ميكروفونات الإذاعات تستهوي نجوم الفن في مصر

رئيس الإذاعة المصرية الأسبق لـ«الشرق الأوسط»: اغتيال للغة العربية ولفرص المذيعين الحقيقيين

آيتن عامر - درة - ماجد المصري - شريف منير - حمدي الكنيسي
آيتن عامر - درة - ماجد المصري - شريف منير - حمدي الكنيسي
TT

ميكروفونات الإذاعات تستهوي نجوم الفن في مصر

آيتن عامر - درة - ماجد المصري - شريف منير - حمدي الكنيسي
آيتن عامر - درة - ماجد المصري - شريف منير - حمدي الكنيسي

بعد أن اقتحم الفنانون والفنانات وسائل العمل الإعلامي المرئي كافة، بداية من تقديم البرامج حتى الإعلانات التجارية، اتجه مؤخرا عدد كبير منهم إلى العمل الإذاعي، وأصبح الجلوس خلف الميكروفونات «موضة» جديدة، سواء عبر أثير الإذاعات الحكومية أو الخاصة، وكذلك إذاعات الإنترنت.
ومن الفنانين الذي انضموا إلى التقديم الإذاعي مؤخرا الفنان ماجد المصري، وسوف يقدم برنامجا أسبوعيا يحمل اسم «ملوك السعادة»، ويتحدث المصري خلال حلقات برنامجه عن الناس الذين كانوا سببا في سعادتنا، من جميع المجالات الفنية والطبية والرياضية والاجتماعية.
أما التونسية درة فتجلس للمرة الأولى أمام ميكروفون الإذاعة في برنامج بعنوان «ناخد وندي»، وهو برنامج اجتماعي يناقش الحياة الزوجية والمشكلات بين الرجل والمرأة.
بينما تجهز الفنانة آيتن عامر لتقديم برنامجها الأسبوعي «الزتونة» على الإذاعة نفسها، وهو برنامج يدور في إطار فكاهي ساخر، تناقش من خلاله مشكلات الشباب، بينما تقدم الفنانة بشرى برنامج «خليك مكانك»، وتناقش فيه مشكلات اجتماعية، فيما يقدم إدوارد عبر أثير الإذاعة نفسها أولى تجاربه الإذاعية ببرنامج «إوعى يجيلك إدوارد»، وأيضا يقدم الفنان الشعبي سعد الصغير برنامجا بعنوان «سلام مربع».
كما يستعد أيضا الفنان صلاح عبد الله لبرنامجه الإذاعي الجديد بعنوان «قول يا عم صلاح»، وينضم إليهم الفنان أحمد فهمي أيضا مقدما برنامجا بعنوان «فهمي فهمك»، وهو برنامج بعيد عن الفن، ويتحدث عن الصفات الشخصية للإنسان، إضافة إلى تعاقد الإذاعة مع الفنان مصطفى قمر لتقديم برنامج فني غنائي، وكذلك يقدم الفنان عصام كاريكا برنامجه الأسبوعي «اثنين شاي بالنعناع»، ويستضيف خلاله عددا من نجوم الفن.
كما يكمل الفنان منير مسيرة الراحل فؤاد المهندس في برنامجه «كلمتين وبس»، لكن بشكل جديد وعصري يناسب الشكل الجديد للراديو في مصر. أما الفنانة إسعاد يونس فتقدم حاليا برنامجا إذاعيا بعنوان «زي ما بقولك كده»، بالإضافة أيضا إلى كثير من الفنانين الذين استقطبهم ميكروفون الإذاعة، حيث سبقهم نجوم مثل رجاء الجداوي وبدرية طلبة وغيرهما.
السؤال هنا: هل ذلك التوجه استغلال لشعبية هؤلاء الفنانين من جانب القائمين على الصناعة الإذاعية؟ وفي المقابل لماذا يقبل الفنانون من جانبهم على ذلك؟
يجيب الإذاعي الكبير ورئيس الإذاعة المصرية الأسبق حمدي الكنيسي، قائلا: «ربما يكون أغلب الفنانين يجدون في البرامج الإذاعية سهولة، لأنها لا تستهلك وقتا طويلا مثل العمل التلفزيوني. ولكن في الوقت نفسه يجب أن نعترف أن هذا شهادة للإذاعة أنها ما زالت موجودة بقوة، وما زالت تغري الآخرين للعمل بها، رغم أنني لست مع هذا الاتجاه ومع تقديم هذه البرامج التافهة من هؤلاء الفنانين وضد عملية اغتيال فرص المذيعين الحقيقيين من هؤلاء الفنانين والفنانات والرياضيين والمطربين، والذين يأخذون أماكن تعد حقا شرعيا للمذيعين الحقيقيين الذين درسوا الإعلام، وأخذوا خبرات في الإعلام ونجحوا فيها، وبالتالي الآن فرصهم تتضاءل أمام هذا الهجوم الشرس من الفنانين على تقديم البرامج الإذاعية».
ويكمل الإذاعي الكبير عن هذه الظاهرة: «من جهة أخرى معظم الفنانين والرياضيين وغيرهم لم يتم اختبار قدراتهم اللغوية وقدراتهم الصوتية ومخارج الأصوات، وبالتالي هم يشوهون العمل الإعلامي ويحطمون قواعد معروفة تماما لمن يريد أن يكون إذاعيا سواء قارئ النشرة أو مقدم البرامج، ففي الماضي كانت هناك اختبارات طويلة جدا في اللغة العربية، وفي الترجمة من العربية للغة الأجنبية، ثم اختبار لمكانة الأصوات من خبراء واختبارات شفوية في الثقافة العامة، لكي يقيسوا مدى قدراتهم الصوتية والثقافية».
ويؤكد: «لكن مع الموجة الجديدة للأسف تراجعت هذه القواعد والاختبارات، وأصبح تقديم البرامج من أسهل ما يكون. كل ما في الأمر هو الاستفادة من اسم الفنان أو الرياضي أو المطرب وجماهيريته، وترك الميكروفون له ليقول ما يشاء، هذا خطأ كبير، وليس في صالح مستوى الإذاعة المصرية التي كانت في قمة تألقها في الماضي، وذلك بسبب التدقيق في المذيعين الذين يلتحقون للعمل بها، حيث كانوا أكاديميين ودارسين لفنون الإذاعة والإعلام، وعندهم قدر كبير من الثقافة واللغة العربية الصحيحة، لأنهم يخاطبون الملايين من المستمعين الذين يسمعون أصواتهم عبر الإذاعة، فهناك كثير من الكلمات والمصطلحات التي تخرج من هؤلاء ويأخذها الشباب والشابات، ويرددونها على أنها هي اللغة الصحيحة لهذه الأيام، وهذا تدمير لقيمة اللغة العربية وقوتها المعروفة».
وعن تقييمه لأداء الإذاعات المصرية الحالية قال: «ما يحدث الآن في الإذاعات يؤكد أنه ليست هناك وسيلة إعلامية تستطيع أن تعمل عمل أي وسيلة إعلامية أخرى أو تقلل من أهميتها، بالعكس فكل وسيلة إعلامية لها جمهورها وأوقاتها، وهذا يؤكد أن الإذاعة لها مقوماتها الخاصة، وبالتالي مهما كانت المنافسة شرسة وضارية مع شاشات التلفزيون الأرضي والفضائي، وانضمت إلى المنافسة أيضا شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) و(تويتر) وغيرهما، استطاعت الإذاعة أن تحتفظ بوجودها بشكل واضح، والدليل الآن أن بعض رجال الأعمال ينفقون أموالا لرعاية برامج إذاعية، وهؤلاء مستحيل أن يصرفوا على هذه البرامج إلا إذا كانوا متأكدين من جدواها، ومكسبهم من المتابعين لهذه الإذاعات، ولكن المشكلة أن ما أصاب الإذاعة هو امتداد لما أصاب التلفزيون، وهو انهيار اللغة والثقافة والمحتوى الرديء لما يقدم الآن عبر هذه الإذاعات وبرامجها».
ويوضح الكنيسي: «ليس ضروريا أن يكون القائمون على الإذاعة هم من يأتون بهؤلاء الفنانين والرياضيين لتقديم البرامج الإذاعية، ولكن هناك من يذهب إلى الإذاعة ويريد تقديم برامج، ويكون معه (التورتة) اللازمة لذلك من خلال الرعاة المنتجين لهذه البرامج، وبالتالي أصبح (الإعلان) وليس (الإعلام) المتحكم في محتوى وجودة البرامج الإذاعية ومن يقدمها الآن، وأصبحت هذه هي الحجة لهم للوجود في الإذاعة، وهذا بالتأكيد شيء مؤسف، فالإذاعة منذ بداياتها كانت رسالة وقيمة في حد ذاتها، وكانت مرآة للحضارة والثقافة المصرية من خلال روادها وعباقرتها من المذيعين والمعدين والقائمين على تقديم البرامج الإذاعية».
وأكد الإذاعي، أنه لا يستطيع الاستماع إلى بعض الإذاعات الحالية لمدة «دقيقتين»، مؤكدا أن هناك انهيارا حقيقيا في أكثر الإذاعات التي أصبحت عبارة عن راع وإعلان ومذيع غير متقن لما يقدمه ومحتوى تافه وسيئ، موضحا أنه ما زال يمارس العمل الإذاعي من خلال برنامج في «صوت العرب»، فهي من الإذاعات المحترمة التي تتسم بالمهنية.
في نهاية التصريح قدم الإذاعي نصيحة للقائمين على العمل الإذاعي الآن قال فيها: «أحذركم من وهم النجاح والإعلانات على حساب الأداء الإعلامي الجيد، ومع الوقت بالضرورة سيستفيق هؤلاء الناس ويملون ويكتشفون حقيقة هذه البرامج التافهة، وسوف يحجمون عن متابعتها، حيث إنها بلا معايير علمية أو مهنية فنية، فمن الأفضل أن ينسحبوا الآن من الساحة ويتركوا هذا المجال لأصحابه والدارسين له، والذين يستطيعون أن يرسلوا رسالة صحيحة للمجتمع المصري وللشباب ترفع من قدراتهم الثقافة وتغير من سلوكياتهم السيئة التي أصبحت الإذاعة الآن امتدادا لما يقدم في التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي».
ومن جهتها، قالت الإعلامية المخضرمة المصرية سلمى الشماع: «دعونا نتفق على أن الميديا الآن قائمة على (marketing)، والهرم بالنسبة للميديا أصبح هو الإعلانات، وأصبحت هي التي تتحكم في المنتج المعروض، والعملية هي ما الذي سوف يجلب لي أموالا أكثر، وليس ما هو البرنامج الذي سوف يقدم خدمة أفضل».
ورغم أن هناك مواصفات معينة يجب توافرها لمن يقدم برامج في الإذاعة، ويقف أمام ميكروفون الإذاعة، ويجب أن تكون عندهم ضوابط ومعايير من خلالها يظهرون على شاشات التلفزيون أو ميكروفون الراديو، لكن العشوائيات الآن ليست في مناطق غير آمنة فقط، ولكن أصبحت أيضا على الراديو الذي أصبح عشوائيا ومنطقة غير آمنة، ويقدم فيه كل ما هو رديء، وتأثير ذلك على المستمع سيئ جدا.
وتضيف: «طريقة الحوار أصبحت غريبة، والنموذج الذي نراه في الشارع الآن هو من نتائج هذه اللغة الغريبة والأفكار الأغرب التي تقدم في برامج التلفزيون والإذاعة الآن من أناس المفروض أنهم فنانون وفنانات، وأصبح قتل المعايير الصحيحة لأي منتج ناجح السمة السائدة، حتى أصبح كل شيء سهلا، وأي شخص يستطيع أن يتحدث في أي موضوع بلا ضوابط لغوية أو أخلاقية، وهذا غير مهني، فلا بد أن تكون هناك شروط ومواصفات لأي مهنة حتى يلتحق بها من يكون الأفضل». وتستطرد: «في الماضي كنا نستمع إلى ليلى رستم وسمير صبري وزينب الحكيم، ونتعلم منهم الطريقة الصحيحة لنطق الكلمات مع الأسلوب الراقي ومع الثقافة والسلوكيات. أما الآن كل ذلك تلاشى وأصبح غير موجود نتيجة الحوار السائد على الشاشة الذي أصبح ليس به أي شيء مما أقوله الآن».
وأوضحت الشماع: «الآن لا توجد أي معايير وضوابط مهنية للعمل الإعلامي، سواء في التلفزيون أو الإذاعة، وقليل جدا من تنطبق عليهم هذه المعادلة، حيث لا توجد أي مهنية فيمن يقدمون البرامج في المجال الإعلامي، وأصبحت العشوائية هي السائدة. المهم أن يستطيع المذيع أن يعمل على جهاز (الميكسر)، وهذا شغل فني وليس شغل مذيع، فهناك أصول وقاموس لكل مهنة ويجب احترامها».



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».