اعتقال سوريين في ألمانيا بتهمة الإرهاب

مدير الأمن يحذر من احتمال وقوع هجمات أخرى في البلاد

اعتقال سوريين في ألمانيا بتهمة الإرهاب
TT

اعتقال سوريين في ألمانيا بتهمة الإرهاب

اعتقال سوريين في ألمانيا بتهمة الإرهاب

في وقت دعا فيه هانز - جورج ماسن، رئيس دائرة حماية الدستور الاتحادية (مديرية الأمن العامة)، المواطنين الألمان للتهيؤ ذهنياً لعمليات إرهابية جديدة، أعلنت النيابة العامة عن إلقاء القبض على شابين سوريين يُشتبه بانتمائهما إلى تنظيمات إرهابية.
وجاء في بيان النيابة العامة، يوم أمس، أن وحدات مكافحة الإرهاب اعتقلت سوريين بتهمة الانتماء إلى تنظيمات إرهابية أجنبية، ويُشتَبَه في أن أحدهما نفَّذ حكم إعدام بحق مواطن سوري في مدينة طبقة.
وتم اعتقال عبد الملك أ. (30 سنة) وموسى ه. أ. (23 سنة) في ولايتَيْ برلين وسكسونيا أنهالت على التوالي في حملة مداهمة وتفتيش شملت شقتيهما في الولايتين المذكورتين. ووجهت النيابة العامة إلى الشابين السوريين تهمة الانتماء إلى «جبهة النصرة»، مع وجود شكوك ملموسة تكشف انتماء عبد الملك أ. إلى تنظيم داعش، وتنفيذه العمليات في سوريا باسم التنظيم.
فضلاً عن ذلك، تتهم النيابة العامة عبد الملك أ. بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء نشاطه في تنظيم داعش في سوريا. وينص بيان النيابة العامة على أن قناصاً تابعاً لقوات الأسد الحكومة وقع في أسر عبد الملك أ. قرب مدينة طبقة في مطلع سنة 2013. وبهدف فرض سيطرة «داعش» على المنطقة وإرهاب الآخرين، أجبر المتهم العسكري السوري على حفر قبره بيديه ثم حزّ رقبته أمام الآخرين.
وتم اعتقال الاثنين دون مقاومة تُذكَر، بحسب بيان النيابة العامة، ومثلاً يوم أمس أمام قاضي التحقيق بالتهم المنسوبة إليهما.
ويعتقد رجال التحقيق أن الاثنين ربما على علاقة بخلية نائمة تم اعتقال أفرادها في الفترة الممتدة منذ فترة أعياد الميلاد، إذ سبق للنيابة العامة أن اعتقلت السوري زهير ج. في ولاية بافاريا، بتهمة الانتماء إلى جبهة النصرة و«داعش»، والتحضير لعمليات إرهابية تهدد أمن الدولة الألمانية بتكليف من التنظيمات الإرهابية. ويرتبط زهير ج. بعلاقات مع سوري آخر، هو عبد الفتاح أ. (35 سنة) الذي عاش في ولاية بادن فورتمبيرغ، واعتقل قبل أيام من أعياد الميلاد في العام الماضي. وعثر رجال الشرطة في شقة عبد الفتاح أ. على حزام ناسف وسلاح ناري. وشارك عبد الفتاح أ. مع زميل اسمه عبد الرحمن أ. (26 سنة)، اعتقل في الولاية الألمانية نفسها، في إعدام 36 موظفاً حكومياً سورياً في مدينة طبقة، مارس (آذار) سنة 2013.
وفي سياق متصل، قال هانز - جورج ماسن، رئيس دائرة حماية الدستور الاتحادية، إن على المواطنين أن يتهيأوا ذهنياً لعمليات إرهابية محتملة مقبلة. وأردف ماسن، في ندوة مفتوحة عقدتها صحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» مساء الاثنين، أن خطر الإرهاب في ألمانيا لم يتراجع، وإنما ازداد.
إن اعتقال مشتبه بتورطهم في الإرهاب في ألمانيا كل أسبوع هو دليل على هذا الخطر، بحسب تقدير مدير الأمن. وأضاف ماسن أن مديرية الأمن العامة ترصد تصاعداً في أعداد المتشددين الإسلاميين، بحسب ذكره، وكذلك عدد المتشددين بين صفوف اليسار واليمين المتطرف. وقال إن ما يقلقه هو زيادة تطرُّف المزيد من المواطنين من المحسوبين على الوسط أيضاً.
وفي ظل التهديد الآتي من الإنترنت، وتأثير التنظيمات الإرهابية على الشباب في ألمانيا، قال ماسن إن الدولة تعيد تنظيم صفوفها من أجل مواجهة هذا الخطر. وطالب الإعلام بالحذر من الأخبار الملفقة وحماية تلاميذ المدارس من الدعاية الإرهابية على الشبكة العنكبوتية.
إلى ذلك، افتتح رالف ييغر، وزير داخلية ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، مركزين إضافيين «لوقاية الشباب» من تأثير المتشددين. وتم افتتاح المركزين في مدينتي هيرفور وبيلفيلد المعروفتين بنشاط الإسلاميين فيهما.
وعبر ييغر عن قلقه من تنازل أعمار المشتبه بعلاقاتهم بالإرهاب في الولاية، وقال إن معظم المشمولين ببرنامج الوقاية هم من أعمار 14 - 16 سنة وأصغر. وأضاف أنه من أجل منع العمليات الإرهابية في المستقبل، على السلطات أن تمنع تحول المزيد من الشباب المسلم إلى إرهابيين مستقبليين. ويرمي فتح مركزي الوقاية من الإرهاب إلى توسيع دائرة الشباب المشمولين به، لأن عدد المشمولين به لا يزيد عن 150، بحسب تصريح الوزير.
واعترف كيرستن هوبفر، العالم النفسي والباحث في الإسلام الذي يعمل في برنامج الوقاية من الإرهاب، بأن برامج إعادة تأهيل المتطرفين قد تنفع الشباب المتأثرين بالدعاية الإرهابية، لكنها لا تنفع مع المتطرفين جداً.
وتصنِّف دائرة حماية الدستور في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا 150 إسلامياً ضمن «الخطرين» في الولاية. واعتبرت مدينة هيرفورد الصغيرة «مركزاً» للمتشددين بفعل إقامة 20 خطراً فيها هم من أعضاء تنظيم «المسلمين الناطقين بالألمانية» المحظور. كما تصنف الدائرة 2900 مسلم ضمن مشهد المتشددين في الولاية.
وعلى صعيد الإرهاب اليميني، عممت النيابة العامة بلاغاً صحافياً يوم أمس تحدثت عنه في اعتقال عسكري ثانٍ بتهمة التحضير لعمليات تهدد أمن الدولة.
وجاء في البلاغ أن مكسميليان ت. (27 سنة)، ومن منطلقات فكرية يمينية متطرفة، خطط مع الملازم الأول فرانكو أ. الذي اعتقل يوم 24 أبريل (نيسان) الماضي، ومع عسكري آخر اسمه ماتياس ف. لتنفيذ أعمال عنف تعرض أمن الدولة إلى خطر داهم.
وكانت النيابة العامة اعتقلت فرانكو أ. الذي انتحل شخصية لاجئ سوري، بتهمة التحضير لعمليات إرهابية، في محاولة للصق التهمة باللاجئين. وكان الملازم الأول يؤدي الخدمة العسكرية في قاعدة ايلكرش الفرنسية ويحتفظ بشعارات نازية في غرفته.
وتتهم النيابة العامة الثلاثة بالتخطيط لتنفيذ مسلسل اغتيالات ضد سياسيين ألمان بارزين بينهم رئيس الجمهورية السابق يواخيم أوك، ووزير العدل الاتحادي هايكو ماس. وخطط الثلاثة أن ينفذ فرانكو أ. الاغتيالات وهو يتقمص شخصية السوري التي انتحلها، بهدف لصق التهمة بإسلاميين متشددين بين صفوف اللاجئين. ويتولى مكسميليان ت. في فترة غياب فرانكو أ. عن المعسكر لتنفيذ الاغتيالات، توفير الأعذار أمام المسؤولين.
وعلى هذا الأساس أخفى فرانكو س. مسدساً في مرحاض بمطار فيينا ينوي به تنفيذ عمليات الاغتيال لاحقاً، إلا أن سلطات المطار رصدته، وقامت باعتقاله، وتبليغ الجانب الألماني عن الموضوع.
جدير بالذكر أن الصحافة الألمانية تحدثت قبل أسبوع عن «رفاق» لفرانكو أ. في الجيش يشكلون خلية يمينية متطرفة.



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.