جون ماكين لـ «الشرق الأوسط»: سنعمل على إزاحة الأسد وهزيمة «داعش» بالتوازي

السيناتور الأميركي يؤكد أهمية زيادة تسليح «الجيش الحر» وإقامة مناطق آمنة

جون ماكين لـ «الشرق الأوسط»: سنعمل على إزاحة الأسد وهزيمة «داعش» بالتوازي
TT

جون ماكين لـ «الشرق الأوسط»: سنعمل على إزاحة الأسد وهزيمة «داعش» بالتوازي

جون ماكين لـ «الشرق الأوسط»: سنعمل على إزاحة الأسد وهزيمة «داعش» بالتوازي

أبدى السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين تأييده الكامل للضربة العسكرية التي قامت بها إدارة الرئيس ترمب ضد القاعدة الجوية في سوريا ردا على الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي ارتكبته الحكومة السورية ضد المدنيين، وأسفر عن مقتل الكثير من النساء والأطفال. وقال ماكين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا بد أن يدفع الأسد ثمنا لمخالفته القانون الدولي، وذبحه الوحشي للأبرياء». وأوضح أن «فريق ترمب للأمن القومي يقوم حاليا بوضع استراتيجية لمواجهة الأزمة السورية خلال الفترة المقبلة».
وردا على سؤال توجهات الإدارة الأميركية وأولوياتها في القضاء على الأزمة، قال ماكين إن الولايات المتحدة بإمكانها «إزاحة الأسد وهزيمة تنظيم داعش في آن واحد». وأضاف: «نقوم حاليا باستعادة الموصل والرقة بحيث يمكن تباعا إزاحة بشار الأسد». واستطرد: «بقاء الأسد في السلطة يرجع فقط إلى مساندة الحرس الثوري الإيراني و(حزب الله) وروسيا».
وحول تأثير الضربة الجوية التي وجهتها إدارة ترمب على مطار الشعيرات العسكري يوم أول من أمس على العلاقة مع روسيا، وبخاصة أن الرئيس ترمب له تصريحات سابقة أدلاها خلال حملته الانتخابية تشير إلى رغبته في التقارب مع موسكو وانتقدها ماكين حينها، قال السيناتور: «أعتقد أن هنالك ثلاثة معطيات وراء تغيير علاقة ترمب مع روسيا، وهي الفارق ما بين كونه مرشحا ورئيس الولايات المتحدة الأميركية ذا مسؤوليات، أما الثاني فوجود فريق قوي للأمن القومي حوله، وأعلم أن الرئيس ترمب يستمع له، وثالثا أن ترمب تأثر بالفعل بالصور المفزعة لضحايا الهجوم الكيماوي».
وعن إمكانية تكرار ضربات جوية أميركية أخرى ضد النظام السوري، قال السيناتور الأميركي: «أعتقد أنها خطوة أولى في سوريا. ويتوجب علينا تحرير الموصل والرقة من (داعش)، وتسليح (الجيش السوري الحر)، وإقامة مناطق أمنة للسوريين النازحين».
وقال ماكين إن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون سيحمل رسالة إلى موسكو في زيارته يوم 12 أبريل (نيسان) الحالي أعتقد أن فحواها «اللعبة انتهت وأنكم ستكونون مسؤولين عن تصرفاتكم». وفي رأيه، اعتبر ماكين أن «إدارة ترمب تعمل بالفعل الآن على تطوير استراتيجية واضحة في التعامل مع الأزمة السورية». وأضاف: «لدي قناعة وإيمان كبير بفريق الأمن القومي الذي يعمل مع ترمب، وبالأخص الجنرال ماتيس والجنرال كيلي والجنرال ماكماستر».
في سياق متصل، أكد السيناتور ماكين أن لقاءه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نهاية الأسبوع الماضي تطرق إلى الكثير من الموضوعات حول العلاقات الأميركية المصرية، وأيضا إلى ملف حقوق الإنسان في مصر.
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في مجال مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية، قال السيناتور الجمهوري: «أعتقد أن مصر يمكنها أن تلعب دورا كبيرا، وبخاصة فيما يتعلق بليبيا وفي سيناء».
وأكد السيناتور ماكين في ختام تصريحاته، أن العلاقات الأميركية السعودية والعلاقات الأميركية المصرية حيوية للغاية.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».