متاجر المستقبل... روبوتات تدرك ما يريده العميل وفق حالته المزاجية

تتيح للزبائن تجربة الملابس من خلال غرف القياس التخيلية

مرآة سحرية تغير شكلك (نيويورك تايمز)
مرآة سحرية تغير شكلك (نيويورك تايمز)
TT

متاجر المستقبل... روبوتات تدرك ما يريده العميل وفق حالته المزاجية

مرآة سحرية تغير شكلك (نيويورك تايمز)
مرآة سحرية تغير شكلك (نيويورك تايمز)

كيف ستبدو المتاجر في المستقبل؟ هل ستتولى أساطيل من الروبوتات البراقة خدمتنا وفق آلية تعرُف تكنولوجية حديثة تعتمد على التعرف على ملامح الوجه لتدرك ما يريد العميل شراءه وفق حالته المزاجية وقت الشراء أو حسب ما يفضله استناداً إلى سجل مشترياته المدون في المتجر؟ هل ستكون هناك خواص مساعدة تعمل بالصوت لتتولى تحميل نوعيات الملابس بمختلف ألوانها ومقاساتها على هاتفك الذكي؟ هل لن تكون هناك أماكن لتفحص مشترياتك قبل مغادرة المتجر؟ هل ستكون هناك صور مجسمة على أرض المتجر تتغير تلقائياً عندما يسير العميل فوقها؟
ربما سيقوم المشترون بشراء جميع لوازمهم دون الحاجة لمغادرة منازلهم، إذ إنهم سيتمكنون من تجربة مقاسات الملابس من خلال غرف القياس التخيلية. كذلك ستتولى طائرات الدرون إرسال البضائع مباشرة إلى فناء منزلك أو إلى عتبة شقتك. قد يبدو جميع ما سبق خيال محض، لكن الحقيقة تقول إنها قاربت لأن تصبح حقيقة ومن الممكن مشاهدتها على أرض الواقع خلال عقد واحد من الزمان. لكن هل هذا النوع من تجارب التسوق هو ما يريده المشترون بالفعل؟
الإجابة هي أن أعداداً لا حصر لها من تجار التجزئة ومبدعو الموضة يقولون لا. غير أن ما حدث هو أنه في أسواق لا يتوقعها أحد وتعد أكثر ازدحاماً ورواجاً حيث تعتمد عمليات الشراء على توقع رغبات العملاء وتلبيتها حتى قبل أن يقرروا هم أنفسهم ما يرغبون في شرائه، فالسباق لاستكشاف كيف وأين يمكن أن ينفق العملاء أموالهم قد بدأ بالفعل وبصورة ساخنة.
وعلى سبيل المثال، من المقرر أن يقيم سوق «فارفيتش»، موقع التسوق العالمي الذي يضم عدداً من أرقى المتاجر العالمية، ملتقى ليوم واحد بمتحف التصميم في لندن. فخلال الملتقى الذي سيضم 200 من المختصين بالموضة والأزياء، سيقوم جوزيه نيفي، مؤسس ملتقى «فارفيتش» الإلكتروني، بالكشف عن «متجر المستقبل» الذي يعتبر جناحاً مخصصاً للتكنولوجيا قامت شركته بتأسيسه بغرض مساعدة أصحاب الماركات العالمية والمحال التجارية المعنية بالموضة في تقريب المسافات بين عالم الموضع على الإنترنت وعالم الموضة على أرض الواقع. غير أنه في مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي، صرح نيفيس بقوله: «أنا أومن بالمتاجر الحقيقية، فلن تختفي هذه المتاجر وسوف تستمر جزءاً أصيلاً من ثورة تجارة التجزئة التي بدأت للتو».
ويرى تقرير مماثل صدر عن شركة «براين وشركاه» الأسبوع الحالي أن هذا الرأي قد يكون صائباً، فرغم أن نحو 70 في المائة من عمليات الشراء الراقية تتأثر بالتفاعل في الإنترنت، يؤكد المستشارون أن المتاجر الحقيقية ستستمر في لعب دور هام، إن نحو 75 في المائة من المبيعات ستتم من خلال المتاجر الحقيقية حتى عام 2025. لكن ما سيتغير هو الوظيفة الأساسية للمتجر. أضاف نيفيس أن «العملاء لا يستيقظون من النوم فجأة ليقولوا إننا سنتسوق عبر الإنترنت اليوم أو سنخرج إلى السوق لاحقاً. فدائماً ما يتنقل الناس بين العالمين الواقعي والافتراضي»، مضيفاً أن «الاستفادة من هذا السلوك يشكل تحدياً كبيراً لتجار التجزئة ولأصحاب الماركات وللغرض الذي أقمنا من أجله هذا الملتقى. فما يعنينا الآن هو أن نوفر لعملائنا فرصة الوصول للمعلومة الجديدة بشأن تغيير ثقافة الشراء عبر الإنترنت والاستفادة من التكنولوجيا الجديدة ليتسنى للجميع مواكبة العصر المقبل وليكونوا ملمين بمتطلبات الغد».
«هوليشن» شركة استشارات في مجال الواقع المعزز مقرها لندن، تعاونت في الخريف الماضي مع شركة مستحضرات التجميل البريطانية «تشارلوت تيلبيري» لتطوير مفهوم «المرآة السحرية»، وهي أداة افتراضية للتجميل تسمح للعميلة بأن تجرب أكثر من طلة، تحمل إلكترونياً على وجه العميلة لمدة 40 ثانية. ويمكن للمشترية إرسال صورة من الطلة المختارة إلى الإيميل الخاص بها إما للاحتفاظ بها للرجوع إليها لاحقاً أو لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعية.
«التكنولوجيا لا تزال عقبة أمام المشتري الذي يحتاج للمس الملابس وتحسس ملمسها ورؤيتها على الطبيعة بدلاً من رؤيتها صورة عبر شاشة الهاتف الذكي أو الآيباد»، علق جوناثان تشيبنديل الرئيس التنفيذي لشركة «هوليشن». الجائزة الكبرى لمتاجر الملابس هي التوصل لوسيلة تكنولوجية تستخدم المعطيات لخلق تجربة تسوق «مفصلة» تدرك اختلاف الأشخاص في طبيعتهم وحاجاتهم.
يتفق مع هذه المقولة توم تشابمان مؤسس موقع «ماتشز فاشون» (MatchesFashion.com)، الذي كان في بدايته متجراً من الحجر والطوب وتحول إلى الإنترنت حتى أصبحت تعاملاته الافتراضية تمثل نسبة 95 في المائة من نشاطه. ومع ذلك يؤكد تشابمان أن المتاجر على الأرض والفعاليات الواقعية لا تزال مهمة «للفرص التسويقية» إذا اعتمدت على قوائم متخصصة وفعاليات تقدم للعميل ما هو أكثر من البضاعة المشتراة. ويضرب المثل بموقعه الذي يقدم سلسلة من المحاضرات وعروض الأفلام وحفلات لمقابلة المصممين إلى جانب توفير دروس في وسائل التواصل الاجتماعي ودروس رياضة ودورات لتعليم تنسيق الزهور. «يجب أن تكون موجوداً لعميلتك في كل الأصعدة، وقد لمسنا أن نسبة كبيرة من العملاء تفضل التفاعل الإنساني».
«المحلات على أرض الواقع لن تستطيع الاكتفاء بعرض صفوف من البضاعة، لكي تستمر يجب أن تكون لديها وجهات نظر تميز المالك عن غيره». الأسبوع الماضي أطلق موقع «يوكس نيت آ بورتيه» بالتعاون مع دار «فالنتينو» مبادرة «نكست إرا» التي توفر مدخلاً لأكبر متجر لفالنتينو في العالم، ولكنه لن يكون موجوداً في شارع أو ساحة، ولكن على الفضاء الإلكتروني. المتجر الذي سيفتتح العام المقبل سيمكن المشتري من الوصول إلى أي بضاعة يريدها من أي متجر للدار حول العالم، وذلك عن طريق موقع «يوكس نيت آ بورتيه» الذي يقدم خدمة التوصيل السريع والواجهة الذكية والخدمات المعززة بالذكاء الاصطناعي. وهو ما فعله موقع «فارفيتش» المنافس، الذي أطلق أخيراً خدمة للتوصيل للمتسوق في دار «غوتشي» تسهل التوصيل وترجيع البضائع من المتجر مباشرة إلى المستهلك في 90 دقيقة وعلى امتداد 10 مدن.
«وصول البضائع في الوقت المطلوب يظل أهم مطلب للمتسوقين في سوق البضائع الفاخرة»، علق نيفيس من موقع «فارفيتش»، «يريدون كل الخدمات الإضافية ولكنهم أيضاً يريدون أن يضعوا يدهم على البضاعة المختارة باللون والمقاس الصحيح بأسرع وقت ممكن».
* خدمة «نيويورك تايمز»



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.