برلماني أوروبي لـ «الشرق الأوسط»: المقاتلون الأجانب على أعتاب القارة

طالب بزيادة التعاون في جمع المعلومات الأمنية وتبادلها لمنع العمليات الإرهابية

مقاتلون أجانب في شريط دعائي لـ«داعش» («الشرق الأوسط»)
مقاتلون أجانب في شريط دعائي لـ«داعش» («الشرق الأوسط»)
TT

برلماني أوروبي لـ «الشرق الأوسط»: المقاتلون الأجانب على أعتاب القارة

مقاتلون أجانب في شريط دعائي لـ«داعش» («الشرق الأوسط»)
مقاتلون أجانب في شريط دعائي لـ«داعش» («الشرق الأوسط»)

قال فيليب لامبرتس زعيم كتله الخضر في البرلمان الأوروبي، إن التعاون الأمني بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لم يصل بعد إلى الشكل المطلوب. جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، وفي إجابته على سؤال حول تكرار العمليات الإرهابية في برلين ونيس وميونيخ وبروكسل وباريس واستوكهولم، والأسباب وراء ذلك. وأضاف المسؤول الأوروبي، أن التعاون الأمني بين الدول الأعضاء في الاتحاد، لم يصل بعد إلى الدرجة المطلوبة، لا من حيث جمع المعلومات الأمنية أو تبادل تلك المعلومات، ويجب أن يكون التعاون أعمق في هذا الإطار، سواء بين الدول الأعضاء أو بين المؤسسات الأمنية والقضائية، وتسهيل عمليات أمنية مشتركة والتنسيق بين الأجهزة المعنية في إجراء تحركات وملاحقات للمشتبه في علاقتهم بالإرهاب، ويجب بشكل إجمالي تعزيز العمل المشترك في مجالات مختلفة.
وحول تصريحات رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاياني مؤخرا، بشأن وصول أعداد من المقاتلين الأجانب من مناطق الصراعات وخاصة من سوريا والعراق، أجاب لامبرتس بالقول: «بالفعل هذا حقيقي، المقاتلون الأجانب على أعتاب أوروبا، ويجب أن نحتاط لهذا الخطر ولكن للأسف الشديد لا يمكن حصر أعداد هؤلاء بشكل محدد، ولا يستطيع أحد أن يتحكم في هذا الأمر؛ لأن هؤلاء عندما سافروا لم يعلنوا مسبقا أنهم ذاهبون بغرض القتال، ومن هذا المنطلق لا يمكن حصرهم بشكل محدد، ولا يمكن أيضا القول بالتحديد كم عدد الذين عادوا من هناك، ولكن على أية حال يجب أن نكون حذرين، ونكثف من إجراءات مراقبة الحدود، ونستعد لعودتهم، وذلك نظرا لما يمكن أن يشكلونه من خطر على المجتمعات الأوروبية».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال آلاين دوشاتلي المدير العام السابق للشرطة الفيدرالية في بلجيكا، إنه «قبل الإعلان من جانب السلطات الأمنية مؤخرا، عن عودة أعداد قليلة من المقاتلين العائدين من سوريا والعراق إلى بلجيكا، كنا نتوقع عودة أعداد أكبر، ولكن للأسف لا توجد معلومات واضحة عن الأسباب لأن الوضع أصلا غير واضح للجميع بشأن (داعش) في العراق وسوريا».
وأضاف دوشاتلي، وهو مدير لمركز للدراسات الأمنية في بلجيكا، أن «الأمر مرتبط بالتطورات على أرض الواقع، ولهذا يمكن أن نتوقع أعدادا كبيرة ستعود خلال الفترة القادمة، وخاصة إذا ما سقطت الموصل بالكامل».
وفي دولة أوروبية أخرى، نشرت صحيفة «الغارديان» في صدر صفحتها الأولى تقريرا تحت عنوان «الخروج الجماعي للمقاتلين الأجانب يضعف تنظيم داعش». ويقول التقرير، إن عددا ضخما من المقاتلين الأجانب والمتعاطفين مع تنظيم داعش بدأوا في التخلي عنه ومحاولة دخول الأراضي التركية. ويضيف أن بريطانيين اثنين على الأقل وأميركي انضما إلى هذا الرحيل الجماعي الذي يستنزف الرتب القيادية في الجماعة الإرهابية. مسؤولون في تركيا وأوروبا قالوا إن أعدادا متزايدة من عناصر التنظيم الأجانب، اتصلوا بسفارات بلادهم وهم يبحثون عن سبل للعودة.
وتعتقد وكالات استخبارات غربية أن أعضاء بارزين في الذراع الخارجية للعمليات المسلحة التابعة للتنظيم - وهم في الغالب من دول أوروبية - عادوا إلى بلادهم، ويقدر عددهم بنحو 250 عنصراً، أغلبهم من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وأستراليا. وبحسب التقديرات غير الرسمية، فإنه من الممكن أن يكون نحو 30 ألف مقاتل أجنبي قد عبروا إلى سوريا للقتال هناك، في حين تقدر الحكومة الأميركية أن نحو 25 ألف مقاتل قُتلوا منذ انطلاق العمليات العسكرية على معاقل التنظيم في خريف عام 2014.
وفي نفس الإطار، صرح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ بأنه من الممكن أن يكثف الحلف مجهوداته مستقبلا في مكافحة الإرهاب. وقال في تصريحات خاصة لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس الأحد: «إننا ننجز حاليا الكثير بالفعل، في أفغانستان والعراق على سبيل المثال، ولكن لدينا الإمكانية لفعل المزيد». وأعلن أنه من المقرر اتخاذ قرارات أولية خلال لقاء رؤساء دول وحكومات الحلف في نهاية شهر مايو (أيار) 2017.
وأعرب ستولتنبرغ عن اعتقاده بأن تدريب قوات محلية يعد «السلاح الأفضل لمكافحة الإرهاب»، مؤكدا بقوله: «إننا نمكّنهم بذلك من دعم استقرار بلادهم بقوتهم الخاصة. وذلك أفضل من إرسال قوات الناتو التي تدافع عن هذه الدول». وأشار إلى أنه لهذا السبب يتم التفكير حاليا في مواصلة تعزيز المهمة التدريبية «الدعم الحازم» في أفغانستان التي يبلغ عدد أفرادها حاليا نحو 13 ألف شخص. وقال: «إننا نتشاور أيضا بشأن ألا يتم تمديد مهمة التدريب من عام لعام كما يحدث حتى الآن، ولكن لفترة زمنية أطول. ويمكننا بذلك توفير أفق مستقبلية طويلة المدى»، موضحا أنه من المتوقع اتخاذ القرار في شهر يونيو (حزيران) المقبل. تجدر الإشارة إلى أنه مع بداية عام 2015 بدأت المهمة الجديدة في أفغانستان المعروفة باسم مهمة «الدعم الحازم» لتدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها، والتي أعقبت المهمة القتالية «إيساف». يذكر أن حلف الأطلسي (ناتو) أنهى مهمة «إيساف» في أفغانستان رسميا، في بداية عام 2015 بعد 13 عاما.



كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

TT

كيف غيّر وصول ترمب لسدة الرئاسة بأميركا العالم؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال الجلسة العامة لقمة حلف شمال الأطلسي شمال شرقي لندن يوم 4 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

يؤدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، اليوم (الاثنين)، اليمين الدستورية بصفته الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. أما التأثير العالمي لولايته الثانية فقد بدأ يُشعر به بالفعل قبل انطلاق العهد الجديد. فمن القدس إلى كييف إلى لندن إلى أوتاوا، غيّر فوز ترمب الانتخابي وتوقع أجندة ترمب الجديدة حسابات زعماء العالم، حسبما أفادت شبكة «بي بي سي» البريطانية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال إلقائهما كلمة مشتركة بالبيت الأبيض في واشنطن بالولايات المتحدة يوم 28 يناير 2020 (رويترز)

اتفاق وقف النار في غزة

لقد أحدث دونالد ترمب تأثيراً على الشرق الأوسط حتى قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي لبدء ولايته الثانية بصفته رئيساً. قطع الطريق على تكتيكات المماطلة التي استخدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتحالف مع شركائه في الائتلاف القومي المتطرف، لتجنب قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضعه سلف ترمب جو بايدن على طاولة المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. ويبدأ ترمب ولايته الثانية مدعياً الفضل، مع مبرر معقول، في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق «بي بي سي».

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء في الأمم المتحدة في نيويورك يوم 25 سبتمبر 2024 (رويترز)

قلق الحكومة البريطانية

ترمب وفريقه مختلفان هذه المرة، وأكثر استعداداً، وربما بأجندة أكثر عدوانية، لكن سعادة ترمب بإبقاء العالم في حيرة واضحة. فهذا الغموض المصاحب لترمب هو ما تجده المؤسسة السياسية البريطانية صادماً للغاية.

حصلت سلسلة من الاجتماعات السرية «للحكومة المصغرة» البريطانية، حيث حاول رئيس الوزراء كير ستارمر، والمستشارة راشيل ريفز، ووزير الخارجية ديفيد لامي، ووزير الأعمال جوناثان رينولدز «التخطيط لما قد يحدث»، وفقاً لأحد المصادر.

قال أحد المطلعين إنه لم يكن هناك الكثير من التحضير لسيناريوهات محددة متعددة للتعامل مع ترمب؛ لأن «محاولة تخمين الخطوات التالية لترمب ستجعلك مجنوناً». لكن مصدراً آخر يقول إنه تم إعداد أوراق مختلفة لتقديمها إلى مجلس الوزراء الموسع.

قال المصدر إن التركيز كان على «البحث عن الفرص» بدلاً من الذعر بشأن ما إذا كان ترمب سيتابع العمل المرتبط ببعض تصريحاته الأكثر غرابة، مثل ضم كندا.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 28 يونيو 2019 (رويترز)

صفقة محتملة

في الميدان الأوكراني، يواصل الروس التقدم ببطء، وستمارس رئاسة ترمب الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا. وهناك حقيقة صعبة أخرى هنا: إذا حدث ذلك، فمن غير المرجح أن يكون بشروط أوكرانيا، حسب «بي بي سي».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (حينها مرشحاً رئاسياً) يصعد إلى المنصة لإلقاء كلمة حول التعليم أثناء عقده تجمعاً انتخابياً مع أنصاره في دافنبورت بولاية أيوا بالولايات المتحدة يوم 13 مارس 2023 (رويترز)

سقوط ترودو في كندا

يأتي عدم الاستقرار السياسي في أوتاوا في الوقت الذي تواجه فيه كندا عدداً من التحديات، وليس أقلها تعهد ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على السلع الكندية.

حتى وقت قريب، بدا جاستن ترودو عازماً على التمسك برئاسته للوزراء، مشيراً إلى رغبته في مواجهة بيير بواليفير - نقيضه الآيديولوجي - في استطلاعات الرأي. لكن الاستقالة المفاجئة لنائبة ترودو الرئيسية، وزيرة المالية السابقة كريستيا فريلاند، في منتصف ديسمبر (كانون الأول) - عندما استشهدت بفشل ترودو الملحوظ في عدم أخذ تهديدات ترمب على محمل الجد - أثبتت أنها القشة الأخيرة التي دفعت ترودو للاستقالة. فقد بدأ أعضاء حزب ترودو أنفسهم في التوضيح علناً بأنهم لم يعودوا يدعمون زعامته. وبهذا، سقطت آخر قطعة دومينو. أعلن ترودو استقالته من منصب رئيس الوزراء في وقت سابق من هذا الشهر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ في قمة زعماء مجموعة العشرين في أوساكا باليابان يوم 29 يونيو 2019 (رويترز)

تهديد الصين بالرسوم الجمركية

أعلنت بكين، الجمعة، أن اقتصاد الصين انتعش في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مما سمح للحكومة بتحقيق هدفها للنمو بنسبة 5 في المائة في عام 2024.

لكن العام الماضي هو واحد من السنوات التي سجلت أبطأ معدلات النمو منذ عقود، حيث يكافح ثاني أكبر اقتصاد في العالم للتخلص من أزمة العقارات المطولة والديون الحكومية المحلية المرتفعة والبطالة بين الشباب.

قال رئيس مكتب الإحصاء في البلاد إن الإنجازات الاقتصادية التي حققتها الصين في عام 2024 كانت «صعبة المنال»، بعد أن أطلقت الحكومة سلسلة من تدابير التحفيز في أواخر العام الماضي.

وفي حين أنه نادراً ما فشلت بكين في تحقيق أهدافها المتعلقة بالنمو في الماضي، يلوح في الأفق تهديد جديد على الاقتصاد الصيني، وهو تهديد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على سلع صينية بقيمة 500 مليار دولار.