إيطاليا تطالب بدور أميركي أكبر في ليبيا وتحث روسيا على التعاون

الجيش الوطني يستعد لمعركة جديدة حول سرت

دراجون ليبيون في مهرجان نظمه ناد متخصص في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
دراجون ليبيون في مهرجان نظمه ناد متخصص في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
TT

إيطاليا تطالب بدور أميركي أكبر في ليبيا وتحث روسيا على التعاون

دراجون ليبيون في مهرجان نظمه ناد متخصص في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)
دراجون ليبيون في مهرجان نظمه ناد متخصص في مدينة بنغازي (أ.ف.ب)

بدا أمس أن الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر من شرق ليبيا، يستعد لعملية عسكرية جديدة في مدينة سرت الساحلية، فيما كشف أمس مسؤول إيطالي رفيع المستوى النقاب عن أن بلاده ستحث على زيادة الدور الأميركي في تعزيز الاستقرار في ليبيا عندما يجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وغيره من زعماء العالم في مايو (أيار) المقبل. وطبقا لما أعلنه العقيد أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي أن القيادة العامة للجيش أصدرت مهام جديدة لضباطه، مشيرا إلى تكليف العميد جمال الزهاوي بمهام آمر غرفة العمليات العسكرية الجفرة، والعميد المبروك سحبان آمراً لغرفة عمليات سرت بديلا للعميد محمد احموده.
وتعكس هذه التغييرات احتمال اندلاع مواجهات بين قوات الجيش والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج التي حاربت قبل أشهر تنظيم داعش في مدينة سرت مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي.
وسيطرت قوات السراج المدعوم من بعثة الأمم المتحدة، على المدينة بعد قتال دام بضعة شهور شاركت فيه الولايات المتحدة بشن غارات جوية ضد مواقع وقيادات «داعش».
إلى ذلك، قال ماريو جيرو نائب وزير الخارجية الإيطالي إن من أولويات السياسة الخارجية الإيطالية بناء دعم دولي لوحدة ليبيا، مضيفا: «في الأعوام القليلة الماضية كانت ليبيا دائما من بين أولوياتنا، وسنقول ذلك في اجتماع مجموعة السبع، وسنطالب الولايات المتحدة كذلك بهذا الأمر».
ومن المقرر أن تستضيف إيطاليا الاجتماع السنوي لمجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع في بلدة تورمينا في صقلية يومي 26 و27 من مايو (أيار) المقبل، في أول زيارة من نوعها سيقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لأوروبا منذ توليه الرئاسة.
وفي تلميح إلى دعم روسيا تدعم للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي المتحالف مع حكومة تتخذ من مدينة البيضاء في شرق البلاد مقرا لها، قال جيرو: «نحن نحلم ونعمل على أن تبدأ روسيا والولايات المتحدة العمل معا بجدية بشأن ليبيا لأننا لن نتحمل اضطرابات في هذه المنطقة في وسط البحر المتوسط. وكان وزير الخارجية الإيطالي إنجلينو الفانو الذي اجتمع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو قد أعلن أمس إن إيطاليا تدرس فتح قنصلية في طبرق وإن روسيا يمكنها أن تلعب دورا حيويا في توحيد البلاد. وأرسل مهربو البشر، المتمركزون في الدولة الممزقة التي تتنافس فيها حكومتان مع جماعات مسلحة على السلطة، مئات الألوف من المهاجرين في زوارق باتجاه إيطاليا منذ عام 2013، وارتفع عدد الذين وصلوا إلى إيطاليا أكثر من 50 في المائة هذا العام. وقسمت ليبيا إلى مناطق صغيرة متناحرة بعد أن أدت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلنطي (الناتو) إلى الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011، وتعترف إيطاليا والولايات المتحدة والأمم المتحدة وغيرهم بحكومة طرابلس التي يقودها السراج. وطُرد مقاتلو تنظيم داعش من مدينة سرت في نهاية العام الماضي لكن من المعتقد أن المتشددين الهاربين والخلايا النائمة ما زالت تشكل تهديدا للبلاد وربما لأوروبا.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.