بصمة الهاتف الذكي... ليست آمنة

علماء أميركيون نجحوا في إنتاج «بصمة رقمية شاملة مزورة» تخدع أغلب الأجهزة الإلكترونية

عضو في فريق البحث الأميركي تقارن البصمات البشرية
عضو في فريق البحث الأميركي تقارن البصمات البشرية
TT

بصمة الهاتف الذكي... ليست آمنة

عضو في فريق البحث الأميركي تقارن البصمات البشرية
عضو في فريق البحث الأميركي تقارن البصمات البشرية

مستشعرات أو مجسات بصمة الإصبع حولت الهواتف الذكية والكومبيوترات إلى أجهزة تحقق المعجزات بعد أن أصبح بمقدور أصحابها، وبلمسة من إصبعهم، التسوق من موقعي «آبل بلاي» و«غوغل بلاي»، وشراء مختلف البضائع ابتداء من الأجهزة المنزلية الرخيصة وانتهاء بأقدم طرز السيارات بثمن مليون دولار.. هذا إضافة إلى تمكنهم من تصفح حساباتهم المصرفية ودفع فواتيرهم إلكترونيا.
* بصمة رقمية مزورة
إلا أن هذه المجسات لم تعد آمنة وفقا لأحدث بحث أميركي أجراه باحثون في جامعتي نيويورك وميتشيغن، ونشر الاثنين الماضي. ويفترض البحث أن من الممكن خداع الهاتف الذكي بواسطة بصمة رقمية مزورة تم تشكيلها، وتحتوي على الملامح العامة التي توجد في بصمات الإنسان. وفي تجارب محاكاة تمكن الباحثون من تطوير طقم كامل من بصمة رقمية شاملة أو «بصمة صناعية لكل البصمات» يمكنها تأدية عمل البصمات البشرية المماثلة لتلك المستخدمة في 65 في المائة من الهواتف في كل الأوقات.
إلا أن الباحثين لم ينفذوا اختباراتهم على الهواتف الحقيقية ولذا فإن خبراء الأمن يقولون إن هذه النسبة ستكون أقل كثيرا في واقع الحياة اليومية. ومع هذا فإن النتائج الجديدة تطرح تساؤلات مقلقة حول كفاءة سلامة وأمن تقنية بصمة الإصبع داخل الهواتف الذكية.
وقال إندي أدلر البروفسور في هندسة النظم والكومبيوتر في جامعة كارليتون في كندا، الذي يبحث في أمن نظم القياسات البيولوجية، إن «الدراسة قد لا تثير مخاوف خطيرة إلا أنها تقدم نتائج سيئة بما فيه الكفاية». وأضاف: «إذا كنت أريد أن أستخدم هاتفك لشراء شيء ما من (آبل بلاي) وأدفع ثمنه، فإن اختراق هاتف واحد من أصل 10 هواتف، يمثل فرصة جيدة لي» لسرقتك بنجاح.
ورغم أن من الصعب تزوير البصمة البشرية بكاملها فإن ماسحات البصمة داخل الهواتف تكون صغيرة جدا، ولذا فإنها لا تقرأ إلا جزءا من البصمة. وعندما يبدأ مستخدم الهاتف في ترتيب الإعدادات الخاصة ببصمته على هاتف «آيفون» أو هاتف آخر يعمل بنظام «آندرويد» فإن الهاتف يلتقط عادة 8 إلى 10 صور للإصبع بهدف تسهيل مهمة المقارنة والمطابقة، كما أن غالبية المستخدمين يستخدمون أكثر من إصبع واحدة مثل الإبهام والسبابة لكلتا اليدين.
وبما أن لمسة الإصبع لا تتطلب إلا مطابقتها لصورة واحدة لفتح الهاتف فإن هذه التقنية تظل معرضة للتهديدات نتيجة الخداع.
* «بصمة لكل البصمات»
ويقول ناصر ميمون البروفسور في علوم وهندسة الكومبيوتر في جامعة نيويورك أحد المشرفين على البحث: «المسألة تشابه حالة وجود 30 كلمة مرور لديك، وما على المهاجم إلا أن يحقق مطابقة مع كلمة مرور واحدة». ونشر البحث في مجلة «ترانزأكشين أون إنفورميشن فورينسيك سيكيوريتي» (المتخصصة بأمن التحقيقات الجنائية) التي تصدر عن جمعية المهندسين الكهربائيين الأميركية.
وقال ميمون إن النتائج تشير إلى احتمال صنع «قفازات سحرية» يحتوي كل إصبع منها على «بصمة لكل البصمات» (على غرار المفتاح العمومي الذي يفتح كل الغرف - المحرر)، فإن من الممكن فتح 40 إلى 50 في المائة من هواتف «آيفون» خلال 5 محاولات قبل أن يطالب الهاتف بإدخال كلمة مرور مؤلفة من الأرقام، وهي تلك الموجودة في «رقم التعريف الشخصي بالهوية».
وقالت شركة «آبل» إن فرصة حدوث مطابقة مخادعة داخل تقنية بصمة الإصبع لهاتف «آيفون» تبلغ 1 من 50 ألفا، باستخدام إصبع واحد. وقال ريان جيمس الناطق باسم الشركة إن «آبل» اختبرت مختلف أنواع الهجمات أثناء تطويرها لنظام Touch ID إضافة إلى إدخالها تقنيات إضافية لدرء حدوث تطابق كاذب. أما شركة «غوغل» فقد امتنعت عن التعليق.
من جهتها أبدت ستيفاني شاكرس البروفسورة في جامعة كلاركسون مديرة أبحاث تقنيات التعريف بالهوية، حذرها. وقالت إن «واقع التأثير على الهواتف يتطلب إجراء البحث عليها مباشرة»، وأضافت أن منتجي الهواتف الذين صمموا تقنيات التعرف على الهوية ببصمة الأصابع يتوجهون أكثر نحو إجراء أبحاث للكشف عن وجود الإصبع الحقيقي، مثل التعرف على تعرق الجلد أو التدقيق في طيات الجلد وثناياه. وعلى سبيل المثال فإن تقنية بصمة الإصبع من شركة «كوالكوم» تستخدم الكشف بواسطة الموجات فوق الصوتية. كما نوه منتجو الهواتف بأن فتح المستخدمين لهواتفهم ببصمة الإصبع يمنح الأجهزة ميزة إضافية، إذ يشغل برامج للأمن والحماية لا تكون عاملة أثناء غلقه.
وقال الباحثون إن بحثهم يتسم بالمحدودية، لأن غالبية الشركات المنتجة تتحفظ على تقديم معلومات حول تقنياتها. إلا أن كريس بويهنين مدير برنامج «أودين» التابع للحكومة الفيدرالية يقول إنه ومع كل ما يقال، فإن النتائج الجوهرية التي توصل إليها فريق البحث القائلة بأن بصمة الإصبع الحقيقية مهددة ببصمة رقمية مزيفة تعتبر مهمة.
ويدرس بويهنين كيفية التسلل إلى نظم الأمن المعتمدة على القياسات البيولوجية.
وأضاف أن «ما يثير القلق أن بالإمكان الحصول على هاتف يصبح اختراقه سهلا.. وبمقدور منتجي الهواتف تعزيز أمن الهواتف لزيادة صعوبة حدوث مطابقة لجزء من البصمة فقط».
* خدمة «نيويورك تايمز»



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».