مائة عام مضت على ولادة أول نظام شيوعي في العالم، حين انتصرت «البولشفية» في روسيا على النظام الملكي للقيصر نيكولاس الثاني. استذكارا للثورة الحمراء التي غيّرت وجه روسيا والعالم، نظّمت المكتبة البريطانية في العاصمة لندن، تحت عنوان «الثورة الروسية: أمل ومأساة وأساطير»، معرضا ليومين، يبدأ اليوم.
كتب ولوحات وعملات وصور لشخصيات مركزية وأسلحة ورسائل تشهد على تلك الحقبة الزمنية وتسرد مجرى أحداث الحرب الأهلية، وخرائط تحكي عن نقاط انطلاق الثورة في القسم الأوروبي لروسيا لتصل إلى الآسيوي منها.
وكجزء من الذكرى المئوية للثورة، سلّط المعرض الضوء على بعض الأحداث التي لم تكن معلومة مسبقا، وعلى التغيرات العالمية وقتها، من صور وروايات لشخصيات سياسية مركزية وكتاب ومفكرين وأخرى معروفة، لمعت أسماؤها من أبناء الثورة وأعدائها، أبرزها القيصر نيكولاس الثاني والراهب راسبوتين وفلاديمير لينين وليون تروتسكي، وقصص من واقع الأرض الروسية عن شعب عادي عاش وعانى في أوقات غير عادية.
تقبع النسخة الأولى لرواية «دكتور زيفاغو» من تأليف الأديب الروسي بوريس باسترناك، في زاوية من المعرض، وهي قصة مفعمة بالرومانسية تجري أحداثها بين 1903 و1929، أعوام الضياع والاضطرابات الدموية في روسيا، وتتناول تغيرات النفس البشرية في مواقفها وما يطرأ عليها من تبدل في الأفكار بين طبقة الثوار قبل تسلم السلطة والثوار بعد السلطة، وماذا تفعل السلطة في البشر.
ومن خلال الملصقات والرسائل والصور واللافتات وقطع الأسلحة والتسجيلات والأفلام، يخبرنا المعرض قصصا لا تصدق عن الثورة، من ألبوم تتويج القيصر عام 1896، وصور فوتوغرافية ورسوم كاريكاتيرية عن راسبوتين، إلى دعاية لملصق كبير من الورق علّق على الجدار خلف حاجز زجاجي فاصل، امتلأ بكتابات بخط اليد لنساء عاملات في المصانع، والطبعة الأولى من البيان الشيوعي الذي نشر في لندن عام 1848، وزي عسكري للجيش الأحمر، وملصقات دعائية روسية مضادة للثورة البيضاء، وكتاب لينين التذكاري، ورسالة مؤرخة تعود لعام 1922 أرسلها اسكوتلانديارد إلى مكتبة المتحف البريطاني يطالب بعدم نشر مجموعة مختارة من الأدب البولشفي العام على اعتبار أنّها تحريضية.
يبدأ المعرض مع عهد القيصر الأخير، ويستكشف نمو الحركات الثورية والتغيير الاجتماعي والسياسي الهائل الذي يُظهر تحول الملكية التقليدية الروسية إلى أول دولة شيوعية في العالم.
وتشمل المواد التي تُعرض لأول مرة، رسالة كتبها لينين أب الثورة الروسية، في أبريل (نيسان) 1902، بتوقيع جاكوب ريشتر الاسم المستعار الذي كان يستخدمه من أجل التهرب من الشرطة القيصرية في ذلك الوقت، ويتقدم فيها بطلب ليصبح قارئا مشاركا في مكتبة المتحف البريطاني وهي اليوم جزء من محتويات المكتبة النادرة.
وفي المكتبة، تسير كاتيا روجاتشيفسكايا، المسؤولة عن اختيار المواد وتنظيم المعرض، متحدثة عن أهمية فهم الثورة لتحليل ومعرفة ما يحدث في العالم اليوم، وكيف أنّ أحداثها غيّرت العالم إلى الأبد. وقدّمت لمحة عامة عن الأحداث المهمة من الأيام الأخيرة للإمبراطورية الروسية وسقوط القيصر حتى صعود أول دولة شيوعية بقيادة لينين، مركزة على حياة أشخاص عايشوا الثورة، باستخدام رسائل خطية وصور وملصقات وأفلام.
وكيف أثّرت الثورة على الأدب الروسي، والهندسة المعمارية والموسيقى والتعبير الفني، وكذلك دراسة حياة وأوقات الشخصيات الرئيسية، مثل لينين وأفراد عائلة رومانوف الملكية.
معرض للمكتبة البريطانية في مئوية الثورة البولشفية
من أبرز مقتنياته رسالة بخط يد لينين
معرض للمكتبة البريطانية في مئوية الثورة البولشفية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة