المخاطر الصحية للماريغوانا تلفت الانتباه مع زيادة انتشارها حول العالم

عدد الإصابات بأمراض متعلقة بالقنب في بريطانيا يزداد 50 %

الماريغوانا تباع علناً في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنا بعد تقنين بيعها (أ.ب)
الماريغوانا تباع علناً في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنا بعد تقنين بيعها (أ.ب)
TT

المخاطر الصحية للماريغوانا تلفت الانتباه مع زيادة انتشارها حول العالم

الماريغوانا تباع علناً في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنا بعد تقنين بيعها (أ.ب)
الماريغوانا تباع علناً في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنا بعد تقنين بيعها (أ.ب)

يشهد تدخين الماريغوانا ارتفاعا في جميع أنحاء العالم. وقال 13 في المائة من البالغين الأميركيين الذين شملهم استطلاع للرأي لمؤسسة «غالوب» للاستطلاعات في 2016، إنهم يدخنون حاليا ذلك المخدر، بزيادة عن 7 في المائة كانوا يدخنونها في عام 2013. وقال 43 في المائة إنهم جربوها.
وفي الوقت نفسه، تخطط كندا لتقنين استخدام الماريغوانا بشكل كامل بحلول عام 2018. وفي أوروبا، يشهد استخدام ذلك المخدر زيادة، حيث أظهرت دراسة مسحية تعود لعام 2015، أن 16.6 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاما استخدموا ذلك المخدر مرة واحدة على الأقل، خلال الأشهر الـ12 الأخيرة.
ونتيجة لذلك، ينظر الخبراء الطبيون بشكل متزايد في المخاطر الصحية للماريغوانا وكيف يمكن جعل استخدامها أكثر أمانا.
وقد تضاعف تأثير ذلك المخدر العشبي المعروف طبيا باسم القنب، على مستوى العالم خلال الأعوام الـ40 الماضية، وفقا لمتخصصين بريطانيين يقولون إن هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على المساعدة في اضطرابات تتعلق باستخدام الماريغوانا.
ويقول الدكتور توم فريمان، وهو باحث بارز زميل جمعية دراسة الإدمان، والمؤلف المشارك لتقرير عن استخدام القنب نشرته دورية «لانسيت» الطبية البريطانية مؤخرا: «زاد عدد الأشخاص في المملكة المتحدة الذين يخضعون لعلاج متخصص من القنب بنسبة تزيد على 50 في المائة في السنوات الثماني الماضية».
والمكونات الفعالة الرئيسية في الماريغوانا هي مكون «دلتا - 9 - تيترايدروكانابينول» («تي إتش سي» ذو التأثير النفسي، والكانابيدول «سي بي دي» غير المسكر).
والماريغوانا عالية الفعالية ترتفع فيها مستويات «تي إتش سي» مع مستويات أقل أو منعدمة من «سي بي دي»، وهو مكون يقول الخبراء إنه ربما يحمي من بعض الآثار الضارة لـ«تي إتش سي» مثل ضعف الذاكرة ومرض جنون العظمة (بارانويا).
وفي كثير من عمليات زراعة الماريغوانا اليوم التي تتم في كثير من الأحيان تحت الضوء الصناعي، تعتبر تركيزات «تي إتش سي» أعلى بصورة ملحوظة من النباتات التي تزرع في الهواء الطلق بالطريقة التقليدية، وفقا لما يشير إليه الباحثون.
ويدعو التقرير إلى معالجة تأثير الماريغوانا. ويقول الدكتور أمير إنغلوند من كلية «كينغز كوليدج» في لندن: «يمكن أن تكون استراتيجية قائمة على زيادة محتوى (سي بي دي) في القنب، واعدة بشكل خاص؛ لأن (سي بي دي) يمكن أن يبطل أثر كثير من الأضرار المرتبطة بالقنب من دون المساس بتأثيراته المجزية».
ولم يشر معدو التقرير إلى أي اضطرابات ناجمة عن أشباه القنب المنتجة صناعيا، التي لا تحتوي على مكون «تي إتش سي»، ولكن من المعروف أن لها آثارا قوية وتسبب جنون العظمة نسبيا في كثير من الأحيان.
وهناك طريقة أخرى لجعل الماريغوانا أكثر أمانا، كما يقولون، وهي التركيز أكثر على مخاطر التبغ، حيث إن الاثنين كثيرا ما يستخدمان معا، وخاصة في أوروبا.
ويقترح الباحثون، على سبيل المثال، أن المبخرات الخالية من الدخان يمكن أن تساعد على الحد من الآثار الضارة للدخان وإبطال خصائص التبغ التي تسبب الإدمان إلى حد بعيد.
ومع ذلك، وفقا لدراسة أجريت مؤخرا في الولايات المتحدة، فإن استخدام الماريغوانا وحدها يحمل أيضا مخاطر صحية.
واستنادا إلى أكثر من 20 مليون سجل صحي، وجدت الدراسة أن استخدام الماريغوانا يرتبط بشكل مستقل بزيادة قدرها 26 في المائة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وزيادة بنسبة 10 في المائة في خطر الإصابة بهبوط في القلب.
وتقول الدكتورة أديتي كالا، وهي باحثة في أمراض القلب بمركز آينشتاين الطبي في فيلادلفيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم الفسيولوجيا المرضية وراء هذا التأثير».
ولأن الدراسة استندت إلى سجلات خروج المرضى من المستشفيات، يقول الباحثون إن النتائج قد لا تعكس عموم السكان. وقد تمت عمليات خروج المرضى في عامي 2009 و2010، عندما كان استخدام الماريغوانا لا يزال غير قانوني في معظم الولايات الأميركية.
والآن يتجه هذا المخدر إلى أن يصبح قانونيا للاستخدامات الطبية أو الترفيهية في أكثر من نصف الولايات الخمسين. وقننت 8 ولايات إضافة إلى عاصمة البلاد واشنطن الاستخدام الترفيهي للماريغوانا، رغم أنه تم حظر البيع التجاري لذلك المخدر في العاصمة، وهو إجراء أدى إلى بعض ترتيبات الإهداء التي تتسم بسعة الحيلة.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.