حملة إسرائيلية ضد إضراب الأسرى

تهدف إلى نسف الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات

متظاهرون من حركة «فتح» في مواجهة جنود إسرائيليين خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون من حركة «فتح» في مواجهة جنود إسرائيليين خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

حملة إسرائيلية ضد إضراب الأسرى

متظاهرون من حركة «فتح» في مواجهة جنود إسرائيليين خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون من حركة «فتح» في مواجهة جنود إسرائيليين خلال مسيرة تضامنية مع الأسرى قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)

تدير الحكومة الإسرائيلية حملة دولية ضد إضراب الأسرى الفلسطينيين، بغية تقويضه وتحويله إلى نصل يرتد إلى نحر السلطة الفلسطينية الواقفة وراءه، وإحراج الرئيس محمود عباس قبيل لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مطلع الشهر المقبل.
وفي إطار هذه الحملة، تروج إسرائيل للزعم بأن السلطة تموّل مصروفات الأسرى الشهرية في السجون ومعيشة عائلاتهم؛ ما تعتبره «تأييداً للإرهاب». وقال مصدر سياسي في تل أبيب بعد جلسة الحكومة الإسرائيلية التي بحثت الموضوع، أمس، إن الأفكار الإسرائيلية في هذا الموضوع «بدأت تتغلغل جيداً في إدارة الرئيس ترمب، وكذلك في الكونغرس الأميركي، وحتى في أوساط سياسية في أوروبا».
وأكد أن الرئيس عباس «سيسمع أموراً لن تعجبه في هذا الشأن في البيت الأبيض». وفسر ذلك قائلاً: «في الغرب باتوا حساسين بشكل بالغ للإرهاب، ويقفون مع كل حراك ضده. ولن تجد هناك من يقبل أن يتفهم عملية تمويل عائلات الأسرى التي تقدر بـ300 مليون دولار في السنة».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في مستهل جلسة حكومته، أمس، أنه «يجب على السلطة الفلسطينية إثبات التزامها بالسلام، من خلال وقف تحويل المخصصات للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ولعائلات المخربين». وأضاف: «يجب على الفلسطينيين اجتياز اختبار السلام، ويجب على السلطة محاربة الإرهاب ووقف دفع الأموال والمكافآت لمن يمارس الإرهاب، ومن يربي أولاده على ممارسة الإرهاب».
وأدلى نتنياهو بتصريحات مشابهة، مساء أول من أمس، في لقاء أجراه معه الصحافي المحافظ شون هانيتي من شبكة «فوكس نيوز» الأميركية. واتهم السلطة بأنها «تدفع للإرهابيين بطريقة التفافية. يجب على الفلسطينيين الاعتراف ووقف دفع المال للمخربين». وادعى أن «هناك فرية في المجتمع الدولي تقول إنني لا أريد السلام، وإسرائيل لا تريد السلام. العكس هو الصحيح... على المجتمع الدولي تركيز الضغط على الفلسطينيين ومطالبتهم بتحمل مسؤولية أعمالهم. إذا حدث هذا يمكننا القول إننا وصلنا إلى نقطة تحول».
وأكدت مصادر سياسية أن هذه اللهجة التي يستخدمها نتنياهو بشكل مفاجئ هذه الأيام جاءت لتجهض المحاولات الأميركية لاستئناف المفاوضات: «إذ إنه يريد وضع الرئيس الفلسطيني كممثل اتجاه معادٍ للسلام، ولا يريده شريك الند بالند أمام البيت الأبيض». وأوضحت أن هذه الجهود «بدأت تثمر، والإدارة الأميركية ستطالب أبو مازن بوقف تمويل الأسرى وعائلاتهم، أو عائلات منفذي العمليات؛ باعتبار أن هذا يعتبر مساندة وتشجيعاً للإرهاب».
وكانت مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية كشفت أن مشروع قانون سيطرح قريباً على جدول الكونغرس ينص على الامتناع عن تمويل جهات تشجع الإرهاب، وأن المقصود بذلك هو السلطة الفلسطينية التي تدفع المال لعائلات الأسرى والقتلى من منفذي العمليات.
الجدير بالذكر أن المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الإسرائيلية، اجتمع أمس بعد جلسة الحكومة للبحث في إضراب الأسرى. واستبق نتنياهو هذا البحث بالدفاع عن سياسته القمعية ضد الإضراب، ورفضه التفاوض مع الأسرى، فقال إن «إسرائيل تتعامل مع الإضراب بسياسة تتماشى مع المعايير الدولية وليس مع إملاءات الإرهابيين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.