قاتل بن لادن يكشف في كتاب عن عملية أبوت آباد

رأيته أطول وأرق ولحيته أقصر مما كنت أتوقع

أسامة بن لادن في منزله قبل مقتله في أبوت آباد عام 2011  - روبرت أونيل قاتل أسامة بن لادن كشف تفاصيل اغتيال زعيم «القاعدة»... («الشرق الأوسط»)
أسامة بن لادن في منزله قبل مقتله في أبوت آباد عام 2011 - روبرت أونيل قاتل أسامة بن لادن كشف تفاصيل اغتيال زعيم «القاعدة»... («الشرق الأوسط»)
TT

قاتل بن لادن يكشف في كتاب عن عملية أبوت آباد

أسامة بن لادن في منزله قبل مقتله في أبوت آباد عام 2011  - روبرت أونيل قاتل أسامة بن لادن كشف تفاصيل اغتيال زعيم «القاعدة»... («الشرق الأوسط»)
أسامة بن لادن في منزله قبل مقتله في أبوت آباد عام 2011 - روبرت أونيل قاتل أسامة بن لادن كشف تفاصيل اغتيال زعيم «القاعدة»... («الشرق الأوسط»)

صدر، قبل 3 أيام، كتاب مذكرات روبرت أونيل (41 عاماً)، الجندي الأميركي الذي تأكد أنه هو الذي قتل أسامة بن لادن، مؤسس وزعيم منظمة القاعدة في عام 2011، في أبوت، بباكستان.
اسم الكتاب «أوبريتور» (المنفذ)، وفيه تفاصيل ليلة نزول القوات الخاصة في مدينة أبوت آباد، والقضاء على شخص كان أهم من سعت دولة لقتله في التاريخ.
كتب أنه، عندما ظهرت علامات تؤكد أن بن لادن داخل المبنى، ذكر أونيل نفسه: «تذوق هذه اللحظة، وربما لن تعود حياً». وكتب: «بحق الجحيم، نحن هنا. هذا هو منزل بن لادن. هذا رائع جداً. ربما لن نعيش، لكن هذه لحظة تاريخية، وأنا هنا لأتذوقها».
قال إن «الجنود انتقلوا إلى غرف مليئة بالنساء والأطفال في الطابق الأرضي. وكانت جاسوسة قالت، سابقاً، للقوات الخاصة إنهم قد يصادفون خالد بن لادن (23 عاماً). سيكون في حراسة والده. وسيكون في الطابق الثاني».
وفعلاً شاهده أونيل، وهمس، كما كان درب مرات كثيرة، باللغتين العربية والأردية: «(تعالِ إلى هنا يا خالد)... لم يسمع، أو لم يفهم، خالد ما قال أونيل». وسأل: «ماذا قلت؟»، وقبل أن يكمل كلامه أصابه أونيل في رأسه.
كتب أنه، عندما صعد، مع جندي آخر، إلى الطابق الثالث: «قال لي صوت في رأسي: تعبت يا أونيل من الانتظار والقلق. ها هي لحظة التنفيذ قد جاءت». وأضاف: «لم تكن شجاعة بقدر ما كانت رغبة في إنهاء تعب سنوات».
وعندما رأى امرأتين في الظلام، اعتقد أنهما ربما شركاً لتفجير قنبلة والقضاء عليه وعلى غيره، ولم يتردد في قتلهما.
بعد أن تحول إلى غرفة أخرى، رأى بن لادن: «أطول وأرق مما كنت أتوقع، ولحيته أقصر مما كنت أتوقع، وشعره أبيض».
وقفت امرأة أمامه، لكن أونيل لم يتردد. رفع بندقيته الأتوماتيكية فوق كتفها، وسحب الزناد مرتين، وكتب: «انقسم رأس بن لادن مفتوحاً، وسقط على الأرض».
وأضاف: «ثم وضعت رصاصة أخرى في رأسه، كتأمين».
في عام 2014، قال أونيل إنه هو الذي قتل بن لادن. لكن، رفض البنتاغون أن يؤيده أو ينفيه. قال ذلك بعد أن كتب الجندي السابق ماثيو بيسونيت، في عام 2012، كتاباً بعنوان: «ليس يوماً سهلاً»، وباع منه عشرات الملايين، وأشار إلى دور أونيل، لكنه لم يقل أن أونيل هو الذي قتل بن لادن مباشرة.
في ذلك الوقت، تعرض بيسونيت للتهديد بالسجن من قبل البنتاغون؛ لأنه لم يستأذن البنتاغون قبل إصدار الكتاب. وفي العام الماضي، توصل الجانبان إلى تسوية بأن يدفع جزءاً من ملايين الدولارات التي كسبها إلى الحكومة.
أول من أمس، قال متحدث باسم دار «سكربنر» للنشر، التي نشرت كتاب أونيل، إن البنتاغون أجاز مسودة كتاب أونيل.
في عام 2012، ترك أونيل القوات الأميركية المسلحة، وبعد عودته إلى الحياة المدنية، انفصل عن زوجته، وكانت أنجبت له 3 أطفال. وحسب مجلة «اسكوايار»: «يعيش الآن قصة حب مع جيسيكا هالبين (27 عاماً)».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.