النمسا تهدد برفع شكوى إلى «الأوروبي» ضد ألمانيا

النمسا تهدد برفع شكوى إلى «الأوروبي» ضد ألمانيا
TT

النمسا تهدد برفع شكوى إلى «الأوروبي» ضد ألمانيا

النمسا تهدد برفع شكوى إلى «الأوروبي» ضد ألمانيا

هدّدت النمسا بتقديم شكوى إلى المحكمة الأوروبية ضدّ ألمانيا، ما لم تتراجع حكومة برلين عن قانون جديد مثير للجدل أقرّه البرلمان أخيراً، بفرض رسم يبدأ بقيمة 2.5 يورو على السيارات التي تعبر الطرق الألمانية السريعة.
وكانت النمسا قد احتجَّت على مشروع القرار قبل إجازته، بوصفه «تمييزاً» ضد السيارات الأجنبية التي تعبر الطرق السريعة التي تربط ألمانيا بدول الجوار، والتي تعتبر من أهم المعابر الأوروبية، ممّا أدّى إلى تدخل المفوضية الأوروبية التي حاولت التوسط، فخرج القانون بصيغته المجازة التي أثارت غضب وازدراء الحكومة النمساوية على وجه الخصوص، واحتجاج كل من هولندا وبلجيكا جارَتَي ألمانيا.
وحسب تصريحات وزير النقل النمساوي، فإنّ القانون «عار» في وجه القوانين الأوروبية الصادرة من البرلمان الأوروبي التي تمنع التمييز بين مواطني دول الاتحاد وتحظر كل ما يعيق حرية التنقل الواسعة فيما بينها، واصفاً القانون بـ«الجشع والفاضح»، لكونه يميز بين العابرين بحكم جنسياتهم، مما يقوِّض الوحدة الأوروبية.
أثار هذا القانون جدلاً في الأوساط السياسية الألمانية، فقد اعترض عليه حزب الخضر، محذرين من غضب دول الجوار ومن ردود فعل سلبية تجاه ألمانيا والاتحاد الأوروبي الذي تشغله حالياً معضلة انسحاب بريطانيا، وهو يحتاج لمزيد من الوحدة والتماسك بين بقية أعضائه.
وكان وزير النقل الألماني المحافظ قد قلَّل من أهمية التحذيرات باعتبار أنّ معظم حركات عبور الحدود تفضل سلك طرق داخلية متجنبة الطرق السريعة، واصفاً القانون بأنه صديق للبيئة إذ يدفع بالسيارات «الصديقة للبيئة» التي تستبدل بالوقود التقليدي، من بنزين وديزل، السيارات الكهربائية، وتلك التي تستخدم الغاز والطاقة الشمسية، بدفع رسوم أقل.
وتتخوف النمسا من تأثير هذا القانون الذي يزيد التكلفة في حركة السير بين ألمانيا والنمسا، على السياحة الناشطة بين البلدين، حيث يتصدر السياح الألمان المرتبة الأولى في قائمة السياح الذين يزورون النمسا صيفاً وشتاء، بسبب قرب المسافات وسهولة الانتقال.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».