فإندزبيك إن هناك 10 مواليد تم تركهم في حاضنة الرضع المُتخلى عنهم التابعة للمستشفي منذ عام 2013. مضيفا أن الولادات السرية هي الحل الأفضل، ولكن «بعض النساء لا يثقن بالأطباء وبالتالي لا يجربن العرض».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.