إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

الحامل وتناول الكبد
* هل يمكن للحامل تناول أطباق الكبد المطهوة أو الجبن؟
هبة.ك. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول الأطعمة التي يجدر بالحامل عدم تناولها. وبداية، بالنسبة لكبد الخروف أو البقر، وحتى كبد الدجاج، يجدر بالحامل عدم تناوله خلال فترة الحمل. والسبب أن الكبد من الأعضاء عالية المحتوى بفيتامين «إيه» لا مجال للاستطراد في ذكرها، الذي هو ضار بصحة الجنين، وقد يتسبب بتشوهات خلقية لديه. وتناول اللحوم بأنواعها، ما عدا الكبد، هو أمر صحي وآمن ما دام يتم طبخها بطريقة كافية لنضجها، أي حصول أمرين، الأول: ألا تبقى في قطع اللحم أي مناطق وردية نيئة وخاصة الأجزاء الداخلية لقطع اللحم أو أجزاء اللحم الملتصقة بالعظم. والأمر الثاني من علامات نضج اللحم ألا يخرج من قطع اللحم عصارة غير شفافة، أي عصارة غير ممزوجة بالدم.
وبالنسبة لتناول الكبد بالذات، فإن تناوله بالعموم أمر صحي؛ لأن الكبد يحتوي على نوعيات عالية الجودة من البروتينات، والكثير من الفيتامينات كحمض الفوليت وبي- 12. والمعادن كالحديد وغيره، إضافة إلى الكثير من العناصر الصحية الأخرى. ولكن الكبد أيضاً يحتوي على فيتامين إيه، وهو أحد أنواع الفيتامينات التي تذوب في الدهون، والتي تتراكم في الجسم، بما قد يكون فوق حاجة الجسم، ما يتسبب بأضرار صحية وخاصة لدى الأجنة، ولا مجال للاستطراد في ذكر تلك الأضرار الصحية على الجنين وغير الجنين. ولذا فإن النصيحة الطبية ألا يتجاوز المرء بالعموم تناول الكبد أكثر من مرة في الأسبوع. وهذا هو السبب، أي ارتفاع كمية فيتامين إيه.
أما بالنسبة لما ذكرتهِ في سؤالك حول السموم وعمل الكبد على تخليص الجسم منها، فإن الكبد يساعد الجسم على التعامل مع السموم وإبطال ضررها، ولكن الكبد لا يختزن تلك السموم، ولذا فإن تناول الكبد يبقى أمرا صحيا ضمن الاعتدال في الكمية التي يتناولها المرء، أي مرة واحدة في الأسبوع على أعلى تقدير، وضمن انتقاء كبد المواشي التي تمت تربيتها بتناول أعلاف طبيعية من أعشاب المرعى، وتمت العناية بها. ولاحظي كذلك أن كبد الدجاج يحتوي كميات أقل من فيتامين إيه، بالمقارنة مع كبد الخروف أو البقر، ولكنها أيضاً تظل كميات عالية بالنسبة للحوامل.
أما سؤالك حول تناول الجبن من قبل الحوامل، فإن غالبية أنواع الجبن تعتبر آمنة لتناولها من قبل الحوامل ما دام تم عملها بطريقة تضمن بسترة الحليب لضمان خلوه من الميكروبات. وهذا ينطبق على الأجبان البيضاء والأجبان الصفراء المطبوخة. ولكن هناك أنواعاً من الجبن المحتوية على فطريات بالأصل خلال عملية إنتاجها، مثل الأجبان الطرية الفرنسية والأجبان الممزوجة بالفطريات الزرقاء اللون، أو الأجبان القديمة في الثلاجة التي قد يبدو عليها نمو عفن الفطريات، كل هذه الأنواع يجدر بالحامل عدم تناولها. ولعله تتيسر فرصة في الأسابيع القادمة لعرض موضوع تغذية الحوامل بشيء أكثر توضيحاً وتفصيلاً.

ألم الساق

* ما فحوصات تضيق شرايين الساقين؟
محمود.ح. - مصر.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول اشتباه الطبيب بوجود تضيقات في الشرايين بالساق اليمنى لديك وطلبه إجراء الفحوصات، ومدى معاناتك من أعراض الألم. ولاحظ معي أن حصول تضيقات في الشرايين التي تغذي الأطراف السفلية، وتحديداً أجزاء القدم والساق، تظهر أعراضها في أكبر عضلات منطقة ما تحت الركبة، أي عضلة الربلة أو «بطة» الساق الخلفية.
والتضيقات هي من نوعية تضيقات الشرايين الأخرى نفسها في الجسم، أي بسبب ترسب الكولسترول في الشرايين، مثل شرايين القلب والدماغ وغيرهما.
ووجود التضيقات هذه لا يُؤثر على قدرة الشرايين في توصيل الدم، ولكن عند بذل الجهد كالهرولة أو المشي السريع، يزيد احتياج العضلات لكميات إضافية من الدم المحمّل بالأوكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لاستمرار العضلات في عملها، وحينها يبدأ الشعور بالألم عندما تتسبب التضيقات بتدني تروية العضلات تلك.
ومن أكبر العوامل المساهمة في حصول تضيقات الشرايين هو التدخين عندما تكون أيضاً ثمة اضطرابات ارتفاع الكولسترول ومرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
أما الأعراض، فمن المهم معرفة أنها لا تقتصر على الألم، بل ربما تشمل تخديرا أو ثقلا في حركة الساق والقدم، والطبيب قد يلحظ ضعفا في قوة النبض عند جس موضع الشرايين بالساق أو القدم، وربما تتطور الحالة بظهور قروح في القدمين أو تغير لون الجلد وبطء نمو الأظافر وغيرها من الأعراض. وحينما يلاحظ الطبيب هذا كله، فإنه يحتاج إلى التأكد من وجود التضيقات ويحتاج إلى معرفة مواضعها، ويحتاج إلى معرفة مدى حجمها؛ ولذا يطلب الفحوصات التي ستوفر في الغالب هذه المعلومات.
ومن أول الفحوصات قياس مؤشر النسبة بين ضغط الشرايين فيما بين الأطراف العلوية والأطراف السفلية. كما يُفيد فحص الأشعة الصوتية باستخدام تقنية الدوبلر لتقييم وجود الانسداد أو التضيقات في مجاري الشرايين.
كما يُفيد كذلك إجراء اختبار الجهد بالهرولة على الدواسة الكهربائية لمعرفة متى يشعر الشخص بالألم في الساقين ولقياس مؤشر النسبة في الضغط المتقدم توضيحه. وهناك فحوصات أكثر دقة بالرنين المغناطيسي لتصوير الشرايين بالصبغة الملونة، وهناك تصوير أشعة إكس للشرايين بالصبغة الملونة. وتكون مراحل المعالجة بالتالي، معتمدة على النتائج والأعراض لديك.

فقد حاسة التذوق

* هل اضطرابات الشعور بحاسة التذوق حالة شائعة؟
مؤمنة.ك. - جدة.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ووفق ما تشير إليه نتائج الإحصائيات في العالم، فإن نحو 15 في المائة من البالغين الذكور والإناث قد تكون لديه مشاكل في الشم أو التذوق، وغالبيتهم لا يُراجعون الطبيب لمعرفة السبب وتلقي المعالجة إن أمكن.
وتحديداً، يُراجع نحو 200 ألف شخص سنوياً عيادة الطبيب في الولايات المتحدة بسبب مشاكل في قدرات التذوق أو الشم. ولاحظي أن أحدنا يُولد ولديه أكثر نحو 100 ألف من براعم التذوق منتشرة على سطح اللسان، إلا أن عددها يقل كلما تقدم بنا العمر.



هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».