مهرجان أفلام السعودية يمنح 20 جائزة

عروض للمشاركات المتميزة في باريس وواشنطن

صورة جماعية للفائزين بجوائز المهرجان
صورة جماعية للفائزين بجوائز المهرجان
TT

مهرجان أفلام السعودية يمنح 20 جائزة

صورة جماعية للفائزين بجوائز المهرجان
صورة جماعية للفائزين بجوائز المهرجان

أسدل مهرجان أفلام السعودية الستار على دورته الرابعة، أول من أمس، بإعلان جوائز الدورة الرابعة التي بلغت 20 جائزة، فيما خص خمس مشاركات في المسابقة بـ«تنويهات» بالإبداع.
وجاء ذلك بعد ستة أيام من السير على السجادة الحمراء، منح المهرجان جوائزه ونخلته الذهبية للأفلام المتميزة، في حين أعلن سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، المشرف العام على المهرجان، أن المهرجان تحوّل إلى مؤسسة استثمارية باسم «أفلام السعودية»، كما أعلن عن تنظيم عروض خارجية وداخلية للأفلام المشاركة في هذه الدورة.
وفي حفل نظّمته جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، وبدعم من وزارة الثقافة والإعلام، وُزّعت جوائز المهرجان في خيمة إثراء بمدينة الظهران. وجاء حفل الختام بعد خمسة أيام من العروض التي شملت 58 فيلما، والورش التدريبية التي قدمت 1700 ساعة تدريبية، إضافة إلى فعالية سوق الإنتاج وعروض أفلام طلاب المدارس، والندوات في الفن السابع في السعودية، كما شملت الفعاليات تدشين كتابين: «سعد خضر... الرائد المتعدد»، عن سيرة شخصية المهرجان التي كُرّمت في هذه الدورة، وكتاب «ساموراي السينما اليابانية.. أكيرا كوروساوا» للناقدة السينمائية هناء العمير.
وفي الحفل الختامي، قال البازعي: «التنسيقات وصلت إلى مرحلة متقدمة بخصوص عرض مجموعة من الأفلام السعودية في عواصم عالمية عدة، بدءاً بباريس وواشنطن في الصيف المقبل، وبدعم من وزارة الخارجية، وسفارات السعودية في دول العالم». وأضاف، أن وزير الثقافة والإعلام وجّه بأن تعرض جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالتعاون مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية مجموعة من أفلامها في المراكز الثقافية التابعة للوزارة، وفي فروع الجمعية في جميع مناطق السعودية خلال العام الحالي.
وكشف عن تحول المهرجان إلى مؤسسة باسم «أفلام السعودية»، تكون مؤسسة استثمارية لصندوق الفنون السعودي، وتعمل على تطوير الفيلم السعودي والتدريب والتوزيع والإنتاج على أسس اقتصادية.
بعدها، أعلنت جوائز المهرجان، ففاز عبد العزيز الشلاحي بجائزة أفضل ملصق عن فيلم «المغادرون»، وفيصل العتيبي بجائزة أفضل فيلم عن مدينة سعودية بعنوان «أنسنة المدن».
وفي مسابقة السيناريو غير المنفذ حصد جائزة أفضل سيناريو أول: «لسان آدم» لحسن الحجيلي، وجائزة أفضل سيناريو ثان: «لون الروح» لفهد الإسطاء، وجائزة أفضل سيناريو ثالث: «سالم العبد» لعلي ربيع، كما نوهت لجنة التحكيم بالتميز لسيناريو «عندما تحتضر الحور» لعلي الدواء، وكذلك بالتميز لسيناريو «ولد سدرة» لضياء يوسف.
وفي مسابقة أفلام الطلبة، حصد الجائزة الكبرى فيلم «300 كم» لمحمد الهليل، وجائزة أفضل تحرير كانت من نصيب فيلم «صرصور» لفهد الجودي، وجائزة أفضل فيلم وثائقي ذهبت لفيلم «باص» لنور الأمير ونورة المولد، كما حاز جائزة أفضل ممثل خالد الصقر عن فيلم «300 كم»، ومنحت جائزة أفضل إخراج لفيلم «300 كم» لمحمد الهليل.
وفي فرع المسابقة للأفلام الوثائقية، فاز بالجائزة الكبرى فيلم «مبنى 20» لعبد العزيز الفريح، وجائزة أفضل تصوير حصدها أيضاً فيلم «مبنى 20»، وذهبت جائزة أفضل تحرير لفيلم «جليد» لعبد الرحمن صندقجي، كما كانت جائزة أفضل إخراج لـ«مبنى 20»، وذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم «جليد».
وفي فرع مسابقة الأفلام الروائية حصد الجائزة الكبرى فيلم «المغادرون» لعبد العزيز الشلاحي، وجائزة أفضل تصوير كانت لفيلم «لا أستطيع تقبيل وجهي» لعلي السمين، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة ذهبت لفيلم «لسان» لمحمد السلمان، وجائزة أفضل ممثل محمد القس عن دوره في فيلم «المغادرون»، وجائزة أفضل سيناريو منفذ ذهبت لفيلم «فضيلة أن تكون لا أحد» لبدر الحمود، كما نوهت لجنة التحكيم بمشاركات مميزة لفيلم «الصندوق السحري» للمخرج رائد الشيخ، وأيضاً بالتميز للممثلة سارة طيبة عن فيلم «كيكة زينة»، وبتميز للمونتير تركي المحسن عن فيلم «وسطي».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».